فاز فريق النصر بجدارة واستحقاق على متصدر الدوري ومنافسه التاريخي فريق الهلال في مباراة اعتبرها شخصيا نقطة تحول يجب أن يتم دراستها بشكل دقيق وعلمي بعد أن فتحنا الباب على مصراعيه لبناء كرة قدم احترافية تشمل كافة عناصر اللعبة..

المباراة نقطة تحول لأنها أثبتت بالدليل القاطع أن اللاعب السعودي تتلاعب به المشاعر النفسية وتسيطر عليه كرويا سواء بالسلب والإيجاب بشكل يعتبر أعلى من المعدلات المتعارف عليها تقريباً على المستوى العالمي حيث من الممكن تجاوز سيطرة تلك المشاعر والضغوط النفسية على لاعب واحد ضمن فريق كامل أو حتى اثنين لكن أن تأسر فريقا كاملا مثل الهلال وتدخله دوامة الفوضى الفنية وبالوقت نفسه تلعب المشاعر بإيجابية مع الفريق النصراوي لتخلق من لاعبيه اسودا داخل الملعب حققوا الفوز بجدارة فهذا أمر يستحق التوقف عنده طويلا بل دراسته بدقة..!

أين لاعبو النصر من تقديم مثل ذلك المستوى الذي قدموه أمام الهلال في مبارياتهم السابقة؟؟

لماذا انهار لاعبو الهلال تماما وتخطت كراتهم المقطوعة في المباراة حاجز السبع وأربعين كرة طوال الشوطين ؟؟

أنا متأكد أن النصر لن يقدم في مبارياته القادمة مثل ذلك المستوى الأسطوري أمام الهلال الذي هو في المقابل لن يكرر لاعبوه ذلك الأداء السيئ فنياً ومهارياً في قادم المباريات... إنها لغة المشاعر النفسية التي تسيطر على اللاعبين ومسؤولي الفرق السعودية ..!

حالات تحضير اللاعبين تبدأ أولا من الدروس النظرية والتعلم لمعنى السيطرة النفسية داخل المباريات وهو ما يفتقده اللاعب السعودي بشكل عام حيث لا إثر سوى لعبارات (اليوم يومك.. شد حيلك... لا يهمك المباراة عادية..)!!

لاعبو النصر دخلوا بحافزية أكثر وحماس ورغبة أكبر ليجدوا فريقا استجاب سلبيا لحافزيتهم وحماسهم ورغبتهم فحققوا الانتصار رغم فارق القدرات المهارية والفنية بين لاعبي الفريقين - لصالح الهلال- ولو تم تحضير اللاعبين الهلاليين باحترافية لمواجهة مثل تلك المواقف لما شاهدناهم السوء غير المعتاد طوال الجولات الأربع عشرة الماضية..

هنا يجب أن يستثمر النصراويون فرصتهم - ربما لا تتكرر- ليخلقوا جيلا يلعب بنفس الروح والحماس والفاعلية طوال المباريات القادمة حتى وإن خسر مباراة أو اثنتين لكن ثقافة استثمار المشاعر النفسية المتهيجة للانتصار يجب أن تبقى راسخة بقليل من تنمية المدارك العلمية النفسية للاعبين بواسطة خبرات متخصصة وهو الأمر الذي لا يعيب على اعتبار أن مجتمعنا مازال يعتبر الاستعانة بالخبرات النفسية مخصصا للمجانين والمرضى فقط..!!

أعطني لاعبا يعرف معنى تفاصيل لعب مباراة كرة قدم ويحفظ أساسات استخدام المهارات النفسية لصالحه أعطك نتيجة ايجابية وأداء رائعا ومنتظما وبدون ذلك لن تجد سوى بقايا لاعبين تتلاعب بهم المشاعر إيجاباً أو سلباً ففي فن المنافسة يجب أن تعرف كيف تتصرف بكامل ثواني المباراة وفي الماضي خسرت دول وفرق كبيرة إنجازات تاريخية بسبب استسلام لاعبيها واضطرابهم النفسي..

تصويبات

- منذ أربع جولات وظهير الهلال الأيسر الزوري يلعب تائه الفكر والمستوى والمدرب الهلالي جريتس يتحمل مسؤولية استمرار مشاركته أساسيا بتلك الصورة المهزوزة .

- في حفل اعتزال حمزة إدريس كل شيء كان مميزا ما عدا الانبراشات الاتحادية من قبل هوساوي والمنتشري وتكر والتي ربما تكلف الكرة السعودية الشيء الكثير فلن يحضر فريق أوروبي نجومه مستقبلا لكي يعودوا بطائرات الإخلاء..!!

- اليوم يودع نواف التمياط الملاعب السعودية بعد أن دمرته الإصابات وأجبرته على الاستسلام مبكرا وبلا شك فإن وداع التمياط صاحب الأخلاق الرائعة صعب على عشاقه والعزاء بالإدارة الهلالية الوفية الصادقة التي أحسنت صنعا بتسهيل مهام احتفاليته الأخيرة بقيادة مايسترو النجاحات الأمير نواف بن محمد.

- أعجبني رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بهدوئه بعد فوز فريقه على الهلال وتميز تعليقه الإعلامي المتزن وللأمانة أقول: إن ذلك المسار يجب أن يتبعه كافة النصراويين إذا ما أرادوا العودة من جديد لخارطة المنافسة على البطولات فالضجيج والانفعالات هي بمثابة اليد التي تبعد النصراويين عن طموحاتهم.

- علة فريق التعاون ليست بمدربه بل بلاعبين ظنوا أنهم وصلوا القمة وإذا ما أراد التعاونيون عودة فريقهم لسابق مستوياته فليعيدوا النظر بالتعامل الإداري والإعلامي وكذلك الجماهيري مع اللاعبين الذين لم يحققوا منذ أكثر من عشرة أعوام الطموح بمقارعة الأبطال بدوري الكبار ..

- صديقي المميز عبد العزيز الغيامة مسؤول تحرير الشؤون الرياضية بصحيفة الشرق الأوسط كان الوحيد الذي توقع نتيجة الفوز النصراوي وبهدفين وهو ما سيعزز تفاؤل النصراويين بتوقعاته المستقبلية .. الله يعينك..!

- ما قدمه لاعبو النصر أمام الهلال هو ما يجب أن يقدموه دائما في المباريات لذلك لا داعي لنفخهم إعلاميا وإعطائهم مسجا بأن منتهى الطموح هو الفوز على الهلال كما هي عادة بعض إعلاميي النصر..!!

قبل الطبع

حل المشكلة هو بإيجاد من يستطيعون حلها