نجح المهرجان الكبير لاعتزال النجم نواف التمياط متجاوزاً الكثير من العقبات والعراقيل التي اعترضته على الأصعدة كافة..
نجح المهرجان وودَّع النجم الخلوق الملاعب في أبهى صورة وبحضور نجوم العالم في صفوف الإنتر.. ونجح الهلال في الارتقاء بالمباراة بنجومه الكبار وشبابه الصغار وجماهيره الغفيرة؛ حيث جاءت المباراة في مستوى الحدث رغم وضوح الطابع الودي عليها، على عكس لقاءي الهلال بفالنسيا ومانشستر يونايتد في اعتزال النجمين يوسف الثنيان وسامي الجابر؛ حيث كان اللقاءان عبارة عن لقاءين رسميين شهدا التوتر والحماس والرغبة الكبيرة بالفوز والأداء العالي.. والسبب في تصوري أن ظروف توقيت المباراة أمام الإنتر، وخسارة الهلال الأخيرة في الدوري، وعدم وجود الوقت الكافي بينها وبين آخر لقاء في الدوري ساهم في ظهورها بشكل متوسط، لكن الأهم هو النجاح الإجمالي للقاء، والمظهر المشرف للنجم المحتفى به ولفريقه الهلال في المباراة.. نجاح المهرجان يجب ألا يُنسينا الإشادة بالمساهمة الرائعة لسمو الأمير عبدالله بن مساعد في إنقاذ المهرجان وتسهيل حضور الفريق الإيطالي بتقديره الكبير للاعب، ومنح المهرجان (سُلفة) مقدمة كانت بمثابة الإنقاذ لهذا المهرجان، إضافة إلى دعمه الكامل لكل الفعاليات وتقديم خبرته وتجاربه السابقة لتكون منطلقاً لكل الجهود التي بُذلت في الإعداد والتجهيز للحفل، في حين كان الدعم الهلالي الكبير متمثلاً بالدعم السخي الذي قدمه سمو رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الذي أصرَّ على إقامة مهرجان التكريم للنجم نواف رغم كل الظروف والعوائق التي صاحبته منذ الموسم الماضي.
بينما كان العراف والنجم الحقيقي للمهرجان هو سمو الأمير نواف بن محمد، الذي تسلَّم المهمة في وقت صعب وظروف أصعب، لكنه - وبما عهد عنه من إصرار ورغبة في النجاح وتحدي الصعاب - استطاع أن يتلافى كل شيء، ويقود المهرجان نحو النجاح، وأي نجاح.. فقد فاجأ الجميع بترتيباته وفقراته وحضوره، وكان بالفعل نجم اللحظات الحاسمة واللحظات الحرجة؛ ليقدم للجميع حفلاً لائقاً بالنجم الكبير نواف وبالزعيم فريق الهلال.. وهكذا هو الهلال ونجومه ومنسوبوه لا يمكن أن يرضوا إلا بالقمة والتفوق في كل شيء؛ فالهلال حين يحضر يكون النجاح مضموناً ومؤكداً، وهكذا كانت ليلة الإنتر!
لمسات
سقوط الهلال أمام النصر الأسبوع الماضي حدث قبل المباراة، واكتشفه كل مَنْ يتابع الهلال جيداً؛ فأمام الترشيحات ورسائل الجوال والاحتفال بالفوز قبل المباراة أكمل لاعبو الفريق ومدربهم وجهازهم الإداري برنامج الحفل ليلة المباراة؛ حيث تابعنا أكثر من خمس قنوات تلفزيونية تناوب لاعبو الهلال في الحديث من خلالها والرد على أسئلة بعضها رداً كان مدروساً بعناية؛ حيث يحمل رسائل مبطنة بسهولة المباراة وضمان نتيجتها؛ فانطلى ذلك على الهلاليين ودخلوا المباراة بتركيز ضعيف، وضعيف جداً.. فبعد مباراة الاتحاد الشهيرة فتح الهلاليون الباب على مصراعيه للإعلام والتصريحات، ونسوا بطولة الدوري؛ ليأتي السقوط الكبير أمام المنافس التقليدي!
قبل مباريات الهلال يتولى الهلاليون إعداد خصومهم نفسياً وبشكل أكثر من ممتاز؛ حيث يقول الهلاليون الكلام الذي يفترض أن يكون داخل الغرف المغلقة وللاعبين فقط؛ ليقولوه عبر الإعلام؛ فيساهموا في إعداد الخصم ومنحه الثقة بنفسه وتحفيزه لتقديم مباراة كبيرة.. فقبل كل مباراة تجد الهلاليين وفي إطار تحذيرهم للاعبيهم يقومون من دون قصد برفع معنويات الخصوم والإشادة بهم وتحضيرهم سواء كأفراد، كما حدث مع كماتشو والحسن اليامي، أو كفريق ومع الجميع وآخرهم النصر.. وشخصياً مر علي كثير من الإداريين الذين يوبخون لاعبيهم ويعاتبونهم بعد المباراة وداخل غرفة الملابس، لكنهم يصرحون بعكس ذلك للإعلام ويشيدون باللاعبين وعطائهم وربما يتحدثون عن أشياء أخرى في المباراة.. فليس كل الكلام يُقال للإعلام، وليس مطلوباً من أي مسؤول أن يقول رأيه بالفريق الآخر علناً، وإنما يتحدث عن فريقه فقط، ويكون حديثه عن الخصوم للاعبين فقط!
بدلاً من الفوضى الإعلامية التي شاهدناها قبل ليلة لقاء النصر كان على جهاز الكرة الهلالي أن يعد للقاء مصغر ومختصر لمدرب الفريق وأحد اللاعبين، بحضور جميع وسائل الإعلام؛ ليتحدثوا عن المباراة من الجانب الهلالي فقط، دون السماح بالأسئلة المتنوعة والمختلفة التي تطرح على اللاعبين قبل المباريات.. ويمكن أيضاً بث تصريحات مكتوبة للاعبين عن طريق المركز الإعلامي بشكل منظَّم مقنن، لكن لا يقع الهلال ضحية الإعلام مرة جديدة!
من الجنون أن يفقد الهلال بطولة الدوري، هذا ما يقوله مدرب الفريق السيد جيريتس؛ ولذلك فعلى الهلاليين إغلاق أبوابهم وأفواه لاعبيهم ومدربهم حتى النهاية وتحقيق اللقب؛ فالمرحلة المقبلة صعبة وخطيرة، ويكفي أن الفريق خسر أمام النصر وظهر عاجزاً تائهاً رغم كل إمكاناته الفنية ومستوياته منذ انطلاق الموسم!
بعد قرار لجنة الانضباط بإيقاف لاعب الهلال رادوي وتدخلها في صلاحيات الحكام ومهامهم داخل الملعب فإنها توجه رسالة لجميع الحكام في الدوري بأن عليهم فقط حمل الصفارة وعدم اتخاذ أي قرارات قد يحرجون أنفسهم بها؛ فهي ستقوم بذلك نيابة عنهم!