الجزيرة - حسن الشقطي:
تصدرت المملكة قائمة الدول الخليجية والعربية من حيث درجة الأمان الائتماني وذلك وفقا للتصنيف الائتماني للدول (CMA) الذي صدر هذا الشهر كتقرير عالم مهم تزامنا مع الأزمة العالمية وأزمة ديون دبي ويقوم التصنيف الائتماني للدول (CMA) حسب حجم ديونها السيادية التي تقيس حجم الدين العام لكل دولة. وقد نال هذا التقرير اهتماما كبيرا أكثر عما ذي قبل بسبب المخاوف من تداعيات الأزمة العالمية على مقدرة الدول على سداد مديونياتها. فمثلما تتعثر الشركات وتتعرض للتوقف عن سداد مستحقاتها، أيضا قد تتعثر الدول وتتوقف عن سداد مستحقاتها أيضا، وقد ظهر ذلك بوضوح في سياق أزمة مديونية دبي التي أظهرت أن الحكومات مثل الشركات تماما. يمكن أن تتعثر، بل ويمكن أن تنهار وبالتالي قد تضيع مستحقات الدائنين عليها. ويعتبر توقف الدول عن سداد مديونياتها أحد أهم الأخطار التي تحيط بالبورصات العالمية ونال تقرير CMA عن شهر ديسمبر الحالي أهمية غير مسبوقة لأنه يعطي تقييما لمخاطر الديون السيادية على المستوى العالمي. حيث يقيس حجم مخاطر توقف الدول عن سداد مديونياتها، ثم يرتب الدول من حيث الدول الأكثر خطورة والأكثر أمانا ائتمانيا.
ويوضح الجدول «1» ترتيب أهم الدول العربية (الواردة في التقرير) من حيث درجة تصنيفها الائتماني حسب مؤشرات تم قياسها في 14 ديسمبر الجاري.
ويوضح الجدول (1) أن المملكة جاءت على رأس قائمة الدول العربية المصنفة حسب الدرجة الائتمانية في تقرير CMA.. كما يوضح أن المملكة جاءت في المرتبة (21) عالميا، وهي مرتبة تعتبر جيدة لأنها جاءت عالية ومتقدمة على العديد من الدول الأوربية الكبرى، على سبيل المثال بريطانيا والنمسا وإيطاليا وإسبانيا وفي الاعتقاد أن التصنيف الائتماني للمملكة يسير في اتجاه مزيد من التحسن في ضوء التراجع الآني والمستمر الملحوظ في حجم الدين العام للدولة من مستوى 660 مليار ريال في عام 2003 إلى مستوى 225 مليار ريال في نهاية عام 2009، حيث إن مستوى الدين قد تراجع بنسبة وصلت إلى حوالي 66% خلال هذه الفترة. ولنا أن نعلم أن حجم الدين في عام 2003 وصل إلى نسبة 82% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين أنه انخفض هذا العام ليصل إلى 13% فقط أما الأمر المستغرب أن دبي جاءت في ذيل قائمة الدول العربية من حيث أسوأ تصنيف ائتماني، ويعود ذلك إلى أزمتها الأخيرة المثارة عالميا، ولكن قد يكون هذا التصنيف مرتبطا بظروف أزمتها المنتهية في منتصف الشهر الحالي بدعم أبو ظبي لها، ولكن حاليا قد يكون قد تحسن هذا التصنيف.