احتفى الأمريكيون وأقاموا احتفالات صاخبة بعد تنظيف محافظة الأنبار من مقاتلي تنظيم القاعدة الإرهابي، وتوجَّه الرئيس جورج بوش الابن بنفسه يحف به أركان إدارته وجنرالات جيشه إلى الأنبار ليشكر قائد الصحوات التي نجح مقاتلوها من أبناء العشائر العربية في طرد وإنهاء سطوة وإرهاب تنظيم القاعدة الذي عجزت قوات الاحتلال الأمريكي والقوات العراقية التي ظل الأمريكيون يدربونهم طوال سنوات الاحتلال الست عن وضع حد لإرهاب تنظيم القاعدة، الذي تهاوت قوته وهرب مقاتلوه إلى باقي محافظات العراق وخارجه، وقد شجَّعت انتصارات رجال الصحوة على استنساخ تجربتها في أماكن أخرى، وبالذات في العاصمة التي كانت خاضعة في وقت ما إلى هيمنة المليشيات الطائفية والمنظمات الإرهابية، ومنها تنظيم القاعدة الذي كان يحيط العاصمة بحزام إرهابي شهد الكثير من العمليات الإرهابية التي كلفت العراقيين الكثير من الضحايا، وأيضاً نجح رجال الصحوات في هزيمة المنظمات الإرهابية والمليشيات الطائفية بما فيها تنظيم القاعدة الذي فَقَدَ واحداً من أكثر قادته إرهاباً وإجراماً؛ حيث تم القضاء على أبي مصعب الزرقاوي، وتم التخلص من تنظيمه الذي كان يثير الرعب في الحزام الشمالي الغربي للعاصمة بغداد.
إنجاز الصحوات وما حققته من تنظيف للبؤر الإرهابية كان يُفترض أن يُقابَل بتقدير لرجال الصحوات الذين ينتمون جميعاً إلى القبائل العربية ومن أبناء المناطق والأحياء التي تكفل رجال الصحوات بتثبيت الأمن والقضاء على نشاط الإرهابيين فيها. وقد طالبت جهات عراقية وطنية عدة باستيعاب رجال الصحوات وضمهم إلى الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، خاصة أنهم استطاعوا أن يحققوا ما عجزت عنه تلك الأجهزة والقوات، إلا أن هذه المطالبات والاقتراحات لم تجد الحماس ولا حتى التأييد من الحكام الجدد في العراق؛ كون أغلب إن لم يكن جميع أعضاء الصحوات من مكوّن عراقي واحد، وهو ما أجهض الفكرة، بل أكثر من ذلك أنه قطعت المكافآت التي كانت تُصرف لرجال الصحوات، وهذا ما أدى إلى تسرُّب العديد منهم، وهذا أوجد ثغرات عدة في أمن المناطق والمحافظات التي تأثرت خططها الأمنية نتيجة ضعف وقلة عدد رجال الصحوات، وهذا ما سمح بعودة عناصر تنظيم القاعدة إلى الأماكن التي أخرجهم منها رجال الصحوات خاصة في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد ومحافظة الأنبار، وبدؤوا في تنفيذ العمليات الإرهابية الدامية التي أخذت تتزايد مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقاومة؛ حيث يتوقع تزايد نشاط الإرهابيين خاصة في ظل الفراغ الذي تركه تسرب رجال الصحوات بعد إهمالهم من قبل السلطة الجديدة.
***