منذ أن أشرقت من هذه البلاد أنوار التوحيد وهي تزخر بالخير والعطاء والفضيلة، ولا غرو فهي مهبط الوحي ومنطلق النور وموئل الإشعاع ومنبت لغة الضاد وركيزة المفاخر وينبوع المآثر. ومن عادة الأمم أن تعتز برجالاتها وأن تباهي بصناع مجدها أولئك الذين أخذوا بناصية أمتهم إلى مدارج السؤدد ومراقي الشموخ.. وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من أولئك الأفراد القلائل الذين يفخر المرء حينما يكتب عما أبلوا، ويغتبط كل الغبطة حينما يتحدث عما شادوا من أكرومة وابتنوا من فخار، ولقد استبشر المواطنون حينما زفت البشرى بنجاح عملية سموه، وقد منّ الله عليه بالشفاء، وقد عاد شعور الفرحة لدى المواطن بسلامة سمو ولي العهد وعودته سالماً بإذن الله إلى أرض الوطن، وهذا دليل على التلاحم والترابط بين الشعب والقيادة.
|
إن هذا الكيان الغالي الذي نحمد الله عليه ونفتخر بالانتماء إليه يجعلنا نتطلع بشوق إلى عودة سمو ولي العهد وليهنأ الشعب بعودة سموه الذي لا يذكر المجد إلا وهو فارسه ولا المكارم إلا وهو راعيها.
|
إن الحديث عن سمو الأمير سلطان ولي العهد المعظم يطول ويتشعب، وعن دوره الريادي في تاريخ نهضة هذه البلاد ورقيها وهو أمر نحمد الله عليه، ونعمة نشكر المولى عليها حفظه الله من كل مكروه، لقد عرف سمو الأمير سلطان بالحكمة وهمة قصرت عنها مراميها وهو في جمعه بين السماحة الخلقية والمهابة الشخصية يذكرني بما قاله الفرزدق الشاعر المعروف في علي بن الحسين حينما تساءل هشام بن عبدالملك بن مروان عن هذا الرجل الذي ينظر الناس إليه مهابة وتقديراً واحتراماً، قائلاً من هذا؟.. فرد عليه الفرزدق قائلاً:
|
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
والبيت يعرفه والحل والحرم |
يغضي حياء ويغضى من مهابته |
فلا يكلم إلا حين يبتسم |
أسأل الله له دوام الصحة وسابغ الهناء وطول العمر وحسن العمل.
|
ويهنأ اليوم شعب أنت نائبه
|
|
(*) أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق |
|