برعاية سمو النائب الثاني انطلاق مؤتمر عالمي حول«التقنية والاستدامة في العمران» بجامعة الملك سعود الأحد يرعى الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء الأحد 17-1-1431هـ مؤتمرا عالميا بعنوان «التقنية والاستدامة في العمران» والذي تنظمه كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود بمشاركة أكثر من 100 باحث ومتخصص من أكثر من 42 دولة ويحضره شخصيات عالمية رائدة في مجال العمارة والعمران.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته جامعة الملك سعود صباح أمس السبت أكد معالي مدير الجامعة أن الجامعة تشرفت برعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لعدة مناسبات تاريخية مختلفة حيث مثلت رعاية سموه في كل هذه المناسبات منعطفاً جديداً في منظومة تطوير الجامعة فسمو الأمير هو من دشن البرامج الأكاديمية وهو الذي بارك الرؤية الجديدة للجامعة وساهم مساهمة كبيرة جداً سواءً أكانت مادية أو معنوية، ولا شك أن رعاية سموه تعد امتداد لتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز- حفظهما الله - والمتمثلة في إرادة قوية سياسية في الارتقاء بمنظومة التعليم العالي بشكل عام و البحث العلمي بشكل خاص، وليس أدل على ذلك من الدعم الكبير الذي قدمته ميزانية هذا العام للتعليم العالي وما خصصته لجامعة الملك سعود.
وأوضح الدكتور العثمان أن هذا المؤتمر تخصصي تنظمه كلية العمارة والتخطيط بالجامعة ومختص بموضوع في غاية الأهمية وهو التقنية والاستدامة في العمران، حيث تم التواصل مع أفضل مراكز البحوث العلمية في العالم وقد قدم أكثر من 400 بحث لهذا المؤتمر تم قبول 60% منها ستتم مناقشتها على مدى ثلاثة أيام في المؤتمر.
وقال الدكتور العثمان إن رعاية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز لهذا المؤتمر تجسد قدر ما يمنح سموه جامعة الملك سعود من رعاية واهتمام تحمله عليه عنايته بالمعرفة وحرصه على رعاية ودعم مؤسساتها إدراكاً من سموه لدور المعرفة في المساهمة في ازدهار الوطن وتقدمه.
وأضاف: إن هذا المؤتمر الذي تنظمه كلية العمارة والتخطيط ينطلق من إدراك الجامعة واجبها في التوعية والتثقيف وطرح القضايا العلمية ومناقشتها، مع الحرص على استقطاب نخبة من الباحثين والمتخصصين للتوصل إلى نتائج تستثمر فيما يخدم الوطن.
وحول أبرز منجزات المرحلة الحالية التي تمر بها الجامعة قال الدكتور العثمان: إن الجامعة بفضل الله ثم بدعم ومساندة ولاة الأمر يحفظهم الله تتقدم بتسارع مدروس محققة منجزات متتالية مكَّنت الجامعة من مشاركة الجامعات العالمية المرموقة في عدد من الخصائص أهمها استقرار الموارد المالية، وحصر الاستقطاب على المبدعين والمتميزين فقط، وبناء علاقة تعاقدية مع منسوبي الجامعة ترتكز على مستوى الإنجاز، والتحول بالجامعة من مؤسسة تعليمية تقليدية إلى مؤسسة بحثية.
في سياق متصل أكد الدكتور عبد العزيز بن سعد المقرن عميد كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود ورئيس المؤتمر أن فكرة المؤتمر قد نشأت منذ ثلاث سنوات، وتم تشكيل اللجان الخاصة بتنظيم المؤتمر، وتم طرح الأفكار والموضوعات المهمة والحيوية لجميع أعضاء هيئة التدريس في الكلية والاتفاق على موضوع التقنية والاستدامة في العمران.
وأضاف أن المكتسبات العالمية والعلمية والتقنية التي حققتها الجامعة خلال السنوات الماضية وموضوع هذا المؤتمر الحيوي المهم ساهما في جذب كثير من الباحثين والعلماء المتخصصين من الجامعات والمؤسسات العلمية العالمية، حيث تلقى المؤتمر ما يقارب 400 ملخص للبحوث المقترحة مقدمة من 60 جهة أكاديمية ومهنية من 42 دولة عربية وأجنبية.ولحرص اللجنة المنظمة للمؤتمر على جودة البحوث وعلاقتها المباشرة بموضوع المؤتمر ومحاوره فقد تمت الموافقة على 152 بحثًا كاملاً تم تحكيمها بشكل علمي دقيق لتتم الموافقة النهائية على قبول 93 بحثاً لعرضها في سجل المؤتمر ومناقشتها في جلساته.
