إن عقد الزواج عقد قد عظمه الله وسماه ميثاقاً غليظاً، كما قال تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا}. وحتى يبقى عقد الزوجية وتدوم المودة بين الزوجين لا بد من فعل الأسباب المؤدية إلى ذلك، ومنها تلطف الزوج لزوجته، وتلطف الزوجة لزوجها في الخطاب، فقد قال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}، ولا شك أن الزوج والزوجة أولى بهذا الخطاب، وهكذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان حسن الأخلاق مع أهله وأزواجه، فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وقالت عائشة -رضي الله عنها-: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده) متفق عليه، ففي الحديث فضل هذه الخصال ومنها ومراعاة حق الزوج في ماله وحفظه وحسن تدبيره. فلا بد لنا من التأسي بنبينا عليه الصلاة والسلام في تعامله مع أهله. وهكذا نجد في سيرة صحابته الكرام حسن الخلق والصبر على ما يحصل من الزوجة من اعوجاج وعدم استقامة، وقد قال عمر للرجل الذي جاء يشكو زوجته (يا أخا الإسلام إني أحتملها لحقوق لها عليّ إنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، مرضعة لأولادي، غسالة لثيابي، وبقدر صبري عليها يكون ثوابي)، فلا بد لكل من الزوج والزوجة أن يحرص على إشاعة المحبة بينهما بالكلمات الطيبة فإن لها تأثيراً عظيماً خاصة على المرأة وعلى الزوج، أن يحتسب الأجر والثواب من الله في كل ما يصنعه مع زوجته، وليعلم أن من أعظم أسباب الشقاق والنزاع بين الزوجين هو خلو الحياة الزوجية من عواطف المحبة المتبادلة بين الزوجين.
* الرياض - عضو الجمعية الفقهية السعودية