في رواق جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض تقيم الجمعية العلمية السعودية للغات مؤتمرها الثالث مداره الرئيس: (الترجمة والتعريب في المملكة) بينما يتولى محوراه جوانب الرؤية المستقبلية في دور الترجمة في التغيير للصور السالبة واستبدالها بأخرى موجبة وما تحققه الترجمات المنتقاة والشفافة من تأثير في إجراءات التفاعل الثقافي بين شعوب تتناطق بلغات مختلفة وتتواصل بالترجمات إليها ومنها، ومن ثم ما يتطلب دور الترجمة في مثل هذه المؤثرات من حاجة للنهوض والتطوير وما يقف أمامه المترجمون من كميات تراثية وقائمة من منجزات المجتمع فتعلو أمامهم علامة الاستفهام (؟) كيف نختار؟ وماذا نختار؟.. ليتحقق لهم الخلوص من السؤال إلى براح لا حيرة فيه، إذ لا تغفل أساليب الدراسات الحديثة ومنهاج مؤسسات الترجمة العالمية بخبرات كلما حمي وطيس الأسئلة وحيرة المنفذ اتسعت دوائر الإفادة والاستقطاب والأخذ والتفاعل..
كما يتولى محوراه بعد ذلك إجراءات نحو واجبات وتكليفات الأمة المسلمة التي يمثلها هذا الجزء منها في المملكة، حيث مهبط الوحي وقيم التراث وشريعة الحياة ودستور العقيدة وخزينة التنوير البشري كتاب الله والسنة النبوية الطاهرة التي لم تدنسها الريح ولا الطحالب ولا الطمي ولا خشاش المدنية ولا دوامات العصرنة ولا انفعالات التوجهات ولا تيارات التحديث ولا مؤثرات الأبواب والطرق والتكتلات والتوجهات، نقية ما دام وعد الله بحفظها سبحانه الذي لا يخلف الميعاد، سخر لها رجالاً يوفون بما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً..
من هنا يأتي لهذا المؤتمر، وتقوم لهذه الجمعية، وتتأكد لمصدريتها ومأواها الجامعي الأهمية القصوى لدور الترجمة من العربية للغات الأخرى ..
ولا أحسب أن وقتاً فيه النقل الشفيف والاختيار الأشف والقدرة اللغوية ومؤثرات أساليب الترجمة الجيدة المميزة أشد حاجة من هذه المرحلة، وهذا الوقت وهذه الحقبة بين أيدي أمناء الأمة ورثة الأنبياء من علماء اللغة ليكونوا على منابر دعوة، وبلغة تنوير, ولتحقيق قيمة، ولتوصيل تأريخ، ولتغيير صورة، ولتمكين حقيقة ربما تكون من الأمور التي يسألون عنها ضمن أمانتهم وأدوارهم، وبالتأكيد ستكون حسب وعده النافذ سبحانه وتعالى في موازينهم. الترجمة عصب فاصل بين طغيان إرث وافد، وحاجة إرث مكين للتبليغ.
تحية للجامعة ولمن يقف داعماً لهذه الجمعية وأدوارها.