تخطيط العمران ومنشآته في المجتمعات المتحضرة من الأفكار الرئيسة التي تقلق أرباب القيادة والعلم والمال، ذلك لأن العمران هو محور حركية الإنسان وسكونه في مجالاته المختلفة بدءاً بالإسكان ومنشآت الأعمال والطرق والمصانع والمختبرات والبنوك والمصحات ومرافق الخدمات اللصيقة بحياة الإنسان ومعاشه من مصالح المياه والكهرباء والأمن وما لا ينتهي من طوارئ معاشه ومدارات حركته..

ولأن الجامعات بوتقة التنظير ومبتدأ التطبيق، وهي الباسطة سبل العلائق بالمجتمع عن وعي وتنوير وبحث ومقترح ومشروعات ودافعية، فإن مراكزها البحثية هي الأفران التي تعد للمجتمعات أرغفتها من أجل تغذية المجتمعات بما يشبعها ويغذيها من الأفكار وآليات التنفيذ..

في جامعة الملك سعود يُفتتح اليوم بكلية العمارة والتخطيط فيها مؤتمر: (التقنية والاستدامة في العمران). بعد أن تم التخطيط له منذ سنوات ثلاثة، أشركت فيه داخلياً وعالمياً أكفأ المختصين في المجال ليكون حصاد ذلك 400 بحث علمي يتم في النهاية إقرار 93 منها للعرض والنقاش والتداول والحوار خلال أيام المؤتمر.. ولئن اضطلعت كلية العمارة والتخطيط بهذا المؤتمر لهي حرية بهذا؛ لما في هذا الوقت من تزايد في أعداد سكان المدن مع تطور الحاجة للعمران المواكب لمتغيرات البيئة, والمناخات المختلفة الفكرية، والنفسية, والصحية. ومع تزايد أعداد الأنفس ومختلف الحاجات للسكن المريح ولمواقع الأعمال والتنفيذ والممارسات اليومية المتشابكة؛ بحيث يستفيد العمران من أحدث تقنية توصلت إليها منجزات العلم والتطوير في خبرات المختصين.. تجعل المستفيدين من العمران مؤهلين لممارسة حياتهم وأعمالهم والتفاعل مع معطياتها وأجوائها ومسافاتها ومساحاتها براحة, في ظل عمران مستدام على أوجه من التقنية الحديثة المتطورة، بحيث تظهر المدن والقرى وكل شبر يطأه إنسان أو ينطلق منه أو يعبر به قد مسحت عليه يد واعية في التقاط المفتاح واختيار البوصلة..

تحية لكلية العمارة والتخطيط اختيارها لفكرة المؤتمر وعملها على توسعته وشموله، عسى أن يكون في نتائجه وتوصياته ما يعيد صياغات مستحدثة للعمران الشامل.