عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن بعد أن منّ الله عليه وعلينا بالشفاء هي حدث هام أخذ مكانه في ضمير كل مواطن وعمت به الفرحة البلاد والعباد.. غاب سلطان عن الوطن مدة من الزمن كانت طويلة علينا إلا أنها كانت مملوءة بصدق الأمل في الرب الرحيم الذي يمنح الشفاء ويقر العيون بالعود الحميد.
بصدق توجه سلطان بن عبدالعزيز إلى خالقه وتوكله عليه، وبدعوات خالصة من قلب كل مواطن لطف الله فأسبغ عليه نعمة الصحة والعافية.. فلله الحمد والثناء.
شخصية أميرنا الأمير سلطان شخصية متعددة الجوانب واسعة المزايا.. يغطي بالتنويه بها أشياء. ويبقى الكثير حاضراً في النفوس، مقيماً في الجوانح.
ميزه الله بصفات وسجايا عالية: السماحة، طيب القلب، الابتسامة الثابتة، العطف على الفقير والمحتاج، الدعم للمؤسسات الخيرية، العون والرعاية لكل جانب يخدم الوطن والمواطن.
أعمال الأمير سلطان وعواطفه نحو وطنه ومواطنيه جلية واضحة تشرق في كل آن، وتبرز في كل مناسبة.
منطقة القصيم لها مكانتها في قلبه لا ينقطع عن زيارتها، يمضي فيها أوقاتاً يسعد الجميع بلقائه، وكرم ضيافته، وسحائب عطائه، ونبيل مشاعره من ذلك زيارته للمنطقة في اليوم الحادي عشر من شهر ربيع الثاني عام 1427هـ. في مساء اليوم الثاني عشر شرف الحفل الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بقصر الأمارة في بريدة. سعدت أنا بحضوره مع جمع كبير من المنطقة كلها.. بعد خطاب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر وسماع بعض القصائد والكلمات قال حفظه الله:
لا مجال للكلام بعد ما سمعنا لكني أقولها كلمة واحدة: المملكة كلها جسم واحد قلبه القصيم.. أهل القصيم هم أول من جلب التجارة إلى المملكة العربية السعودية. وهم أول من تعلم وتولى القضاء. وهم أول من دخل في الجيش. وأول من خدم في دواوين الدولة. وهذا لا ينقص أبداً من حق أي مكان في الدولة بادية أم حاضرة، لكن القصيم لها مكانة خاصة في قلب كل إنسان. الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ما كان يجلس عندهم يوماً أو يومين بل يجلس شهراً كاملاً. وهم أهل عزة وحمية ودين، وإنني أوصيهم بتقوى الله تعالى. وأنقل إليهم رسالة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تبلغهم سلامه وقوله سأزورهم إن شاء الله عن قريب. وكلماته حفظه الله كلمات حب ورسالة عمل وإيجابية.
إنها كلمات ذهبية مشرقة صادرة من قلب مفعم بالحب للجميع. مخلص في الولاية. كلمات صادرة من قائد يضعها أبناء القصيم فوق رؤوسهم، ويرددونها في مجالسهم وينقلها السلف للخلف. أحسن الله لسموه الجزاء.
أهلاً بك يا سلطان يهتف بها كل لسان وينبض فيها كل قلب. الحمد لله مستحق الحمد على عودة أمير عزيز حبيب للكل. والشكر له على إسباغ نعمة الصحة والعافية على سموه والحمد لله ثانية وثالثة ودائماً وأبداً على صلاح الولاية من ملوك وقادة أبناء وخلفاء صاحب الفضل في التأسيس والتوحيد والحكم الرشيد جلالة الملك عبدالعزيز عليه رضوان الله. من يعملون يداً واحدة لخير البلاد والعباد. أحسن الله لهم العواقب، وأمدهم بعونه وتوفيقه.
محمد بن عثمان البشر