احتاج العراقيون إلى حماقة إيرانية تمثّلت في احتلال حقل الفكة النفطي العراقي حتى يستيقظوا ويكتشفوا أن الجار الذي يسوقه من كانوا يتربون هناك ويتدربون ليكونوا عوناً على احتلاله، والذين مكنهم المحتل من العودة للعراق مشاركين في الاحتلال، أدلاء لجنوده يمارسون دور العلقمي.
هؤلاء العملاء فضحتهم حماقة الإيرانيين الذين استعجلوا قبض ثمن المشاركة في تدمير العراق وتمكين الأمريكيين من احتلاله، فأرادوا أخذ نصيبهم من نفط العراق، والبداية حقل الفكة، متوهمين أن ذلك سيقودهم إلى حقل مجنون النفطي، مبتغاهم وحلمهم الذي يعمل عملاؤهم على تحقيقه من خلال نسخ ما يسمى بإقليم الجنوب.
حماقة احتلال حقل الفكة، أيقظت العراقيين من سباتهم ومن التحذير الذي مارسه مشعوذو الأحزاب الطائفية فاشتعلت الحمية العربية في نفوس العراقيين. وشهدت مدن الجنوب مظاهرات واحتجاجات نددت بالعدوان الإيراني.. وطالب الكثير من المشاركين في المظاهرات بالتطوع لتطهير الأراضي العراقية من رجس الاحتلال الإيراني.
فقد نظمت السبت تظاهرة حاشدة أمام القنصلية الإيرانية في البصرة للتنديد بالاحتلال الإيراني لحقل فكة النفطي وللتدخلات الإيرانية المتكررة، وشارك في التظاهرة عدد من الحركات السياسية كحركة تحرير الجنوب وجبهة الحوار الوطني وقائمة تجديد وحزب الشعب ومؤتمر حرية العراق والاتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية ومجلس عشائر التحرر والبناء وحركة القوى الوطنية والقومية وشخصيات مستقلة وعشائرية وأطياف متنوعة من المجتمع البصري.. وشاركت المرأة أيضاً في التظاهرة وكان لها دور كبير من خلال الأهازيج والرفض للاحتلال. وردد المتظاهرون عبارات الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الوطن. ويقول عوض العبدان أمين عام حركة تحرير الجنوب وهو مشارك بقوة في التظاهرة: إن المجتمع البصري اليوم انتفض ضد الإيرانيين وضربهم ضربة ستقصم ظهرهم، إن البصريين اليوم أوصلوا رسالة للعام كله أنه رغم كل الحرب الفكرية التي شنت ضدهم والتي حاولت سلخهم عن محيطهم العربي أو الوطني إلا أنهم اليوم يبرهنون أنهم أقوى بكثير مما يملك الأعداء، وأنهم أحفاد ثورة العشرين وأبطال الحرب ضد إيران أيام الثمانينيات.
وقد جرت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة ولم يسجل أي خرق أمني، وقد توعد البعض من المتظاهرين الحكومة الإيرانية بأنهم سيسيرون مشياً على الأقدام للوصول إلى البئر المحتلة وتحريرها بالمكوار العراقي الذي هو أقوى من أسلحتهم النووية التي يزمعون تصنيعها.
وأضاف العبدان: «سنقوم بإجراءات أخرى من بينها مقاطعة المواد التجارية الإيرانية وغيرها من الإجراءات التي ستجبر الحكومة الإيرانية على الخروج من آبار الفكة النفطية والتوقف عن التدخل بالشؤون الداخلية لبلدنا».
ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تندد ب»الاحتلال الإيراني» للبئر النفطي وتطالب القوات الإيرانية بالخروج من الأراضي العراقية فوراً. وكانت مظاهرة مماثلة قد خرجت تندد بالعدوان الإيراني في العمارة وتكريت وبغداد والأنبار، وتطالب الحكومة بموقف حازم ضد العدوان الإيراني على الأراضي العراقي.
هكذا هي البدايات، فالشعب العراقي استيقظ من سباته وستبدأ خطوات التخلص من هيمنة الإيرانيين خاصة وأن حماقة الإيرانيين تسبق الانتخابات البرلمانية والتي ستظهر أن العراقيين قد تخلصوا من عملاء إيران الذين دخلوا العراق تحت عباءة الاحتلال.
jaser@al-jazirah.com.sa