القاهرة - محمد العيدروس:
اعتبر عضو مجلس الشورى وعضو البرلمان العربي الدكتور محمد الحلوة أن مشاركة المملكة في الاجتماعات البرلمانية بالقاهرة هو امتداد لنهج رسمه خادم الحرمين الشريفين بتفعيل ووجود المملكة في جميع المحافل العربية والدولية.
وقال د. الحلوة في حديث لـ(الجزيرة) على هامش مشاركته في الاجتماعات إن الوجود السعودي يندرج ضمن نهج سياسي واضح للمملكة بهدف دعم التكامل والتضامن العربي بجميع أشكاله. وأكد د. الحلوة أن النظرة لمجلس الشورى السعودي الآن بمثابة بيت الخبرة ويشارك بقوة في صنع القرارات والأنظمة ويسهم في رسم السياسات الوطنية العامة.
وفيما يلي نص الحديث:
- المشاركة السعودية في البرلمان العربي تعد تجربة جديدة.. ما هو تقييمكم لأهمية المشاركة ودور الأعضاء السعوديين؟
- مشاركة المملكة في هذا اللقاء البرلماني هو استمرار لتوجه الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ليكون لنا دور فاعل في المحافل الإقليمية والدولية بما يتلاءم مع مكانة المملكة ودورها القيادي في العالم العربي والإسلامي. هذا البرلمان تأسس عام 2005م في إطار قرارات قمة الجزائر ومنذ ذلك الحين تشارك المملكة به وهو يأخذ الآن شكلاً انتقالياً لحين تحوله إلى برلمان دائم.
ومشاركة المملكة تأتي ضمن نهج سياسي واضح وهو دعم التكامل والتعاون والتضامن العربي في كل صوره.فالجامعة العربية تقوم بتنسيق السياسات الخارجية بين الدول العربية، والبرلمان يتولى تعزيز التقارب الداخلي من خلال البرلمانات الوطنية وإيجاد برلمان عربي يكون له دور رقابي على المؤسسات العربية وما ينبثق عنها من مجالس تنسيقية، كما يقوم البرلمان أيضاً بوضع بعض الإستراتيجيات العربية مثلما حدث في ليبيا العام الماضي، وإستراتيجية الأمن القومي العربي، إلى جانب محاولة إيجاد صيغة مؤسسية سياسية تساعد في دعم التقارب العربي في المجال البرلماني بشقيه سواء التشريعي أو الرقابي وتحديداً على المؤسسات العربية القائمة.
- هل تعتقدون أن لقاءات ومشاركات أعضاء مجلس الشورى -بشكل عام- وعبر لجانه في المؤتمرات الخارجية والالتقاء بنظرائهم العرب قد أضفت على مسيرة المجلس تميزاً؟
- لا شك في ذلك إطلاقاً، أولاً هي قدمت تعريفاً بمجلس الشورى السعودي وأن به كفاءات تساهم في صناعة الواقع والمستقبل العربي.
وثانياً مشاركة جميع الدول العربية وبالتالي فحضورنا يجسد مكانة المملكة ودورها المتميز عربياً. وتعلم أن هناك لجاناً تشريعية وسياسة خارجية وتربية وشؤوناً اجتماعية واقتصادية وكل ذلك يدفع باتجاه تشكيل رؤية عربية للتعامل في هذه المجالات بما هو أفضل للعالم العربي.
- في ظل الرعاية المتواصلة لمجلس الشورى من قبل المليك المفدى وحرصه على مواكبة التطوير والتحديث.. هل ترون أن الأعضاء تمكنوا من مواكبة ما تشهده المملكة من تطوير وتنمية للأنظمة؟
- تعلم أن مجلس الشورى السعودي يضم نخبة تتكون من 150 عضواً من مختلف مناطق المملكة وبجميع التخصصات. ولن أبالغ إذا قلت إن النظرة للمجلس الآن أنه بيت للخبرة. ولو تابعتم عملية صنع القرارات يتضح لك أن للمجلس دوراً واضحاً وملموساً، وكثير من الأنظمة التي تقر في الدولة وبعد انتهائها من هيئة الخبراء يتم إرسالها لمجلس الشورى لأخذ رأيه ونظرته قبل إرسالها مرة أخرى لمجلس الوزراء وتتوج بمراسيم ملكية.
وتقدير خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لمجلس الشورى وقيادته وأعضائه واضح من خلال منحه أدواراً كبرى في المساهمة في صنع القرارات التي تمس السياسات الوطنية العامة.
- لو عدنا مرة أخرى للبرلمان العربي.. هل حددتم مقراً دائماً له؟
- المقر الدائم للبرلمان في دمشق ولكنه من حق البرلمان أن ينشئ مكاتب داعمة له في بعض الدول وإيجاد مكاتب فرعية.
- وهل سيكون هناك مكتب فرعي في المملكة لهذا البرلمان؟
- لا.. في الوقت الحاضر ليس هناك توجه وقد يكون ذلك في المستقبل.
- أخيراً.. هل تودون إضافة طرح ما عقب هذه الاجتماعات؟
- أود أن أعبر عن تقديري البالغ لجريدة الجزيرة على مشاركتها معنا وحضورها الفاعل في هذا المؤتمر وذلك قناعة منها أن هذا الحدث هو تتويج لجهود خادم الحرمين الشريفين بأن يكون للمملكة دور فاعل وملموس في أي خطوة تدفع باتجاه التكامل والتفاعل العربي خاصة وأن خادم الحرمين الشريفين خلال قمة الكويت الأخيرة فتح صفحة جديدة وهي دفع التقارب والتضامن العربي وتجاوز الخلافات، ونحن في المجلس نسير في هذا التوجه الكريم وندفع وبقوة في مسيرة التكامل والتضامن العربي في المجالات كافة.