وأعلن المقرن عن خمس جوائز لأول خمسة بحوث تختارها اللجنة، مشيداً بالدعم اللا محدود الذي يلقاه المؤتمر من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني راعي المؤتمر ومتابعة وزير التعليم العالي ومدير الجامعة.
وكشف عن استضافة المؤتمر نخبة من الخبراء والعلماء والباحثين العالميين في مجالي التقنية والاستدامة في علوم العمران، حيث يأتي مواكبًا مع توجه الجامعة ودورها الريادي في خدمة المجتمع ورفع مستوى البيئة العمرانية. وفي الوقت نفسه، رغبة الجامعة في دراسة التوجهات الحديثة والتجارب العلمية من خلال البحوث والدراسات التي سيناقشها نخبة من العلماء والمختصين من مختلف بلدان العالم.
هذا فيما أشار الدكتور محمد بن عبد الرحمن الحصين رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إلى أن مصطلح الاستدامة في العمران ظهر منذ ما يقارب عقدين من الزمن وأن أول من قام بتكريس مفهوم الاستدامة بشكل علني هم الناشطون والباحثون في المحافظة على الموارد الطبيعية للبيئة، حيث يرى أن الاستخدام المبالغ فيه للموارد الطبيعية (كالرمل والشجر والحجارة والرخام وغيرها) هو هدر للأموال والمكتسبات، مضيفا «على الرغم من تكامل التقنية المعاصرة مع مبدأ الاستدامة لتحقيق مصالح المجتمع وتحسين بيئته الطبيعية والمبنية، نجد أن كثيرًا من الممارسات العمرانية المعاصرة، محليّا وعالميّا، تعمل وللأسف الشديد بصورة مغايرة، حيث ما زالت كثير من المؤسسات والشركات العمرانية تقوم بعمليات الهدم والبناء ثم الهدم والبناء دون أية مراعاة لاحتياجات الأجيال المقبلة».
وأكد الدكتور الحصين أن الاستدامة في العمران تهدف إلى تصميم بيئات مبنية عالية الكفاءة ترشد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وتنادي باستخدم المواد بشكل فاعل لتقليل الأثر البيئي السلبي، وانبعاث غازات الاحتباس الحراري. كما تهدف العمارة الخضراء إلى تكامل العمران مع البيئة المناخية المحيطة، والقيم الاقتصادية، والثقافية، والحضارية لتحقيق حياة أفضل للمجتمع ولأجياله المقبلة مع استدامة المصادر والحفاظ على النظام الإيكولوجي على المستوى المحلي والعالمي.
وتابع : «ومن هذا المنطلق يهدف هذا المؤتمر الإنساني العلمي أولاً إلى إحياء دور العمارة والتخطيط في تحقيق مبادئ الاستدامة والمساهمة العملية في رفع مستوى البيئة العمرانية من خلال العمل على تطبيق الإمكانات الهائلة التي تكمن في التقنية الحديثة؛ وثانيًا إلى دعم التعاون البناء بين الخبراء والمتخصصين والمطورين، لسد الفجوة الكائنة بينهم، ولتحقيق التكامل المهني والمعلوماتي في مجالات التقنية من أجل الاستدامة». ويندرج تحت موضوع المؤتمر عديد من القضايا والمسائل التي تم حصرها في خمسة محاور رئيسية هي: العمران والاستدامة، تقنيات البناء والاستدامة، سياسات وإستراتيجيات متطورة في مجال العمران، التقنية والاستدامة في التعليم العمراني، والتقنية والاستدامة في الإسكان الميسر.
وتمنى الدكتور الحصين أن يحقق المؤتمر أهدافه من خلال طرح الأفكار الإبداعية وجلسات الحوار والمناقشات العلمية النجاح المأمول، والفائدة المرجوة منه لجميع المشاركين والحاضرين والقراء، وأن يكون مصدرًا علميّا ثريّا في التعرف على أماكن الخلل ونقاط الضعف التي تتسبب في تأخر قطاع العمران، وفي التخلص من الأساليب المستنفذة للموارد الطبيعية والمضرة بالبيئة، وأن يسهم في نشر ثقافة «التطبيق الفعلي» لمبادئ العمران المستدام بترشيد استخدام الموارد الطبيعية دون المساهمة في تدهور البيئة وتلوثها، وخاصة في هذا الوقت الذي نشاهد فيه انتشار بناء المدن الكبيرة (mega cities) والمشاريع العملاقة.