(الجزيرة) - حازم الشرقاوي
توقع متخصص في اقتصاديات الطاقة أن يبدأ مشروع مصفاة جيزان عام 2015، وقال إنها فترة مناسبة للمشروع خصوصاً أن قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي ستبدأ من 2012 م في دورة اقتصادية جديدة.
ووصف المشروع بأنه نقلة نوعية في اقتصاد المملكة.. وقال طارق قيس الصقير محلل اقتصاديات الطاقة إن مشروع مصفاة جازان يمثل أول استثمار للقطاع الخاص بنسبة 100% مع طرح جزء من المشروع للاكتتاب العام. وألمح إلى أن هذا الاستثمار يُشكّل طريقاً لعودة الصناعة النفطية إلى الدول المصدرة للنفط عبر تكامل خطوط الإنتاج مع مجمعات صناعية تنتج العديد من المواد المكررة ذات القيمة المضافة.. وتساهم تلك الاستثمارات في توطين الصناعة النفطية ويدفع إلى نمو ذلك القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لأكبر مصدر للنفط في العالم، وأوضح أن المشروع سيتزامن مع إستراتيجية التنمية لمنطقة جازان وتحويلها لميناء صناعي حيوي.
وقال الصقير: إن المهم في تلك الاستثمارات هو تبني القطاع الخاص السعودي للمشاريع بعد أن أثبتت المؤسسات السعودية قدرتها على المنافسة في مشاريع نفطية دولياً كشركة كورال بتروليوم السويدية التي يساهم فيها القطاع الخاص السعودي لتنفيذ مشاريع في السويد.
ووفقاً لما ذكرته وكالة رويترز فقد تلقت وزارة النفط والثروة المعدنية، عرضين من أربع شركات سعودية حيال بناء مصفاة جيزان للنفط وتشغيلها نقلاً عن مصادر في صناعة النفط.. وتقول المصادر إن شركة التصنيع الوطنية (تصنيع) قد قدمت عرضاً، وذلك في شراكة مع شركة نماء للكيماويات وشركة البتروكيماويات والمصافي المتطورة، وكلها شركات سعودية، ضمن تحالف لتطوير المصفاة.. أما العرض الثاني فقدمته شركة «كورال بتروليوم أيه بي» (Corral Petroleum AB)، المسجلة في السويد والمملوكة لرجال الأعمال السعودي محمد العمودي، حيث دخلت في خط المنافسة مع الشركات الأخرى للفوز بعقد المشروع، إلا أنه لم يتسن الحصول على تعليق من الشركة أو وزارة البترول السعودية.
من جانبها أعربت مصادر قريبة من شركات المقاولات ذات العلاقة بالمشروع أن شركات عالمية وأخرى إقليمية لم تقدم عروضها ومنها «إيني» (Eni) الإيطالية وشركة أبوظبي الوطنية للنفط (أدنوك) وشركة «أكوا للطاقة» السعودية ومجموعة العبيكان للاستثمار السعودية.. ووفقاً لرويترز يقول مصدر قريب من إحدى شركات الهندسة العالمية إن الشركات التي أبدت رغبة الدخول في المناقصة في مراحلها الأولى طلبت من المملكه بعض المحفزات إلا أنها - أي الحوافز - لم تكن مواتية للشركات للمضي قدماً في الاستثمار في المشروع مما كان سبباً في عدم الدخول فيه. واستبعد المحلل طارق الصقير ما ذكرته رويترز حول ضعف المحفزات وقال: لا أعتقد أن بعض التحالفات العالمية رفضت المشروع بسبب عدم منحها المزيد من المحفزات حيث إن هذا لا يعدو كونه تكهنات لا أساس لها من الصحة وهي مجرد مناورة لقياس شهية الاستثمار لدى القطاع الخاص.. بل على العكس نجد أن بيانات تريس داتا إنترناشونال تشير إلى وجود ملموس لعدة شركات عالمية ترغب في دخول الصناعة النفطية السعودية خصوصاً بعد جاذبية سياسة الخفض الضريبي لهذه المشاريع وتوافر وسائل التمويل من مصارف محلية.. وذكر الصقير أنه حسب مصادر تريس داتا إنترناشونال فإن أرامكو السعودية ستوقع على اتفاقية طويلة الأجل مع منفذ مشروع مصفاة جيزان لإمداده بالنفط الخفيف عن طريق ميناء ينبع أو بالنفط الثقيل عبر ميناء رأس تنورة بأسعار الأسواق الدولية وستركز مصفاة جيزان على الأسواق الدولية لتصدير منتجاتها البترولية مع الأخذ بالاعتبار تلبية الطلب المحلي عند الضرورة.