تتطلع الانظار بلهفة وشوق إلى المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام كل عام في الجنادرية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. هذا المهرجان الذي ينظمه الحرس الوطني، الذي أخذ على عاتقه إحياء التراث لهذه البلاد...
....والمحافظة على القيم السامية والمثل الأصيلة التي امتدت جذورها إلى مئات السنين.
المهرجان في دورته رقم (25) يأتي استكمالاً للمهرجانات السابقة التي بدأت عام 1405هـ، 1985م عندما صدر وقتها أمر ملكي كريم بإيجاد هذا المهرجان الذي أدرك منظموه أن التراث هو أحد الأسس المهمة التي تشيد عليها الحضارة وأن كل أمة من الأمم تذهب للبحث عن تراثها وموروثها تسبر أغواره مدركين جميعاً أن تاريخ هذه البلاد يحفل بالكم الكبير من الشواهد على بنائه وتقدمه ونهضته، لهذا فإن المهرجان يلقى الاهتمام والرعاية من قبل الملك المفدى وأن توجيهاته أيده الله أثمرت بأن يكون هذا المهرجان من أفضل وأشمل وأرقى المهرجانات على المستوين الإقليمي والدولي وقد بدأ الاهتمام بالمهرجان القادم مبكراً، حيث إن اللجان تواصل اجتماعاتها منذ شهر شعبان من العام المنصرم برئاسة معالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري.
المهرجان الذي من المقرر أن يفتتح نشاطاته في 1-4-1431هـ، الموافق 17-3-2010م، سيكون للإبداع فيه حضور مميز من خلال أهم الفعاليات (الأوبريت) الذي كتبه هذا العام الشاعر (ساري) والشاعر ساري الذي عرفته في نهاية التسعينيات الهجرية الذي تمثل قصائده العفة والصدق ورفعة الرأس والإبداع وحب الوطن، ساري المبدع الذي يقدر الكلمة لأنه يعتبرها أحد من السيف وأنعم من الحرير وهي جسر التواصل بين بني البشر وأنه يدرك أن الكلمة معين لا ينضب وبحر زاخر بالأسرار والغرائب يكفي هذا المبدع فخراً أن الأمير الشاعر عبدالله الفيصل يرحمه الله كان من أشد المعجبين بقصائده وقد صرح سموه بهذا بعدة مناسبات عندما كنا كصحفيين نتلقف قصائده وأراءه وقتها كان للإبداع حضور وللشعر مكانته وهيبة!! أتذكر أن سموه يرحمه الله كتب ثلاثة أبيات واختار ساري لإكمال هذه الأبيات إيماناً منه بتألق هذا الشاعر الشاب ودرايته وحماسه وحبه للشعر، مع العلم أن هذه الأبيات ذات قافية صعبة لا يستطيع التعامل معها إلا شاعر حقيقي واستطاع ساري أن يكتب خمسة أبيات فورية وعلى نفس الوزن والقافية حتى أن الأمير عبدالله الفيصل أعجب واندهش من قوة شاعرية ساري أننا جميعاً نتطلع إلى المهرجان الوطني وإلى إبداعات ساري مع تقديرنا واحترامنا لكل ما يقوم به مهندس المهرجان صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وكافة العاملين ولا ننسى المجهودات التي بذلها الدكتور عبدالرحمن السبيت من خلال كل المهرجانات السابقة.
***