Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/01/2010 G Issue 13611
الأحد 17 محرم 1431   العدد  13611
 
نوافذ
ماذا لو؟
أميمة الخميس

 

تحاول الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما أن تقوم بعملية تعقيم وترميم لجنبات البيت الأبيض مما علق بواجهته أثناء الحكومة السابقة، حكومة الحرب المقدسة التي سعت إلى عسكرة العالم ضمن تيارين للخير المطلق والشر المتقاطع مع الواقع؛ لتبقى حالة حرب وصراع دائم (هرمجدون), أو التصور الساذج الذي كانت تملكه الحكومة الأمريكية السابقة ذات الميول الانجليكانية، وظلت ترفع سوطه في وجه العالم طوال ثمانية أعوام. الآن تحول حكومة الرئيس أوباما أن تطمس مفهوم الحرب على الإرهاب فبدلا من أن تكون معسكرين عالميين متقابلين، أصبحت مهمة يقوم بها المجتمع الدولي ضد جماعات صغيرة ومشوهة، مع إغلاق سجن غوانتنامو والسجون السرية، وإتاحة محاكمة حقيقية لمعتقلي الإرهاب، وأهم من هذا كله محاولة تمرير حلول لقضية الشرق الأوسط ذات صيغة دائمة ونهائية. أمريكا تحاول أن توقظ شعلة الحرية التي ترمدت في العهد السابق.

ولكن لنا أن نتصور ضمن أكثر السيناريوهات رعبا لو أن الحكومة السابقة ما برحت بين ردهات البيت الأبيض إلى الآن، وأنه بعد أن انتهت مدة حكم الرئيس السابق بوش، وأراد المغادرة، هبَّت الجماهير الحاشدة تلطم وتولول وتشق الجيب وتطالبه بالمكوث في البيت الأبيض، حتى لايضيع مستقبل الأمة، ومن ثم نظمت الدوائر الرسمية انتخابات سريعة شملت عموم البلاد، فكانت نتائج الصناديق الانتخابية المخلصة في الولاء لرئيسها المحبوب 99.9 فكانت النتيجة الساطعة التي دحرت المشككين ولطمت أنوف المخذلين، فما كان من سكان الولايات الجنوبية من ال( Red Neck American) إلا وامتطوا سياراتهم وحركوا مقطوراتهم يرفرف عليها أعلام الجنوب الأمريكي وجماعات (الكلان) وتوجهوا جميعهم إلى واشنطن ففاضت بهم ساحة الحرية وجادة بنسلفينيا هم واليافطات والهتافات التي ترجو من الرئيس الأمريكي أن لا يغادر بالروح بالدم نفديك (يابوش جونيور)، وترددت أصداء هذه الهتافات في الولايات وتناقلتها وسائل الإعلام، وبات الضغط شديدا على الرئيس بوش جونيور، فما كان منه إلا أن انصاع إلى رغبات الجماهير (مرغما) وقبل أن يكمل دوره في إنقاذ الأمة الأمريكية من هجمة الإرهاب وعاد لمقعده, عندها وجد جماعة الصقور في المكتب البيضاوي أن هذا الجيشان الشعبي هو فرصة ذهبية لتمرير بعض المشاريع الاستعمارية الإمبريالية في أقطار المعمورة، وإرسال المزيد من الجنود إلى البؤر الخارجة عن السمع والطاعة، وافتتح بالجزيرة التي بجانب خليج غوانتاناموا سجنا آخر بأساليب أكثر تطورا ووحشية في التحقيق، وترك أمر حفظ أمن البلاد إلى FBI فمارست المزيد من الأعمال المستمدة من عهد (مكارثي) المتابعة والتجسس والتصنت، وتكميم الأفواه، ومنع الحريات، وشراء وسائل الإعلام ضمن تحالفات مدروسة، وجميع هذا من إمداد أموال الناخبين الذين ما برحوا في جادة بنسلفانيا يهتفون بالروح والدوم نفديك ياجونيور.

سأتوقف هنا.. أرجوكم استيقظوا... إنه مجرد كابوس!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد