Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/01/2010 G Issue 13611
الأحد 17 محرم 1431   العدد  13611
 
في البيان الصحفي المشترك مع وزير خارجية تركيا:
الأمير سعود الفيصل: العلاقات السعودية التركية إستراتيجية في شتى المجالات

 

الجزيرة - عوض مانع القحطاني

أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن تركيا دولة إسلامية كبيرة وترتبط بعلاقات جيدة مع دول منطقة الشرق الأوسط تتسم بالاحترام المتبادل. وقال الأمير سعود الفيصل في المؤتمر الصحفي المشترك أمس مع وزير خارجية الجمهورية التركية السيد أحمد أوغلو إن المباحثات مع الجانب التركي كانت عميقة وشاملة وبناءة للغاية، وحظيت عملية السلام بنصيب وافر في المحادثات خاصة في ظل الجمود الذي تشهده والتناقض بين قول إسرائيل بتجميد عملية السلام، كما تم بحث الملف الإيراني، فيما أبرز البيان الافتتاحي للمؤتمر الصحفي الذي استهله سمو وزير الخارجية بكلمة قال فيها: أرحب بمعالي السيد أحمد أوغلو وزير خارجية تركيا، والوفد المرافق له بالمملكة، ممثلاً مرموقاً لبلد شقيق، مما وفر لنا فرصة للاجتماع وعقد جلسة محادثات، أستطيع أن أصفها بالعمق والشمولية، والبناءة للغاية، استعرضنا خلالها العلاقات المتميزة بين بلدينا، التي تستند على الأخوة، ووحدة العقيدة، والمصير المشترك.

ولا يفوتني أن أنوه في هذا الصدد بالدور الكبير لتركيا ومشاركتها الإيجابية في جهود حل المشكلات التي تذخر بها منطقتنا وعلى رأسها المشكلة الفلسطينية، وكذلك مكافحة الإرهاب، ومكافحة الفكر الضال والمنحرف الذي يعصف بمنطقتنا، ويهدف إلى إشاعة الفتنة، وإثارة النزعات العرقية والطائفية بها.

أهمية دور تركيا ينبع من كونها دولة إسلامية كبيرة، ترتبط بعلاقات جيدة مع دول منطقة الشرق الأوسط تتسم بالاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والعمل وفق أطر الشرعية والدولية، وهو الأمر الذي جعل من تركيا طرفاً فاعلاً بناءً في منطقة الشرق الأوسط. لذلك فمن الطبيعي أن تتطور علاقاتنا، لترتقي إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، الذي من شأنه تأطير هذه العلاقة وتكريسها والدفع بها إلى آفاق أرحب في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها من مجالات التعاون، وذلك في خدمة المصالح المشتركة، والعلم نحو تحقيق أمن واستقرار المنطقة، ورخاء شعوبها.

عملية السلام حظيت بنصيب وافر في المحادثات، خاصة في ظل الجمود الذي تشهده، والتناقض بين قول إسرائيل بتجميد الاستيطان، وواقع الحال الذي يشهد بناء المزيد من المستوطنات وآخرها في القدس الشرقية، الأمر الذي يعد مصدر قلق واستنكار شديد لنا، والمجتمع الدولي على حد السواء، كما أن هذه السياسة تلقي بالشكوك حيال جدية إحياء عملية السلام، على أسس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة في إطار حل الدولتين.

لذلك، فإن المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً، مطالبين بوقفة حازمة وجادة لوضع حد لسياسة الاستيطان، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، وفي مدينة القدس خصوصاً.

مع التأكيد أن الحل العادل والشامل والدائم للنزاع ينبغي أن يرتكز على الانسحاب الإسرائيلي الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة في العام 67م بما فيها الأراضي السورية واللبنانية.

بحثنا أيضا أزمة الملف النووي الإيراني، ونتفق على حق إيران ودول المنطقة في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، وندعم في ذات الوقت الجهود الدولية المخلصة والجادة لحل أزمة الملف بالحوار وعبر الطرق السلمية.

إن استجابة إيران لهذه الجهود، من شأنه نزع فتيل الأزمة، وإزالة الشكوك والمخاوف الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي، ونرى بأهمية تركيز الجهود على خلو منطقة الخليج والشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والأسلحة النووية، وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل.

فيما يتعلق بالعراق فإننا نأمل أن تحقق الانتخابات المقبلة طموحات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والازدهار، والتعايش السلمي بين كافة أبنائه بمختلف أعراقهم وطوائفهم ومعتقداتهم وأطيافهم السياسية، والحفاظ على استقلاله وسيادته بمنأى عن التدخلات الخارجية.

تناولنا أيضا الوضع في اليمن الشقيق، ونأمل نجاح جهود الحكومة اليمنية في توفير الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، والحفاظ على وحدته الوطنية، وسلامته الإقليمية.

في الشأن الأفغاني، نرى بأهمية السعي دائما إلى تحقيق المصالحة بين فئات الشعب الأفغاني، حفاظا على وحدته الوطنية، ودعم أمنه واستقراره ونمائه، كما بحثنا مطولا العلاقات، واتفقنا على تفعيل الاتفاقات الموقعة بيننا، وأيضا تعزيز التعاون القنصلي، بالإضافة إلى تكريس المشاورات السياسية وفق جدول دوري.. أكرر ترحيبي بالوزير أوغلوا، ويسرني إعطاؤه الكلمة.

