يتبع غالبية المستثمرين التحاليل السوقية ويسيرون كما يقال مع التيار السائد وينقادون دوما إلى ما يمليه المنطق التقليدي.

لكن هناك دائما من يرغب في السباحة ضد التيار السائد والمألوف، وخوض مغامرات وأن بخطوات مدروسة.

وسنتعرف سويا هنا على ستة من أشهر المستثمرين الناجحين الذين اشتهروا بميلهم للمغامرة والعوم ضد التيار:

***

جيم روجرز

يعد روجرز أحد أنجح المستثمرين في تاريخنا المعاصر. ولم تكن ثروته التي دخل بها إلى السوق تزيد على 600 دولار وهو في العشرينات، لكنه تقاعد ولم يتجاوز السبعة والثلاثين ربيعا وهو يملك ثروة ضخمة تفوق ما يمكن للإنسان إنفاقه. ويحكي كتابه الأخير (الرأسمالي المغامر- الطريق المحتوم لترحال المستثمر) قصة تنقله بين 116 دولة على مدى فترة لا تزيد عن 3 سنوات من عام 2000 وحتى 2003. وتمكن المستثمر المتمرد في رحلته هذه من تحقيق طموحاته وتكوين ثروة فاقت كل التوقعات من خلال رؤية استثمارية خاصة لم تتبع الخطوات السائدة بل سلكت الطريق المعاكس في اغلب الأوقات.

***

مارك فابر

ولد فابر في سويسرا وتلقى تعليمه في جنيف وزيورخ، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة زيورخ في عمر لا يتجاوز 24 عاما. وأقام فابر على مدى العقدين الماضيين في هونج كونج وركز أنشطته الاستثمارية على أسواق آسيا المزدهرة. ونجح فابر في استشفاف أزمة الأموال السوداء التي اجتاحت (وول ستريت) عام 1987 فقام بتحذير عملائه، وتمكن كذلك من توقع انفجار الفقاعة اليابانية عام 1990، وتنبأ كذلك بالأزمة المالية الآسيوية 1997-1998.

وتبنى فابر شعارا جديرا بالاهتمام: (امض عكس الطريق المألوف وسيحالفك النجاح).

***

جون تيمبلتون

في عام 1939 توجه المزارع الشاب القادم من مدينة (تينيسي) الصغيرة إلى مكتب رئيسه في العمل ليطلب منه قرضا بقيمة 10 آلاف دولار. وحصل بالفعل على طلبه واستمر القرض في شراء أسهم في الشركات الصغيرة بالسوق بسعر لا يزيد على دولار واحد للسهم. واللافت أن من بين أسهم المائة شركة المدرجة في البورصة في ذلك الوقت اقبل (تيمبلتون) على شراء الأسهم التي لا تلقى إقبالا على الإطلاق. وشهد بعد ذلك أسهم هذه الشركات وهي تنتشل الاقتصاد الأمريكي من الكساد الكبير وتقوده هو إلى دائرة الضوء بين كبار المستثمرين. وتتجاوز ثروته اليوم الملياري دولار.

***

سام زيل

يشتهر زيل الذي تزيد ثروته اليوم على 1.8مليار دولار بلقب (ابو صناديق الاستثمار العقاري). وحققت استثماراته نجاحا مبهرا على مدى السنوات القليلة الماضية خاصة صندوقه للاستثمارات في العقارات. وبدا زيل تاريخه الاستثماري بشراء عقارات خلال الفترات التي تراجعت فيها الأسواق في الستينات وتمكن بمهارة على مدى العقود الأربعة الماضية من المضاربة بنجاح في أسواق العقارات ليجني بذلك ثروته الطائلة. وكان على حق عندما سارع إلى الخروج من سوق العقار في بداية التسعينات وعاد إليه بثقله علم 1995 ليجني المزيد من الأرباح.

***

ادوارد الزستين

في التسعينات توجه الشاب الأرجنتيني الذي لم يكن أحد يعرفه في ذلك الوقت إلى مكتب الثري والمستثمر الشهير جورج سوروس ونجح بكلامه المنمق في إقناع سوروس بمنحه 10ملايين دولار، المهمة التي لا يمكن ابدا وصفها بالسهلة نظراً لقوة سوروس وما اشتهر به من ذكاء وصعوبة مراس. ونجح الزستين في تحويل مبلغ العشرة ملايين هذا إلى حافظة للاستثمار في العقار بالأرجنتين بقيمة 500 مليون دولار. واليوم يترأس الزستين أكبر شركة عقارات في الأرجنتين بعد أن تجاوز وبنجاح أزمة العملة التي عانتها الدولة عام 2001م.

***

جورج سوروس

عام 1970 قام المستثمر الشهير هنغاري المولد بإنشاء صندوق الاستثمار (كوانتيوم) بالاشتراك مع (جيم روجرز) وحقق الصندوق أرباحا تعددت 3999% على مدى العقود الثلاثة التالية. واشتهر سوروس بالمضاربة في الجنيه الإسترليني وقد تمكن في يوم واحد فقط، اليوم الذي يعرف باسم الأربعاء الأسود، من تحقيق ربح بلغ مليار دولار أمريكي من هذه المضاربات. ويلقبه البعض باسم الرجل الذي قصم ظهر المركز البريطاني بعد ان أدت خطوته هذه إلى إطلاق برنامج إصلاح رئيسي للنظام المصرف البريطاني. وتزيد ثروة سوروس اليوم على 7.1 مليار دولار.