Al Jazirah NewsPaper Friday  01/01/2010 G Issue 13609
الجمعة 15 محرم 1431   العدد  13609
 

الأشرعة
وطن لا نحميه.. لا نستحق العيش فيه
ميسون أبو بكر

 

جازان تضمد جراحها بقبلة الصباح على جبين أحبتها.. بحضن وطن يضم أهلها ويلملم دموعهم ووجع جنودها البواسل.. جازان على خط المواجهة مع عدو لم يكن ليدرك من جازان وأهلها وإلا لما قام بمغامرة الموت على أرض لا تعرف إلا الانتماء والمجابهة والدفاع عن وطن هو الأغلى.

الوطن لا يعرف المزايدة ولا يعرف التهاون في الذود عن كل شبر منه، أوطاننا غالية ومن لا يصونها ليس له حق العيش على أرضها أو استنشاق هوائها، أوطاننا هي هوية الوجود وتأشيرة الحياة، الوطن الذي نعشق أن نقبل ثراه ونعيش في رحابه مهما ضاقت.

يقول الماغوط: (الولادة في أي وطن هي أوهى جذر يربط الإنسان بوطنه) لذا الارتباط الحقيقي هو الشعور بالانتماء والحب والتضحية لهذا الوطن الذي منحنا نعمة الانتماء والوجود مهما بعدنا عن أرضه وفي أي بقعة كنا ومن أي موقع وظيفي أو حياتي.

الجندي على خط المواجهة مع العدو، الأديب المثقف الذي لحرفه صدى، الإعلامي الذي يملك سلطة الكلمة والتأثير والتواجد في قلب الحدث وتمثيله بصدق، الطبيب والمهندس والمعلم والطالب والمواطن والسائق والعامل و...

هذا الوطن هو مزيج من روح محبيه ونبضهم، أولئك الذين ينتشون به ويرسمون خارطته بالنور في ذاكرة القلب ويخلصون له ويمثلونه في كل تصرف وسلوك.

في جازان أبلى جنود الوطن البلاء الحسن وأعطوا المثل الأروع في الإخلاص لوطنهم وحماية كل شبر منه.

حدود جازان وحدود الوطن سياج من نور الله، من رعايته لهذه الديار المقدسة، أدام الله أمنها واستقرارها وولاة أمرها وكل مخلص لثراها.

(الوطن الذي لا نحميه.. لا نستحق العيش فيه

من آخر البحر لمسافر

وطني لحبك في العظام دبيب

وبك الأحبة والزمان يطيب

وقلوبنا لن تفارق نبضها

وحنينها..أبدا إليك عجيبُ

في مهبط الوحي الهوى لا ينتهي

حب الحجاز بأضلعي مكتوبُ

وحديث أحبابي بنجد ملهمي

وصباك يا نجد إليّ حبيبُ

والساحل الشرقي يسري في دمي

عشقا..يكادُ القلب منه يذوبُ

يا موطني في كل شبر قصة

تحكي هواك فلست عنك أتوبُ

maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد