Al Jazirah NewsPaper Friday  01/01/2010 G Issue 13609
الجمعة 15 محرم 1431   العدد  13609
 
بصراحة
الأوفياء يُكرَّمون فقط
عبدالعزيز الدغيثر

 

بصراحة لا يمكن أن ينضب معين الأوفياء في مجتمعنا الرياضي أسوة بجميع مجتمعاتنا - والحمد لله - برغم صعوبة المواقف أحياناً، إلا أن الوفاء لا بد أن يُقدَّم لأهله من مبدأ رد الجميل لأصحابه، وما هذا أبداً مكمناً لاستغراب أحد إلا أصحاب القلوب المريضة.

قد شاهد العالم جميعاً يوم أمس الأول الأربعاء كيف احتفل الوسط الرياضي باللاعب الخلوق (حمزة قول)، وكان الجميع مسروراً في يوم تكريم أحد أبناء هذا البلد الطيب. غدا يحتفل المجتمع الرياضي كافة بنجم آخر وأسطورة بارزة في مجتمعنا الرياضي، رجل أحبه الجميع واحترمه الكثيرون حتى من أصحاب الميول المختلفة.

نعم، يحتفل أبناء المملكة العربية السعودية بأحد أبنائها البارين والأوفياء، الابن المشرف والعزيز المعتمد والمشرف لكل رياضي في بلادنا الرياضية الراقية الرائعة، من أصحاب الخلق الرفيع والمبادئ السامية. إنه (نواف التمياط) الذي لم ولن ينساه العالم والعرب وجميع من عرفه منا ولو هجر مجنونته لأنه رحل بكل شرف وشموخ، رحل وهو محبوب، رحل والكل يتمنى أن يراه، إنه نعم الرجل ونعم الأخلاق ونعم المبدأ، رحلتَ أم لم ترحل لن تغيب يوما عن مخيلة الانقياء من وسطنا الرياضي والإعلامي.نعم، الأوفياء وحدهم من يكرمون ويحتفى بهم؛ لأن قلوبهم نظيفة، أما أصحاب القلوب السوداء والمسمومة فما زالوا يبحثون عمن يحتويهم، ورغم ما عملوا من تقرب أو توسل إلا أن الله سبحانه لا يسخر لهم أحداً من عبيده ليكرمه؛ لأنه ليس بطيب، والله طيب لا يحب إلا الطيب من عباده.

أعضاء الجفرة

الجفرة، هذا الاسم الذي يعتقد البعض أنه اسم غير مقبول عند البعض أو فيه نوع من الدعاية والسذاجة؛ فهو عكس ذلك تماماً.

فالجفرة اسم من أهم وأعظم الأماكن في العاصمة الرياض، ويقع في وسط المدينة، وتحديدا في منطقة قصر الحكم، حيث كان هذا المكان يتميز بخاصية لا توجد في أي مكان في العالم، خاصية قد يكون معظم شباب هذا الوقت لم يسمع بها أو يعرفها بوجود البنوك وشركات التقسيط، فالجفرة كانت ملاذا ومقصدا لكل من أجبرته حياته وظروفه على السلف والدَّين (القرض)، وكان ما يميز هذا المكان هو مبدأ الثقة؛ فكان أصحاب الأموال والدائنون يدينون الناس بأوراق عادية ودون مستندات رسمية، وكان الناس يقضون حاجاتهم بكل ستر وسهولة، وهذا يعود إلى طيبة الناس لنظافة قلوبهم في ذلك الوقت، وقد ذكرت هذه الأمور حيث دارت الأيام وأصبح في الأندية ما يشبه الجفرة وما كان يدور فيها؛ فلقد أصبح هناك أعضاء شرف يقومون بتسليف إدارات الأندية وأخذ أوراق عليها ويعتبرها أمام الرأي العام أنه تبرع منه. هذا ما يحدث تماماً في أحد الأندية منذ العام الماضي؛ فيجب على إدارة النادي توضيح الأمر؛ حيث يوجد فرق بين التبرع ودعم النادي والسلف الذي يعود لصاحبه عندما تدفع شركة الاتصالات أول دفعة بعد تسليف الإدارة.

استمرار المعاناة

ما زالت الجماهير الرياضية في جميع الملاعب السعودية تدفع ثمن العمل العشوائي وغير المنظم الذي لا ينمّ على أي عمل احترافي رغم احتراف كرة القدم لدينا لأكثر من 18 عاما. لقد شهدت ملاعبنا مؤخرا كوارث كبيرة وغير مبررة في ملاعب مختلفة، وقد تكون حادثة مباراة الهلال والوحدة أحد هذه المصائب؛ فلا تنسيق بين الإدارات المتعددة ولا إدارات الملاعب قادرة على أن تواكب التطور الموجود والنمو المتزايد من الجماهير وحب الناس للحضور ومشاهدة المباراة من داخل الملعب، ولا الشركات الراعية للأندية (الكبيرة فقط) قادرة على أن تضع بسمتها بتطوير ما يجب أن يعمل من أجل هذه الفئة المغلوب على أمرها.لقد عملت رعاية الشباب على وضع مقاعد في الملاعب وفي الطريق وعملت أرقاما لها ومن ثم يتم تركيب البوابات الإلكترونية فهل نجد من يساعد على مزيد من التطوير؟

كل هذا راجع لاحترافية العمل وزيادة في تحديد المسؤولية وتحديد جهة واحدة فقط تكون مسؤولة عن الجماهير والعمل على راحتها، أما أن يكون هناك أكثر من جهة فسيستمر الضياع وتستمر (الطاسة) ضائعة إذ كان هناك من (طاسة)، وسابقاً قالوا (الطبخة إذا كثرت طباخيها احترقت).

نقاط للتأمل

- شكراً جزيلاً لكل من عمل أو ساعد على إظهار مهرجان تكريم النجمين نواف وحمزة بما يليق بما قدمه هذان النجمان للكرة السعودية في جميع السنوات الماضية.

- ما زال التحكيم السعودي بخير، والجميع مجتهد، وقد شهدت الجولات الماضية تميز جميع حكامنا باستثناء الحكم ظافر أبوزندة الذي أرجو أن يعتزل ويحفظ ما بقي له من احترام لدى الجماهير الرياضية.

- سابقا قالوا إن الذي لا يأكل بيديه لا يشبع، وهذا ما حصل لنادي النصر في كأس الأمير فيصل؛ فبرغم سحب ثلاث نقاط من رصيد كل من الهلال والشباب بسبب أخطاء إدارية إلا أنهما استطاعا التأهل عن المجموعة، وهذا مؤسف لكل من يتطلع إلى مستقبل مشرق للكرة الصفراء.

- حاول صاحب مقولة (جبل طارق) أن يجد من يقيم له حفل اعتزال، لكن التكريم دائما من الله لأنه سبحانه كريم وحليم، ولا يسخّر الكرم إلا لأصحاب القلوب النظيفة، أما أصحاب القلوب السوداء والكارهة للخير وأصحاب الوشاية، وهذه ما تتوافر في اللاعب المذكور، فلن يجد إلا زيادة في العزلة والإبعاد والكره من الجميع، والرسول يقول صلى الله عليه وسلم (والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

- بعد إساءته للرمز - رحمه الله - لم يجد من يقبل به إلا المشرف السابق الذي يتحمله من باب العطف والحنية بعدما لفظه الجميع بمن فيهم أنصار العالمي.

- تميز الذهبية والتطور الذي تشهده ليس بغريب في ظل وجود الرجال والسواعد السعودية التي تعمل على مدار الساعة لإسعاد شباب هذا البلد.

- شكراً لكل من أزعجه غيابي القصير عن الشاشة، لكن دائما مع جريدة الجميع الجزيرة، ولكم (محبتي).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد