Al Jazirah NewsPaper Friday  01/01/2010 G Issue 13609
الجمعة 15 محرم 1431   العدد  13609
 
حرية الاختيار
نايف بن حمود الرضيمان

 

كل إنسان في هذه الحياة يتمنى ويصبو إلى تحقيق ما يتمنى ما أمكنه الأمر، وإعداد ذلك في الذاكرة هو الخطوة الأولى نحو الجدية وتحقيق الهدف، كما أنه يجعل المرء يعيش مع تلك الأماني في كل وقت وحين، لا غرو إذا كان بالإمكان تحقيق الأماني ولو بعد حين، أما إذا كان التحقيق متعذراً أصلاً فإن من كان هذا حاله سيعيش في بحر لا ساحل له من الأوهام والأحزان والآهات والخيالات، ومن هنا فإن النصيحة والحال هذه لكل إنسان أن يعرف ما يقدم عليه ومدى تحقيقه من عدمه قبل النزول إلى ميدانه، ويعرف ما يجب أن يحجم عنه في حياته. في المجتمع شريحة من النساء ليست بالقليلة وهن اللواتي لم يتزوجن بعد، تعيشهن بعض القنوات من خلال بعض البرامج في عالم الأماني والأوهام من جهة اختيار بما يسمى ب(فارس الأحلام) وتجعل الواحدة منهن تجزم بأن لها الإمكان في حرية الاختيار مبدأ، وهذا أسلوب عند البعض مبطن وراءه من المقاصد السيئة ما وراءه، وإن أحسن الظن ببعض الجهات التي تتحدث في هذا الأمر المهم فإنه يبقى باب النقد الهادف مفتوحا وله حظ من النظر، هذه القضية لابد وأن يكون الناس عموماً على علم فيها وبصيرة، والنساء والأولياء على وجه الخصوص، ومن هنا فهذه نتف في كلمات معدودات عما يتعلق بهذا الجانب نرجو أن يكون رافدا لما يعقبه من خطوات نحو العلم والمعرفة.

أولاً : ليعلم من لا علم عنده أنه لم يرد نص صريح ولا تلميح يدل بمعناه ولا بفحواه على إطلاق الحرية مبدأ للمرأة لتختار الزوج.

ثانياً : النبي صلى الله عليه وسلم قال ويعني بذلك الرجال: تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها ولحسبها، ولدينها، ثم حث على ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك، وقال أيضا: من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.

ولم يقل للمرأة استقلالا من أتاكِ من ترضين دينه وخلقه فتزوجيه، بل جاء ذلك بصيغة الجمع من أتاكم.. ليشعر ويؤكد على اشتراك الموافقة بين المرأة وبين وليها، وليس استقلالية الاختيار فهل يعي من يتحدث في هذا الجانب ممن يُظن به سلامة النية وإرادة الخير هذا الملحظ المهم، فإن الحديث هنا ليس موجها إلى من له أهداف سيئة حين الحديث عن حرية المرأة في اختيار الزوج.

ثالثاً : هذا الأسلوب له من السلبيات على النساء ما لا يعد ولا يحصى فمن هذه السلبيات - صعوبة الحصول على الزوج المنشود ما يؤدي بعد ذلك إلى أن المرأة التي تقبل بمن دون ما تمنت سيحصل عندها شرود ذهني حال التعامل مع الزوج، وهذا بدوره كاف لعدم التعايش الأسري المطلوب.



* حائل - hailqq@gmil.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد