في أواخر السبعينات الميلادية والثمانينات كانت الصفحات الشعرية هي سيدة الموقف فقد صدرت الشعراء النجوم وحافظت على جزالة القصيدة وصورة الشعر والشعراء وفي التسعينيات الميلادية نهضت المجلات الشعبية التي كانت أكثر رواجاً وانتشارا ًوتنوعاً ولكن معها ظهر مصطلح (اللوبي) والذي استفاد منه كثير من أنصاف الشعراء من خلال تقديمهم للساحة بشكل كبير وكثير, تلك المجلات تنقلت بين فن وشعر على حسب (المزاج)، أحياناً تجد على غلافها شاعراً مرموقاً وعدد آخر فنانة فاتنة وكله باسم الشعر واستمر الحال في ظل وجود وبقاء الصفحات الشعرية في المطبوعات الصحفية الكبيرة، حيث قاومت بل ونافست بقوة مع المجلات ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت القنوات الشعبية (الساحة- الصحراء- المرقاب-صدى- المختلف-الدانة- نايلات- الأماكن) تقريباً هي الأسماء المهمة وهناك غيرها أيضاً، حيث وصل مجموع القنوات إلى أكثر من 13 قناة وأيضاً فيها من بقي على خطه الشعري والموروث وفيها من خرج للفن وأخريات خرجن للثقافة ولكن المنافسة كانت قاتلة للمجلات الشعبية فقد سحب التلفزيون البساط من تحت المجلات بشكل كبير وليس نهائي ولكن الشعراء بقوا في حيرة بين إغراء الفضاء وبين حلاوة البقاء للورق!
كما وشدهم حجم المتابعة المهول للقنوات قياساً بالمجلات وبين سهولة الأرشفة وسهولة الرجوع للقصيدة من خلال المجلة.
ولكن كثير من المتابعين رأوا أن هذا هو العصر الذهبي للشعر بين مجلة وصفحة وقناة وأثير ولكن يبدو أن القنوات هي سيدة الموقف من خلال سحر الشاشة الفضية وتقديم الفن التلفزيوني للشعراء من خلال كليبات وبرامج وتقارير وموروث علماً بأن كثير من المتابعين راهنوا على سقوط كثير من القنوات الشعبية واحدة تلو الأخرى إذا بقيت على نفس منهجيتها وخطها حيث افتقدت الكثير منها هيكلة برامجية ثابتة ومحددة وعلى التنوع ماعدا قناة واحدة أو اثنتين في حين أشار البعض إلى أن قناة واحدة هي من تسيدت الموقف حالياً وذلك لتنوع طرحها ونقاوتها وتميزها مرجعين ذلك إلى ارتفاع تكاليف إنتاجها. في حين رأى أصحاب الرأي المجلات بأنها ستبقى ولكنها لن تحظى بأرقام التوزيع الهائلة ولن تكون مصدرة للنجوم إطلاقاً بل ملتقطة لهم.