الجزيرة - سلطان المواش
كشف معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب بأن الهيئة قامت بالعديد من الأعمال خاصة عن سيول جدة مؤخراً، وذلك بتحديد الحوض المائي لمحافظة جدة وتحديد جميع الأودية التي تصب في المحافظة وتحديداً أحواضها التجمعية ومساراتها وقامت كذلك بتحديد مسار مياه بحيرة الصرف الصحي وتحديدا السيناريوهات المختلفة المحتمل حدوثها في حالة انهيار السدين الترابي والاحترازي لا سمح الله.
وأشار نواب في تصريح خص به (الجزيرة) أن الهيئة تعكف على إعداد تصور متكامل لما حدث وتحديد نوع المشاكل التي أدت إلى هذا الحدث، فإلى التفاصيل عن هذا الموضوع وعن الزلازل.
- ماذا عملت المساحة الجيولوجية في كارثة سيول جدة؟ ولماذا لم يتم عمل شيء قبلها؟.
- قامت هيئة المساحة بتحديد الحوض المائي لمحافظة جدة وتحديد جميع الأودية التي تصب في المحافظة وتحديد أحواضها التجميعية ومساراتها، كما قامت الهيئة بتحديد مسار مياه بحيرة الصرف الصحي وتحديد السيناريوهات المختلفة المحتمل حدوثها في حالة انهيار السدين الترابي والاحترازي لا سمح الله، وتعكف الهيئة على إعداد تصور متكامل لما حدث وتحديد نوع المشاكل التي أدت إلى هذا الحدث.
- أود التعرف على آخر الأعمال التي قامت بها الهيئة في الشاقة والعيص من حيث رصد الزلازل والشقوق والانتفاخات والانخسافات؟.
- ما زالت الهيئة تتابع وتراقب النشاط الزلزالي في حرة الشاقة باستخدام الشبكة المحلية بحرة الشاقة والتي تتكون من 8 محطات رصد زلزالي، والابلاغ الفوري للجهات ذات الصلة وخاصة المديرية العامة للدفاع المدني، كما تراقب الهيئة النشاط الحراري من خلال إجراء قياسات دورية للآبار الموجودة في الحرة وحولها، كما أن الهيئة مستمرة في إجراء القياسات الخاصة بالتشققات المصاحبة للنشاط الزلزالي الذي حدث في حرة الشاقة، بالإضافة إلى تحليل صور الأقمار الصناعية لمعرفة ما إذا كانت هناك انتفاخات مستمرة في القشرة الأرضية من عدمه، حيث يتضح عدم وجود انتفاخات في الوقت الحالي مع وجود نشاط زلزالي مستمر ولكنه ضعيف جدا من حيث القوة والعدد ولا يتعدى قوته 2 درجة على مقياس رخيتر، بالإضافة إلى أن الهيئة تقوم حاليا بإنشاء محطات رصد زلزالي، وشبكات قياس تحركات القشرة الأرضية الحديثة، كاميرات ذات مواصفات خاصة لرصد أي أبخرة متصاعدة من هذه الحرات، كما تتابع الهيئة القياسات الخاصة بغاز الرادون والتغير في الخواص الكيميائية للمياه الجوفية، بالإضافة إلى إنشاء شبكات للقياسات الحرارية ثابتة في حرة الشاقة من خلال حفر عدد 10 آبار بعمق 150 مترا لتركيب وتثبيت أجهزة لقياس النشاط الحراري وعمل علاقات آنية بين النشاط الزلزالي والحراري واستقبال كل هذه القياسات آنيا في المركز الرئيس بجدة وإجراء الدراسات التي تهدف إلى فهم طبيعة هذا النشاط وكذلك تقييم المخاطر الزلزالية والبركانية في هذه الحرات.
- هل تم إعادة أهالي العيص إلى منازلهم؟ وهل هناك تنبؤات بحدوث زلازل أخرى في تلك المناطق؟
- بناء على التوصيات التي تم التوصل إليها من خلال اللجنة المشكلة لتقييم الموقف بمنطقة العيص، ومن خلال الاتفاق مع مسؤولي الدفاع المدني، تمت التوصية بإعادة أهالي العيص إلى منازلهم، ما عدا أهالي المنازل الآيلة للسقوط والمنازل التي تأثرت بالهزات الأرضية التي حدثت مؤخراً في حرة الشاقة، على أن يتم تقييم هذه المنازل من قبل متخصصي الدفاع المدني ليعاد ترميمها بحيث يمكن أن تقاوم الزلازل لو حدثت لا قدر الله، أما بخصوص التنبؤ بحدوث زلازل في تلك المناطق، فكما ذكرنا مسبقا وفي كثير من المناسبات فإن عملية التنبؤ بمكان وزمان الزلازل صعبة، ولكن يمكن القول بأنه يمكن توقع حدوث زلازل في هذه المناطق البركانية طالما هناك نشاط في غرفة الصهارة، وعادة ما تتميز هذه المناطق البركانية بحدوث الزلازل على شكل حشود زلزالية، تتزايد في البداية من حيث القوة والعدد، ثم تبدأ في الانخفاض من حيث العدد والقوة، ويتوالى حدوث هذه الحشود على شكل دورات زلزالية متكررة على فترات زمنية متباعدة.
- جدة تقع على قرب من الخط الزلزالي، إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك مستقبلاً عليها؟
- تقع مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وهو معروف بنشاطه الزلزالي حيث يتم تسجيل عدد من الزلازل من البحر الأحمر ولكنها ضعيفة من حيث القوة والعدد، وتأثيرها ضعيف على منطقة جدة نظراً لوجود قباب من الترسبات الملحية التي تعمل على امتصاص وإضعاف الموجات الزلزالية قبل وصولها إلى جدة، حفظ الله مملكتنا الحبيبة من كل مكروه.
- تنفيذا لقرار مجلس الوزراء الموقر رقم (228) بتاريخ 13-8-1425هـ القاضي بإسناد مهمة الرصد الزلزالي على مستوى المملكة إلى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية واعتبارها الجهة الحكومية المسؤولة عن الرصد الزلزالي، والتبليغ عن أي نشاط زلزالي على مستوى المملكة إلى الجهات الحكومية المعنية، وبناء على هذا القرار فقد تم بالفعل عمل اللازم نحو دمج وتحديث محطات الرصد الزلزالي التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لإنشاء شبكة وطنية موحدة للرصد الزلزالي تابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية يتم استقبال بياناتها بالمركز الوطني للزلازل والبراكين. كما نود أن نشير هنا إلى أن الخطة المستقبلية للهيئة لن تقف عند هذا الحد، حيث تعتزم الهيئة إنشاء شبكات رصد زلزالي محلية في الحرات المنتشرة بالمملكة لدراسة ومراقبة النشاط الزلزالي بهذه الحرات وفهم أسبابه ومدى علاقته بالنشاط البركاني، وسوف نبدأ بتركيب وتشغيل هذه الشبكات طبقا لمعايير فنية وطبقا لأهمية هذه الحرات، وسوف يتم إنشاء محطات أخرى للرصد الزلزالي في كل من حرة الشاقة، ورهاط وخيبر وحرة الاتنين.