صُدم الوسط الثقافي والإعلامي بإصرار الدكتور عبدالعزيز السبيل على الاستقالة والابتعاد عن إدارة ومسؤولية الشأن الثقافي السعودي.
والدكتور ابن سبيّل الذي اكتسب حُب واحترام وتقدير كل من يعمل في الوسط الأدبي والثقافي حرك النشاط في هذين الضربين من العمل الإنساني، فأعاد الحياة للأندية الثقافية والأدبية، ونشّط جمعية الثقافة والفنون وأشعل حراكاً في أروقة الأدب والثقافة في المملكة، وانتعشت الحركة الثقافية داخلياً وخارجياً، إذ ارتفعت مشاركات المملكة في المناسبات الثقافية والأدبية داخل وخارج المملكة حيث أوصل صوت المملكة وأصبح الحضور السعودي حضورا فاعلاً في المؤتمرات والمنتديات الثقافية والأدبية، وخاصة تلك التي تقام خارج المملكة العربية السعودية، فبالإضافة إلى كثافة تواجد الكتاب السعودي، وبالتالي ازدياد مساحة التعريف بالفكر السعودي والأدباء والمثقفين السعوديين صححت المشاركات الفعلية للأدباء والمثقفين في المحافل والمهرجانات الأدبية والثقافية، صححت الصورة السلبية التي كان يشيعها عنا إخواننا من المثقفين والأدباء (التقدميين) العرب ويحصرون تصويرنا بأننا (المتكسبون على موائد النفط) فيفاجئهم، أو لنقل ليفضحهم المثقفون والأدباء السعوديون أثناء مشاركاتهم في الندوات والمحاضرات التي تعقد على هوامش معارض الكتب فاجأهم المثقفون السعوديون بعمق الفكرة، وصدق الطرح ومسؤولية الكلمة، وقد لاحظ متابعو الحراك الثقافي أن القيمة الفكرية والأدبية في أوساط المثقفين العرب، وعرفوا أنهم لم يعرفوا بحق المعدن الحقيقي للأديب السعودي والفكر السعودي وإسهاماته والفعل الذي أوجده الدكتور عبدالعزيز السبيل من خلال مسؤوليته عن إدارة الملف الثقافي السعودي واضحة وجلية ليس فقط في توسيع المشاركات السعودية في الخارج، بل أيضاً في تطوير وتحسين إقامة المناسبات ومعارض الكتب داخل المملكة.
وداعاً دكتور عبدالعزيز السبيل، ونأمل أن يتواصل حضورك في المشهد الثقافي والأدبي السعودي سواء من خلال موقعك كأستاذ جامعي أو كمثقف سعودي له إسهامات في هيئات وجمعيات المجتمع المدني، فالرجال من أمثالك يظل الوطن بحاجة لهم حتى وإن ابتعدوا عن الوظيفة.
jaser@al-jazirah.com.sa