ضمن فعاليات مؤتمر اللغات والترجمة الثالث تحت عنوان: الترجمة والتعريب في المملكة العربية السعودية Translation and Arabization in Saudi Arabia الذي تعقده الجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة، تواصلت فعاليات الجلسة الثالثة حول محور تجربة الترجمة في المملكة العربية السعودية التي ترأسها معالي مدير جامعة الملك سعود سابقا الدكتور أحمد الضبيب.
وقدم الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري بحثا بعنوان: «جوانب من جهود دارة الملك عبد العزيز في مجال الترجمة» استعرض جهود الدارة في مجال الترجمة وتناول أبرز الأعمال العلمية التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية من الكتب الأجنبية ذات العلاقة بتاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وجغرافيتها وثقافتها وآدابها، وتناول إنشاء وحدة الترجمة والدراسات التاريخية في دارة الملك عبد العزيز.
وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه الدارة في مجال الترجمة ككثرة الأخطاء في أسماء الأعلام والأماكن، والخلط في فهم بعض الجمل والعبارات في الكتب المترجم منها وترجمتها بطريقة تغير معناها.
وفي ورقة علمية بعنوان: «جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في الترجمة حتى نهاية عام 1430هـ» للدكتور وليد بن بليهش العمري من منسوبي المجمع عرف بجهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة، ممثلاً في مركز الترجمات، وتناول نبذة عن نشأة المركز وأهدافه ووحداته والمكتبة الملحقة به. وشروط الترجمة وضوابطها.
واستعرض نشاط المركز في الترجمة، ومن أهمها وصول عدد ترجمات معاني القرآن الكريم إلى خمسين لغة، كما أن هناك اثنتي عشرة ترجمة أخرى جاهزة للطبع؛ وجار العمل على الترجمة لثماني لغات أخرى. وتمتد تلك الأنشطة لتشمل عقد الندوات المتخصصة.
وأشار لقيام المجمع بإصدار مجلة علمية محكمة تعنى بترجمة القرآن الكريم. وقام المجمع بترجمة بعض الكتب العلمية الصادرة فيه. وقد فاز المجمع بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الأولى.
وفي ورقة بعنوان «محطات في تاريخ قسم الترجمة: أرامكو السعودية» للأستاذ عبدالمحسن الدرويش من منسوبي الشركة قال: إنه يرجع إلى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما كان يسمى «إدارة الدراسات العربية»، فقد بدأ القسم في ممارسة عمله في فترة كانت المملكة فيها لا تزال على أعتاب التقدم في المجالات الأكاديمية والعلمية، أما الآن فهو يعكس أحدث ما وصلت إليه التقنيات في عالم الترجمة.
وأضاف أنه عندما جاء رواد النفط الأوائل إلى المملكة كانت هناك حاجة ماسة لإيجاد التواصل بينهم وبين شعب المملكة وحكومتها، في ظل ندرة المترجمين في ذلك الحين والبيئة التي تكاد تخلو من أية مراجع أو قواميس تتناول الموضوعات التي تهم الشركة. أضف إلى ذلك طبيعة الصناعة النفطية بما تحتوي عليه من آلاف مؤلفة من المصطلحات والمسميات التي كان معظمها مجهولاً لغالبية أهل المملكة في ذلك الحين.
وتناول مدير إدارة البحوث والنشر من مكتبة الملك فهد الوطنية الأستاذ نبيل المعثم في ورقة له بعنوان «جهود مكتبة الملك فهد الوطنية في الترجمة» آليات نشر الترجمة في المكتبة، واستعرض عددا من مميزات مترجمات المكتبة ومنها الجدة والحداثة ومواكبة التطورات والتركيز على النوعية والدقة في المراجعة وجودة الشكل وجمال الإخراج، وتحدث عن طبيعة المترجمات، واستعرض عددا من إصدارات مكتبة الملك فهد الوطنية المترجمة إلى العربية.
وفي ورقة بعنوان: «جهود المكاتب التعاونية لتوعية الجاليات في الترجمة» تناول الداعية بمكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بغرب الديرة حمد بن محمد المهيزعي مجموعة من النقاط المتعلقة بمكانة المملكة اقتصادياً ودينياً وسياحياً مما يجعلها قبلة للعالم على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم؛ الأمر الذي يحتم عليها القيام بالواجب اللازم تجاههم دينياً وثقافياً. مشيرا إلى أعداد الجاليات غير الناطقة بالعربية في المملكة العربية السعوديّة، وما تفرضه هذه الأعداد الكبيرة، والأجناس المتنوعة من ضرورة ملحة للتعاطي معها وفق لغاتها.
وتحدث عن جهود المكاتب الدعوية في ترجمة الكتب خلال مسيرتها، والتعاون المثمر بينها وبين الجهات الحكومية في مجال الترجمة الفورية ومنها المحاكم الشرعية، هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراكز الشرطة وغيرها.
وفي بحث بعنوان «الترجمة العسكرية تجارب وتطبيقات تجربة شركة فينيل العربية كنموذج» للأستاذ ثامر عبدالرحمن القديمي، مدير التدريب والتطوير والترجمة بالشركة ألقى الضوء على تجربتهم في مجال الترجمة العسكرية التي مرت عبر مراحل من التطور في مواجهة عدد من المتغيرات على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
وأضاف إن مما تتسم به هذه التجربة هو الامتداد الزمني والحجم الكمي والنوعي لدورة الإنتاج لأعمال الترجمة، حيث يعمل أكثر من 150 مترجماً متفرغاً في هذا المجال. ومن ثمار تلك التجربة هو تطور البناء التراكمي للخبرة العملية في مجال الترجمة مما يجعلها حالة تستحق الدراسة والتقويم وإضافة قيمة إلى رصيد الإنجاز للعاملين في مجال الترجمة، وبدأت النقاشات والمداخلات.