الأحداث الساخنة التي تمور في الساحة اليمنية، سواءً من جهة الفتنة الحوثية في الشمال، أو الحراك في الجنوب من قبل أطراف تحركها نوازع الماضي للانفصال، هذا التباين الخطير الذي لازال يهدد الوحدة اليمنية ويعطل كل برامج التنمية المنشودة، كان الفرصة الذهبية ل(تنظيم القاعدة)، كي يؤكد إعلان وجوده على الساحة السياسية في المنطقه بظهوره العلني في منطقة أبين ثم شبوة اليمنيتين، خاصةً أنه تلقى ضربات مميتة في كل مفاصل كيانه ووجوده في المملكة بفضل الله ثم القيادة الحكيمة والمعالجة الأمنية السديدة، فضلاً عن انحسار مده الإرهابي في العراق وبلاد الشام، ووقوعه في مواجهة قوية استئصالية من قبل الحكومة الباكستانية التي أطلقت حملتها العسكرية على معاقل التنظيم وجماعة طالبان في منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان.
غير أن هذا الظهور الذي حققه تنظيم القاعدة مستغلاً تشابه تضاريس اليمن بأفغانستان، وتقارب النسيج الاجتماعي بين البلدين من حيث التركيبة القبلية، هو ظهور أشبه بالمريض الذي يخرج للناس تمويهاً بقوته بينما جسده يتداعى تحت مطارق الحمى، بل إن هذا الظهور يُدين التنظيم لأنه يبرهن علاقته بالحوثيين، خاصةً أن اليمن من أوائل الدول العربية والإسلامية التي كانت محضنا لما يعرف ب(المجاهدين العرب)، سواءً ممن قاتل في أفغانستان أو عاد إلى اليمن مستقراً بعيداً عن بلده، فالقاعديون والحوثيون لا يجمعهما إلا هدف واحد هو فتنة الأمة وتفجير بلدانها من الداخل وهو واقع يكشف أن أعداء الأمة مستعدون لتوظيف كافة الأسلحة لتقويض كيانها.. والمشكلة أن بعض أبنائها يستغلون في تحقيق هذه الاهداف دون وعي بالعواقب !
****
