في نقلة إعلامية فكرية سريعة متجددة، ومن منطلق حرص بلادنا الغالية على ديننا الإسلامي وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونشر الفكر الوسطي، والاقتصاد المبني على أسس إسلامية متينة؛ انطلقت فجر هذا العام الهجري أربع قنوات مرئية جديدة، موجهة إلى مشاهدي الداخل والخارج معاً، زف هذه البشرى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه، حول موافقة خادم الحرمين الشريفين على إطلاق أربع قنوات سعودية جديدة هي:
(القرآن الكريم، والسنة النبوية، والاقتصادية، والثقافية) منضمة إلى باقة القنوات السعودية الحكومية الأخرى المتعددة. وذلك كي تواصل المملكة العربية السعودية دورها الرائد لخدمة كتاب الله تعالى، والسنة النبوية المطهرة، الذين بهما تعم إفادة البشرية وصلاحها، وهذه هي الرسالة العظمى التي اختص الله تعالى بها هذه البلاد المباركة، التي هي بحق قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، ومحط اهتمام العالم بأسره، وبما أن الإسلام دين ودنيا، فإن القناتين الأخريين متممتان لهذه الرسالة العظيمة، سواء من خلال خدمة الاقتصاد الإسلامي ونشر مبادئه المنقذة للبشرية من شؤم الربا وأكل الأموال بالباطل وضياع الحقوق، ومن ناحية أخرى لخدمة الحوار الثقافي الداعم للدعوة الإسلامية والسلام وخير البشرية.
والذي نرجوه ويرجوه كل مسلم ومسلمة أن تكون هذه القنوات محققة للآمال المرجوة، وألا تكون مجرد إضافة رقمية تبتدئ من حيث ابتدأ الآخرون وليس من حيث انتهوا كما يفترض، فنحن نريد انطلاقة قوية متجددة تخدم القرآن والسنة بطريقة عصرية غير بدعية، وتشد المشاهد أينما كان، كما نأمل أن تخدم الإسلام باللغات الأخرى فلا يكتفي بالعربية فقط، وذلك بأن يخصص ولو بعض سويعات البث لغير الناطقين بالعربية، فالإسلام دين الناس أجمعين وليس العرب وحدهم، كما أنه يواجه مفهومات مغلوطة من جاهلين أو مغرضين، لابد من التصدي لها بحكمة عبر هذه القنوات وأمثالها.
إن الأمل كبير في أن تسدد هذه القنوات الحكومية الجديدة النقص الحاصل في الدور الذي تلعبه بعض القنوات الأهلية المحسوبة علينا، بينما هي في الواقع لا تعبر عن توجه هذه البلاد حكومة وشعباً، وأن تسد الثغرات التي فتحتها هذه القنوات ضد المملكة وثوابتها، وصورة شعبها وقيادتها، وقد يكون السبب عائداً إلى تغليب بعض ملاك هذه القنوات للمصالح الربحية الخاصة على المصالح الوطنية والدينية العامة، وربما يعود الأمر أيضاً إلى من يديرون هذه القنوات من غير السعوديين الذين يجهلون أو يتجاهلون ما يريده الشعب السعودي حقاً، ويسعون بدلاً من ذلك إلى الإثارة الفكرية والغريزية، مما يشوه الصورة الحقيقية لواقع هذه البلاد، التي يحرص الغيورون من بني الإسلام على بقائها قدوة نقية.