المدينة - علي الأحمدي / تصوير - سامي الجهني:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة على أن الوقف يشكل جزءاً كبيراً من اهتمام الفقه الإسلامي كونه سنَّة إسلامية حميدة ورافداً من روافد العمل الخيري وسبيلاً لتحقيق المصلحة العامة المشتركة وهو من محاسن الإسلام وآثاره السامية ومن أفضل الصدقات وأعمال البر التي حثّ الإسلام عليهما واعتبرهما من أكثر الأعمال تقرباً إلى المولى عزَّ وجلَّ.. وقال سموه: بالوقف يتحقق التكافل الاجتماعي وتقوى به أواصر المحبة والترابط والتلاحم بين المسلمين، كما أن للوقف دوراً كبيراً في دفع عجلة التنمية وتحقيق النهضة الإسلامية والاجتماعية والاقتصادية، وسبباً من أسباب الحفاظ على الكثير من تراثنا الإسلامي الخالد وتحقيق تطلعات الأمة بما يوفره من إمكانات مادية تساعد في تحقيق المتطلبات.
ونوّه سموه باهتمام الدولة وعناية خادم الحرمين الشريفين ودعمه الكبير للأوقاف بما يحقق أهداف الوقف وفق منهج إسلامي منضبط بالأحكام الشرعية وبما ينسجم مع المتغيرات الحضارية التي نعيشها. وقال: ندرك جيداً أن تحقيق الوقف لأهدافه مرتبط بقدرة القائمين عليه بأداء أعمالهم على الوجه المطلوب، ذلك أن العنصر البشري هو الذي يدرير دفته ويرعى شئونه، ولا بد أن نعي جيداً أن هناك تقصيراً في الأداء في بعض الأحيان، وربما أدى هذا إلى عدم تحقيق الأهداف المطلوبة، الأمر الذي يستوجب منا الوقوف ضد أي تجاوز يتم، وأن تخضع كل الأوقاف لمعايير إسلامية شرعية دقيقة في المحاسبة والمتابعة، لكي تؤدي رسالتها على أكمل وجه.
وأضاف سموه جاء هذا المؤتمر بمحاوره وموضوعاته المتنوعة والأبحاث المقدمة فيه لإثراء وتطوير سبل إدارة الوقف وتلمس مشكلاته المتنوعة وتقديم الحلول الناجحة لها على أيدي علماء وباحثين متخصصين أقدم الشكر لهم على جهودهم المثمرة البناءة، كما أشكر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في معالي وزيرها الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والشكر موصول للجامعة الإسلامية ممثلة في معالي مديرها الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا وكافة العاملين معه على تبني مثل هذه المؤتمرات المهمة في موضوعها بما تسفر عنه بمشيئة الله من نتائج مثمرة للنهوض بأعمال المؤسسات الاجتماعية وتحقيق نهضة الأمة وقيام حضارة إسلامية قوية ذات مصادر تمويلية دائمة مستمدة منهجها من كتاب الله وسنّة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
جاءت كلمة سموه هذه لدى افتتاحه أعمال المؤتمر الدولي الثالث للأوقاف الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (حفظه الله) وتنظمه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة تحت عنوان «الوقف الإسلامي: اقتصاد، وإدارة، وبناء حضارة».
وقد بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي مدير الجامعة الإسلامية كلمة أشار فيها إلى أن الوقف يهدف إلى تمويل المؤسسات الخدمية في المجتمع بوصفه وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي، مؤكداً بأن الوقف الإسلامي قام بدور مهم في احداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء الحضارة الإسلامية عبر قرون عديدة من تاريخ الدول الإسلامية.
ولفت النظر إلى أن الوقف الإسلامي شهد في العصر الحاضر تراجعاً وتهميشاً لدوره في بعض الأقطار الإسلامية نتيجة لمصادرة أعيانه أو تأمينها أو تسهيل التعدي والاستيلاء عليها أو لإلغائه من المنظومة القانونية في بعض الدول.
وأعرب معاليه عن أمله أن يسهم هذا المؤتمر في العودة بالوقف إلى سابق عهود ازدهاره، والعودة بضوابطه وقواعده وأحكامه إلى مصادرها الأصلية وموقعها من الكتاب والسنَّة.
بعد ذلك ألقى الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي قصيدة شعرية بهذه المناسبة ثم ألقى معالي الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقاً وعضو مجمع البحوث الإسلامية كلمة ضيوف المؤتمر قال فيها: «إن الوقف يثري التنمية والتعليم وبخاصة في هذه المرحلة المهمة التي تستوجب العناية بالوقف لأن الأمة تمر بتحديات تستوجب التعاون بين أصحاب رؤوس الأموال مع الحكومات».
تلا ذلك كلمة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ التي قدم فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على تفضله بالموافقة على إقامة المؤتمر ودعمه (حفظه الله) لجميع أعمال الأوقاف قولاً وعملاً وقدوة وحرصه على إبراء الذمة فيها، كما شكر سمو ولي العهد على رعايته للمؤتمر وحرصه على دعم الأعمال الإسلامية التي تتعلق بنهضة الأمة.
هذا وقد اختتم الحفل بتفضل سمو أمير منطقة المدينة المنورة بتكريم المشاركين في المؤتمر فيما تسلم سموه هدية تذكارية من معالي مدير الجامعة الإسلامية وحضر الحفل معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الفالح ومعالي رئيس البنك الإسلامي الدكتور أحمد بن محمد علي ومعالي أمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين وأصحاب الفضيلة العلماء وعدد من المسئولين والأعيان والضيوف.