ماذا لو أن سمو وزير التربية سأل معالي وزير التعليم العالي عن الوضع الدراسي لخريجي تعليمنا العام في الجامعات بعدما انتقلوا من عهدة الأمير إلى عهدة الوزير، قد يتفاجأ سموه بالمستوى المتهالك لمخرجات تعليمنا العام، وقد يكتشف سموه أن السنة التحضيرية التي استحدثتها الجامعات ربما لم تكف لترقيع ضعف الطلاب المكشوف.
وإذا تولَّد لدى سموه الكريم حينها قناعة بأن الأمر يدعو إلى القلق والخوف على مستقبل هؤلاء الطلاب الذي هو في النهاية مستقبل بلادنا فإني أرجو أن ينجح سموه في إقناع فريقه في الوزارة بأن الأمر لم يعد يحتمل الانتظار وأن تغييراً جذرياً في التفكير والممارسة أصبح مطلباً حتمياً. فإذا كان الغرب المتطور لم يعد يحتمل تأخر مجيء التطوير فإن تأخره بالنسبة لنا هو نوع من الانتحار.
وماذا لو أن سموه الكريم تواصل مع مركز القياس، فقد تكشف له نتائج اختبار كفايات المعلمين هزالة مستوى كثير من المعلمين.
يا سمو الوزير إنني أجزم أنكم بما لديكم من عمق فكري وسياسي قادرون بإذن الله على تطوير تعليمنا ليخولنا دخول أندية الأمم الناهضة التي انفلتت من رباط التخلّف.
يا سيدي ومن كان طرفاً في خلق أزمات تعليمنا لا يمكن أن يكون طرفاً في حلّها، وفَّقك الله سيدي.