Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/01/2010 G Issue 13614
الاربعاء 20 محرم 1431   العدد  13614
 
حديث المحبة
من المسؤول عن وفاة هذه الفتاة..؟
إبراهيم بن سعد الماجد

 

حادثة لم تكن الأولى ونتمنى أن تكون الأخيرة، تلك هي حادثة سقوط فتاة في الثالثة عشرة من عمرها في فتحة (بيارة) عمارة وهي تهم بركوب سيارة والدها صبيحة يوم أسود في حياة أهلها، وذلك في حي الروضة، وما كان ذلك ليحدث مع إيماننا الكامل بالقضاء والقدر، لو كان الدفاع المدني ومعه بكل تأكيد الأمانة، يولون جانب السلامة في مثل هذه الأشياء العناية الكافية.

فتاة تسقط من فوهة مكان الصرف الصحي، مما يعني عدم وجود أدنى درجات السلامة، وأدنى درجات المتابعة من قبل أمانة المدينة لمسألة سلامة عابري الطريق.

(لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن أسئل عنها يوم القيامة) مقولة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكيف إذا كان العاثر بل الغارق المفارق للحياة إنسان؟!

عثرت هذه الفتاة وسقطت وغرقت وماتت، ثم ماذا بعد؟

والدها يلوم من فتح هذا الغطاء وتركه، وأنا ألوم بل أؤكد على مسؤولية الدفاع المدني والأمانة، فكيف يحصل مثل هذا..؟

غطاء قابل للكسر أو الفتح في أي ظرف ومن قبل أي إنسان وفي طرق الناس ولا يكون هناك أدنى درجة من الأمان..!؟!

تقولون كيف يكون الأمان؟ أقول وبكل بساطة لو كانت فوهت هذه الفتحة تتقاطعها قضبان من الحديد بحيث تمنع السقوط في القاع لو حصل وإن انكسر الغطاء أو عبث به لما حصل ما حصل وما أكثر ما يحصل مثل هذا.

من المؤسف جداً أن إدارات السلامة لدينا في كثير من القطاعات لا تولي جانب الدراسات والآراء والبحوث الاهتمام الكافي، وإنما تستفيد وفائدة أيضاً متأخرة من الكوارث إذا حلت..!!

شيء يثير العجب فعلاً، إذا علمنا أن الدولة بقيادتها الراشدة لم تبخل على أي قطاع من القطاعات، ولكن القضية بكل بساطة تهاون وتقاعس عن أداء المسؤولية، من تلك الإدارة أو تلك.

سلامة المواطن بل قل سلامة الإنسان، أمر يجب عدم التهاون به لأن الثمن باهض، والمصيبة كبيرة في حالة تقاعس جهة ما عن أداء الدور المناط بها في المحافظة على سلامة هذا الإنسان.

إن الدور الذي لا يقل عن دور جهات السلامة أهمية هو دور المواطن الذي يجب أن يكون عين لكل قطاعات الدولة ويكون دوره واضحاً في الإبلاغ عن كل ما يشكل خطراً على سلامة الإنسان، وإن تكون هناك إدارة مركزية معنية بتلقي مثل هذه البلاغات وتمنح المتصل رقماً لبلاغة لتتم المحاسبة لو حصل تقاعس ما.

إننا عندما نلوم جهة ما في تقصير ما فإن ذلك لا يعني البتة تجاهلنا للجوانب الجميلة التي تقوم بها، ولكننا نؤكد على أن الإعلام كما هو المواطن تماماً يجب أن يكون عوناً لكافة القطاعات في أن تؤدي دورها بكل كفاءة ونجاح، ولن يتحقق ذلك إذا لم نستشعر هذا الأمر، ويدرك كل مسؤول أن النقد لا يعني التجريح أبداً، وإنما يعني محاولة المساهمة في كمال الأداء ليس إلا.



almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد