بدأنا العام الميلادي أمس بتعثر الاتصال بالنت، قيل لي إن المجال مزدحم بطيوف البشر المهنئين بعضهم، المتصلين ببعضهم، الشاغلين المنافذ والنوافذ والآذان وعيون اللاقطات..قلت: أكل هذا الحب في القلوب، والود في المشاعر، والصفاء في التهاني، والحرص على التواصل مبعثه قلوب بشر طيب ينام على بسمة ويستيقظ على حلم..؟
إذن: لماذا لا تزال المؤامرات تحاك من فوق الطاولات ولم تعد من تحتها..؟
ولماذا تستخدم وسائل التعبير هذه عن الفرح والود والمحبة للإيقاع والخديعة والتجسس والإيلام والتعدي والظلم والكذب..؟
أليست هي أرقام تضاف إلى أرقام تشير لإحساس الإنسان أن ثمة تغييرا طرأ على إبهام قدميه وهو يُزج داخل رقم ارتفع مسافة أو تقدم مساحة في التاريخ..؟ وبأن عليه أن يدرك أنه مؤشر أقوى لأن يدرك بأن هذا التقدم أو الاعتلاء إنما هو تدحرج في الخسران لما بقي له على أديم ثرى هذه المبسوطة لإبهامه وتلك المتمادية لمجال عينيه..؟ فحياته القادمة هي نهايته للماضية من أيامه أي أن الرقم الجديد في السنوات هجريها وميلاديها إنما هو طرق وتنبيه..؟
هؤلاء الفرحون بالجديد: هل تمكنوا من التفكر في القديم..؟ الذي جاء والذي مضى..؟
عجبت لأعظم إنجاز بشري أن يتعثر بي وحجته فرحة المهتبلين للأرقام..
غير أنها ناقوس يدق..
والإنسان في إسفين الحضارة يدق ببارود..