كلمة الوزير التركي:

بعد ذلك ألقى معالي وزير الخارجية التركي كلمة أثنى فيها على العلاقات السعودية التركية،قائلا: .. ونحن نعتبر علاقاتنا متينة ومبنية على تفاهمات قوية تخدم المنطقة مشيراً إلى أن خبرات وتجارب الأمير سعود الفيصل بالنسبة لنا مهمة، ولا شك أن استقبال خادم الحرمين الشريفين لنا أشعرنا بالسعادة وتطور العلاقات بين البلدين؛ حيث وصلت العلاقات إلى كافة المجالات وأن الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لتركيا والرئيس التركي للمملكة قد عززت هذه العلاقات؛ مشيراً إلى أنه من خلال هذا التعاون بلغ حجم التبادل التجاري إلى 6 مليارات دولار ونعمل على زيادة هذه الاستثمارات بين البلدين.

وأوضح الوزير التركي إلى أن الروابط والعلاقات بين الشعبين قوية ولدينا إمكانات وطاقات لتسخير هذا التعاون، ونحن متفقون مع المملكة بأن الاستقرار الأمني والتعاون الدائم في منطقة الشرق بين البلدين هو هاجس لنا جميعاً وأن تركيا لها دور وتتطلع إلى التعاون بين الجميع كل القضايا.

وحول القضية الفلسطينية، أوضح الوزير التركي بأن تركيا ترى أن تجميد المستوطنات واحترام حقوق الإنسان وانسحاب إسرائيل حتى حدود عام 67 وإيجاد حلول عاجلة هي من الأمور الهامة التي تنظر لها تركيا والمملكة بنظرة واحدة.

وحول الوضع في العراق، قال الوزير التركي بأن سيادة العراق والتصالح بين فئات شعبه أمر مهم كما أن القضية الأفغانية هي من القضايا الهامة في المنطقة التي تتطلب حلولا وتعاونا دوليا. وحول موضوع السلاح النووي الإيراني قال: نحن مع أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار والأسلحة النووية والحل هو معالجة الأمور بالطرق السلمية والدبلوماسية. وعن الوضع في اليمن قال: أمن اليمن وسيادته يهم الجميع ونتطلع لحل هذه المشكلة.

المؤتمر الصحفي

صرح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية سعود الفيصل خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية الجمهورية التركية السيد احمد أوغلو أن الأوضاع الدولية معقدة والعلة من عدم الوصول إلى حلول هي المعاملة المميزة التي تعامل بها إسرائيل عن غيرها من الدول؛ فإذا خرقت أية دولة القانون الدولي تلقى جزاءها إلا إسرائيل إذا ارتكبت جرائم حرب تأخذ الدولة الأخرى جزاءها لذا أصبحت إسرائيل في المجتمع الدولي كالطفل المدلل تفعل ما تشاء دون مساءلة أو عقاب، وحتى تتغير تغيرا إيجابيا لابد أن ترجع عما هي عليه، والمطلوب أن يكون هناك مقترح محدد يعنى بالمسائل الأساسية كالحدود والقدس واللاجئين وغيره من المشاكل الأساسية، وأن توضع أفكار وتدعى أطراف للمفاوضة عليها، وإذا وصلوا إلى نتيجة كان ذلك جيدا وإذا لم يتوصلوا إلى نتيجة نذهب إلى محكمة العدل

الدولية، وأضاف سموه إنه لم يتم اتباع أي أسلوب للتعاون ونحن نعتقد انه مازال هناك أمل في أن تعي إسرائيل أن رفضها للسلام ليس في مصلحتها، ولكن أول من يهدد هي إسرائيل من عدم الاستقرار الذي سيحصل في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الفيصل: إننا اتفقنا أن نسهل عملية إعطاء التأشيرات للمسئولين الحكوميين والدبلوماسيين وتمديد إعطاء التأشيرات للمواطنين العاديين.

وعن وجود أفراد من عائلة أسامة بن لادن كشف الفيصل أن هناك وجودا لابنة أسامة بن لادن إيمان في سفارة المملكة بإيران معتبرا الموضوع موضوعا إنسانيا بحتا، موضحا أننا في مفاوضات مع الحكومة الإيرانية للتعامل مع الموضوع بنفس المستوى.

وحول سؤال لـ(الجزيرة) عما هو مطلوب من إيران لتحسين علاقتها مع دول الجوار قال سموه: انه ليس مطلوبا من إيران شيء خاص لا ينطبق على باقي الدول الأخرى وإنما هو التعامل على أسس القانون الدولي وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والمطلوب تطوير العلاقات مع إيران وهذه صفات الغلاقات الحسنة بين الدول.

وفي سؤال آخر لـ(الجزيرة) حول نظرة المملكة لتنمية اليمن واستقراره أجاب سموه: إن المملكة كانت من اشد الداعين إلى أن يكون لمجلس التعاون موقف صلب وحاسم في موضوع تطوير اليمن ورفع مستوى المعيشة إلى أن يصل إلى المستوى المنشود في البلدان العربية ولكن الأحداث الخيرة تسببت في تعطيل كثير من الأمور والمهم استقرار اليمن وسلامته والمطلوب هو التعايش السلمي بين كافة القبائل اليمنية حتى يجدوا الدعم بما ليفسد هذه البرامج وهو برنامج ضخم تقوم به المملكة ودول الخليج وهذا ما يجعلنا نتألم حينما نرى القتال في اليمن مما يبدد الموارد ويضيع الفرص، وكان البرنامج ماشيا على أفضل حال إلى أن قامت الحرب؛ كما أنه يجب على الحوثيين أن يفعلوا ما يقولونه على أرض الواقع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد