Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/01/2010 G Issue 13614
الاربعاء 20 محرم 1431   العدد  13614
 

اللهم أشكو إليك الإخوة الفلسطينيين
محمد عبده يماني

 

اللهم أشكو إليك ظلم الإخوة الفلسطينيين بعضهم بعضاً.. أولئك الذين تصدوا للدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق من تشرد بدون جرم ولا خطيئة.. أشكو إليك اللهم أن هؤلاء الإخوة شاركوا بوعي أو بدون وعي الإسرائيليين خاصة في ظلم هذا الشعب الفلسطيني وأعطوهم الفرصة للاستمرار في الظلم والقسوة وساهموا في ضياع القضية الفلسطينية وساهموا في مواصلة التشرد والضياع والقتل والتدمير لهذا الجزء الغالي من وطننا العزيز.. وأنا هنا أسأل هؤلاء الإخوة الأعزاء سؤال الأخ الصادق الغيور:

إلامَ الخلف بينكم إلاما.. أضعتم قدسنا والمسجد الأقصى حراما.. وأصبحتم يكيد بعضكم لبعض.. وكل الفعل يجري على جثث الضحايا والثكالى واليتامى.. وأين النصر لا حيفا أعيدت ولا يافا ولا سلم اليتامى.. وكيف الفوز.. كيف الفوز وفي السجن النشامى.. وأين العذر لا عهداً وفيتم به عند الحطيم وداخل البلد الحرام ولا ذماما.. وشاهدنا وشاهدهم عليكم ربوع الحجر وأطراف المقام.

من المسؤول عن ضياع ما بقي من الأرض الفلسطينية، وماذا تريدون من هذه الضجة والكل يصر على رأيه وكأنها قضيته الشخصية يريد أن يحقق من خلفها نصراً لرأي هنا وهناك.

والله إنني أشعر مع كثير من إخوانكم أنكم ساهمتم في هذه المرحلة الخطرة في تجميد وتعطيل الحل لتكوين الدولة الفلسطينية.. والسؤال: ماذا تريدون؟؟ ولماذا لا تمدون أيديكم بعضكم لبعض وتنسون هذه الخلافات التي أضرت بكم وبنا في قضية عظمى؟؟.. إنها أسئلة حيرى!! حتى لم نعد نعلم ماذا تريدون من خلف كل هذا الخلاف؟؟ ونردد مع شاعرنا أحمد شوقي:

إلاما الخلف بينكم الاما

وهذه الضجة الكبرى علاما

وفيما يكيد بعضكم لبعض

وتبدون العداوة والخصاما

والله إنكم ستقفون أمام الله وستسألون عن عهود قطعتموها ثم خالفتموها ألا تستمعون إلى قول الله سبحانه وتعالى وهو يحذر من خطورة نقض العهود ?الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ?.. ألا تستمعون إلى قوله عز وجل ?أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ? وجعل لأولئك الموفين بعهدهم درجة عالية ?وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ? كل هذه الآيات تحذرنا من خطورة النكوث بالعهود وتأمرنا ?وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً? ?وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا?.

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أهمية الوفاء بالعهد مع كل ذي عهد عاهدناه فكيف مع بعضنا لبعض وكيف أن النكث عن مثل هذه العهود والتراجع عنها له كل هذه الآثار التي دمرت قضيتنا وشمتت فينا أعداءنا وأعانتهم علينا حتى أصبحوا يتشدقون في العالم أننا أمة لا تستحق البقاء وينظر العالم إلى وضعنا وقد قسمنا فلسطين بأيدينا قبل أيديهم.

ما هذا أيها الإخوة؟؟.. ما هذا أيها الرفاق؟؟.. كيف سمحت لكم أنفسكم بالمضي في هذا الشقاق والعالم العربي والإسلامي ينظر إلى ما فعلتموه على أنه نكسة جديدة وخطوة غير موفقة!!

مدوا أيديكم بعضكم لبعض وتناسوا الخلافات وذللوا الصعاب من أجل هذا الحق الضائع ومن أجل أن نحقق الآمال نعود يداً واحدة، ونري جديتنا للعالم من حولنا الذي يقف بجانبنا وينصر قضايانا.

وختاماً فهل آن الأوان لنسيان الخلاف العابر وكبح النفوس ودفع الشيطان الذي نزغ بينكم وقادكم وقادنا إلى هذا البلاء.. آن الأوان أيها الإخوة.. آن الأوان فمدوا أيديكم واجمعوا كلمتكم، فيد الله مع الجماعة وتعاونوا على البر والتقوى، وأن العودة إلى الحق تساعد في الحصول على الحق.

والله أسأل أن يسمعنا عنكم خيراً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد