الحمد لله على آلائه، والشكر له على نعمائه، وأصلي وأسلم على خيرة أصفيائه، نبينا وقدوتنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأوليائه، وبعد:
*، وهذا لا شك أنه أمر من مقتضيات الإيمان..
..ومن مكملات العقيدة، وقد استوقفني - وأنا أتأمل ما أفاء الله علينا من نعم عظيمة، وآلاء متجددة، في هذا الوطن الآمن، والبلد المبارك مملكة الحب والوفاء، والإنسانية والعطاء المملكة العربية السعودية، وما هيأ الله سبحانه لنا من قيادة حكيمة، أتم الله بها علينا النعمة، وأجزل بها لنا العطاء -، قول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والبيهقي في شعب الإيمان بسند قال عنه ابن حجر: حسن، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)، أي: من تعظيم الله عز وجل بما يليق به وبكماله، والتعبد لله بهذه العبودية العظيمة، إكرام وإجلال ثلاثة أصناف، ومنهم الإمام المقسط، ولذا فإنني قياماً بحق إمامنا المقسط، وولي أمرنا، ومليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أمد الله في عمره، وأيده بتأييده، وحفظه ذخراً للإسلام ولوطننا وطن الإسلام - أسجل هذه المشاعر عبودية لله، وتعظيماً لله، واستشعاراً لمنة الله بولايته علينا، وتعبيراً عمّا يجيش في الصدر من مكنون تجاه توالي إنجازاته على وطننا، حتى انهالت عليه جوائز التقدير المحلية والعالمية التي هو أهل لها، وتشرف بأن يكون من فرسانها، وكان من آخرها - وليس لها آخر - ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير - يحفظه الله- (من منحه -أيده الله- جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني في دورته الأولى) عن إنجازاته العظيمة في مجال تطوير التعليم العالي من أجل النهوض به، ورفع مستواه، وتحقيق الريادة العالمية السعودية، في فترة وجيزة،
أقول وأشهد الله على ما أقول: إن القلم ليعجز، والأيادي تكل، والوصف يتقاصر، والعبارات تتطاير، والصور تتزاحم، حينما يروم الإنسان أن يصف عظيماً من العظماء، وفذاً من الأفذاذ، ورجلاً من نوادر الرجال بحجم المليك المفدى، كيف والأمر ترتبط به معانٍ كثيرة، وله أبعاد مختلفة، تجعل هذا الحديث يتجاوز الثناء المستحق إلى إبراز مآثر هذه الشخصية الفذة لتكون مثاراً للتأسي والاقتداء، ومحمدة بل محامد تذكرها الأجيال، وتذكيراً لنا جميعاً بهذه النعم لنقوم بشكرها والوفاء بحقها، وإظهاراً لمقومات المحبة التي هي سبب خيرية المجتمع، وارتقائه في مراقي العز والتمكين، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون لهم ويصلون لكم)، كما أنها باعث على استدامة ما هو من مقاصد الشرع من الاجتماع والإلفة والتعاضد والتعاون، وثمت جانب مرتبط بالمسؤولية التي شرفني وكلفني بها في منظومة التعليم العالي التي هي مناط التكريم والتقدير، ومن هنا فإن تسطير هذه المشاعر، وتدوين هذه الأحاسيس، ورصد الأعمال التي تحققت في هذا المضمار الوطني الهام واجب يعبر عن الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، والشكر لسان الطوية، وعنوان الاختصاص، وشاهد الإخلاص، وليس غرضي إلا أداء بعض الحق المفترض عليّ، ولذا فإنني أسطر هنا بأن الراصد للسمات الشخصية، والمواهب الربانية، والقدرات التي جبل الله عليها ملك الإنسانية، وحباه بها، فمليكنا المفدى - أمده الله بعونه وتسديده - مدرسة في كل شأن، في الحنكة والسياسة، والإنسانية والبذل، ومحبة شعبه والقرب منهم، والقيام بالمسؤولية، وأداء الأمانة إلى درجة الإشقاق على النفس، والقسوة عليها، وما موقفه من فاجعة جدة وما حصل لهم إلا أعظم شاهد على ذلك، كما أنه في المجال العسكري باعتباره قائداً أعلى للقوات المسلحة، ورأس الحرس الوطني منذ عام 1382هـ، حينما أصدر أخوه الملك سعود - رحمه الله - مرسوماً ملكياً في الحادي عشر من شهر رمضان يقضي بتعيينه رئيساً للحرس الوطني، فكان هذا الحدث نقلة نوعية لهذا الجهاز العسكري دخل بسببها في عالم التطور والتحديث، والتجهيز والتدريب، فقيادته -أيده الله- للحرس ولجميع القطاعات العسكرية قبل وبعد توليه الحكم تتسم بالحنكة والتجربة، والرعاية والمتابعة ما جعل جميع قطاعاتنا العسكرية تتجه نحو التقدم الهائل، والتطور المذهل، وتحقق طموحات قائدنا ومليكنا، وتحفظ على وطننا ومواطنيه أمنه، وأدرك الجميع ولله الحمد ما تنعم به بلادنا من أمن وأمان، وقوة وقدرة - زادها الله مضاءً وعزيمةً وقوة -، فيحق لنا أن نقول: إن ولاية خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- من نعم الله العظيمة، وإن من الإجحاف والجحود عدم الاعتراف بهذه الآلاء، وعدم إدراك هذه النعم، بل تلك السمات القيادية، والخلال والمواهب الربانية التي انعكست آثارها على ما تعيشه مملكة الإنسانية في كل مجال، رسم من خلالها وبمعاضدة أخيه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع والطيران، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية - حفظهم الله، وزادهم تمكيناً وعزّاً - سياسة بعيدة المدى، واستراتيجيات تجعل هذه المملكة في مصاف العالمية، وتكون سمعتها في المحافل الدولية مضيئة رغم عتمة الواقع العربي والعالمي، وها هو - يحفظه الله - في كل مناسبة يعلن رؤيته للواقع العالمي، وينادي في كل محفل بلغة السلم والسلام والتعايش والتعاون على البر والتقوى والخير، حتى أصبحت مملكتنا - ولله الحمد - بقيادته رمزاً للمحبة والسلام والبناء، وأصبح - يحفظه الله - بمواهبه وسماته حاكماً عادلاً، ورمزاً للشهامة والإباء، يعيد لنا أمجاد السلف، ويذكرنا بحقبة الخلفاء الراشدين، قريب من مواطنيه على سجيته، لا يكل ولا يمل في سبيل كل ما من شأنه تحقيق رضا الله عزَّ وجلَّ ثم إسعاد مواطنيه، تفيض جوانحه بالإنسانية ما يجعل عبراته تسيل عندما يشاهد أو يذكر له معاناة، ويتفاعل معها بشكل يخرج عن رسميات السلطة، وله رؤى رشيدة يحق لنا أن نصفها بأنها سد منيع ضد أبواب الفساد والاستغلال، ومن أجل هذه السمات الفذة لا غرو أن مَلَكَ القلوب، والتقت المشاعر والأحاسيس على محبته والثناء عليه، ونحتسب على الله أن يكون هذا من القبول الذي وضعه الله له في الأرض، لقاء إخلاصه وصدقه مع الله، وصلاح طويته، وقد ورد في الحديث ما نرجو أن يحققه الله لمليكنا من كون هذه المشاعر بشرى له بمحبة الله له، ومحبة أهل السموات، فقد ورد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض)، والحق أن الحديث عن جوانب سماته الشخصية - أعزه الله - حديث ماتع، ومحبب للنفوس، واستجلاء هذه المكانة والمحبة يتطلب حديثاً طويلاً، ولن نصل إلى الوفاء بما نريد، لكنها إشارات ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
*، وكذا العلم التجريبي والتطبيقي الذي يحصل به تقدم الأمة ورقيها، وتحقيقها للغناء والاكتفاء الذاتي، وهذا هو الخط والخطى التي سار عليها قادة هذه البلاد منذ تأسيسها بنفس النهج والاهتمام، وهو ما نشهده ونراه ونشعر به بل ونوقن به من مليكنا المفدى في هذا العهد الميمون، حيث جعل التعليم العالي الهم والهاجس الأول، والأولوية المتناهية حتى أثر هذا الهم نقلة نوعية متميزة في مسيرة التعليم العالي، وتجسد هذا الاهتمام في حضارة علمية، بل وإبداعية لم تشهدها مملكتنا منذ قيامها بل ومنذ تأسيسها، ولذا يحق لنا أن نفخر بأن هذا عهد التعليم العالي، والبناء الحضاري، والإسهام المميز الذي سيبقى في ذاكرة التأريخ، وتتداوله الأجيال جيلاً بعد جيل، تردده كما رددت شأن حضارة المسلمين في الأندلس وفي بغداد وغيرهما من حاضرات العلم في الحقب التأريخية الغابرة، وسيُنظَر إلى منشآت التعليم العالي على أنها بيوت حكمة كما حفظ التأريخ بيت الحكمة في الخلافة العباسية، ولأجل هذه المنجزات التأريخية رأت هيئة جائزة الملك خالد ولجان الفحص والتحكيم فيها أن تمنح جائزتها للإنجاز الوطني في دورتها الأولى لخادم الحرمين الشريفين - أيده الله -، ووفقت وبوركت خطاها حينما جاء هذا الاختيار، وقد جاء في حيثيات هذا الاختيار المسدد كما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز تلك الإنجازات العظيمة في مجال تطوير التعليم العالي من أجل النهوض به ورفع مستواه، وتحقيق الريادة والعالمية السعودية، وقال سمو أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد: (إن إنجازات المليك التي حققها في مجال تطوير التعليم العالي شملت إنشاء جامعات في مناطق المملكة والتوسع في التعليم العالي في المحافظات، والقفز بعدد الجامعات من ثماني جامعات إلى 25 جامعة، وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وإنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وإنشاء جائزة الملك عبد الله للترجمة، وصدور قرار المقام السامي الكريم الخاص بصرف عدد من المكافآت والبدلات لأعضاء هيئة التدريس السعوديين في الجامعات السعودية، وتكريم الحاصلين على براءات الاختراع من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية ومنحهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجتين الممتازة والأولى، ودعم برامج تقنية النانو في جامعات المملكة، وإنشاء معاهد وكراسي بحوث في جامعات المملكة في مجالات متخصصة، والمتابعة والاهتمام المباشر بمشاريع وإنجازات المملكة في مجالات متخصصة، والاهتمام بتنمية الموارد البشرية باعتبارها اللبنة الأساسية للبناء والتعمير، والإنفاق على التعليم خلال الأعوام الثلاثة الماضية 27% من الإنفاق الحكومي الإجمالي، وإنشاء جامعة الملك سعود للعلوم الصحية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض).
نعم، إنها منجزات متوالية، ومكتسبات عظيمة، وقفزات هائلة، وخطوات جبارة غير مسبوقة، تمت في فترة قياسية، رأينا وسوف نرى ثمارها يانعة بإذن الله، وسنحصد نتائج هذا الغرس المبارك مخرجات إبداعية، قوامها الإنسان السعودي الذي اكتمل بناؤه وتأهيله ليأخذ موقعه في ميادين العمل والتنمية المستدامة، إن هذه القفزات النوعية تستحق الإشادة والتقدير لا من جهة الجائزة فحسب، بل يجب أن تتوافر وسائل الإعلام على نقلها وتجسيدها لندرك عظم نعمة الله علينا بما وفق له خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -، حتى تحققت هذه الطفرة، وحق لنا أن نفاخر ونقول: إن هذا زمن التعليم العالي السعودي، فما منَّ الله به على مليكنا وولي أمرنا، وما وفقه إليه من التوسع في هذا المجال، يدل على نظرة واعية، وخطط مدروسة، ولندع لغة الأرقام تتحدث، فبعد موافقته - أيده الله - الأخيرة على إنشاء أربع جامعات جديدة في الدمام والخرج، وشقراء والمجمعة يصبح عدد الجامعات السعودية اثنتين وثلاثين جامعة، أربع وعشرون منها حكومية، وثماني جامعات أهلية، وبين الحكومية ست عشرة جامعة جديدة كلها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ألا ما أعظمه من منجز من حيث عدد الجامعات، وما أجدره بالفخار والعز والشرف، سيبقى في ذاكرة الأجيال، وستسطره الأيادي بأحرف من ذهب، وليس التطور هذا كميّاً فحسب، بل هو نوعي في ذاته وأدواته، فهناك مدن جامعية تحت الإنشاء، والعمل فيها يسير بخطى حثيثة، لاستكمال هذه الجزئية الهامة التي تعد منطلقاً أساسياً، وبيئة خادمة لهذا التطور النوعي، وهذه الزيادة في الكم والكيف وفرت فرص التعليم، وساعدت على استيعاب الأعداد المتزايدة، ووسعت الدائرة ليجد كل مواطن في أي مكان هذه الفرصة متاحة بأيسر طريق، وأسهل أداة، مما ساعد على استيعاب أزمة القبول التي تنشأ كل عام، ورغم أن عدد الجامعات تضاعف إلا أن هذه الزيادة لم تؤثر على نوعية التعليم العالي أو أدواته أو أساليبه، فدعم المليك، ورعايته، وحرصه - أيده الله - على الارتقاء، والتطور شمل كل هذه الجوانب، ووجه - حفظه الله - برصد الميزانيات الضخمة لاستيعاب هذا التوسع المدروس، وتوفير الكوادر اللازمة لهذه النهضة الواعدة المرتقبة بإذن الله.
ولذلك سار التطور النوعي جنباً إلى جنب مع التطور الكمي، وأصبحت مفاهيم الجودة ومعايير التميز العالمية محل العناية والرعاية والاهتمام، وأصبح التنافس على أشده بين الجامعات لحيازة موقع متقدم في التصنيفات العالمية، وحقق ذلك عدد منها بكفاءة وجدارة استحقاق، وما أمر هذه الجامعة العريقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي نشرف بتحمل أمانتها ومسؤوليتها، ونعمل على تحقيق طموحات المليك فيها إلا شاهد على هذا التطور النوعي، أما العناية بمرتكز التعليم العالي أعضاء هيئة التدريس فهو شأن آخر، يعد شاهداً على ما أسلفنا من اهتمام المليك المفدى بالتعليم العالي على وجه الخصوص، فقد زيدت الميزانيات، وصدر الكادر الخاص بأعضاء هيئة التدريس بما يحمله من حوافز ومشجعات، ومغريات أثلجت الصدور، وأبهجت النفوس، وأصبحت الجامعات بهذه الحوافز المدروسة بيئة جاذبة للكفاءات والمتميزين علمياً وبحثياً، ويأتي متزامناً مع هذا زيادة أعداد المبتعثين من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى أفضل الجامعات العالمية وأكثرها تقدماً في مختلف دول العالم لمواصلة دراساتهم، وتحقيق الكفاية في تخصصات تعاني في سوق العمل من ندرة المتخصصين، ليتم بناء هؤلاء المبتعثين بصورة علمية ومحترفة في بيئة العمل، ولتحقيق الكفاءة العالية، ثم مع ذلك تحسين أوضاع المبتعثين الذين يشكلون روافد لبيئة التدريس في الجامعات السعودية، ولذا يعد برنامج خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - للابتعاث الخارجي ترجمة صادقة لاهتمام المليك بالتطور النوعي في التعليم العالي، والأعداد التي أفادت من هذا البرنامج ينتظر منها أن تقود هذا التطور بما تلقته من خبرات، وبما أفادته من علوم تخدم هذه المرحلة بإذن الله.
إن مما يسجل لخادم الحرمين الشريفين ورؤيته العالمية، وتوجيهه ودعمه لمسيرة التعليم العالي كي يفيد من التجارب العالمية، من خلال الابتعاث كما سبق، وكذلك من خلال تواصل الجامعات السعودية مع الجامعات العالمية ذات السمعة العالية والخبرة الكافية، والإنجازات العلمية والبحثية، بهدف توطين الخبرة العالمية، والإفادة منها بما يحقق التنمية الشاملة المستدامة، وتحقيق الريادة العالمية السعودية التي تميز بذات الأبعاد العالمية مع خصوصيتها في قيامها على الأسس الشرعية، والثوابت الأساسية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، والاستقامة والنهضة، فلقد أبان هذا الهدف المليك المفدى، حيث قال - سدد الله قوله - في مناسبة افتتاح تلك الجامعة العالمية المثالية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية: (هدفنا هو إيجاد أنموذج دائم للتعليم الراقي والبحث العلمي المتقدم).
إن هذا البيان اختصار مفيد، وقول بليغ في رسالة الجامعة وهدفها، وفي هدف المليك في التعليم العالي، وبهذا يتبين أن اختيار مليكنا - حفظه الله - لهذه الجائزة إشادة واعتراف، وهو مسؤولية نتحملها نحن كمواطنين ومسؤولين في هذا القطاع الحيوي، والمجال الذي يبلغ في الأهمية غايتها، فما بذله ويبذله خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - يجعل مسؤوليتنا مضاعفة، أن نستثمر هذه الجهود، ونغتنم هذه الفرص، ونتفاعل مع هذه الجهود والإنجازات كل بحسب مسؤوليته، وموقعه في المسؤولية، لتكون المخرجات والثمار تليق بحجم هذا الدعم والاهتمام، ولتكون هذه الانطلاقة بإذن الله قفزة هائلة، وتحولاً تأريخياً يعد بمقياس الزمن من أعظم الإنجازات التي نحتسب على الله أن يكون مليكنا يدخل بسببها فيمن أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم خير الناس لأنهم يسعون فيما يدوم نفعه للناس، ونسأل الله عز وجل أن يحقق الآمال والطموحات، ويكتب النجاحات المتوالية لهذه الجهود المباركة، وبعد: فإن من حق مليكنا على كل مواطن شرف بالانتماء إلى هذا الوطن، ونعم بهذه النعم الوافرة، والخيرات المتدفقة، وعاش إنجازات التعليم العالي، ورؤية المليك المفدى فيه وحكمته وحنكته أن يلهج بالثناء لله عز وجل أولاً، فهو الذي منَّ على إمامنا ومليكنا، واختصه بهذه النعم، وهو الذي سدده بهذه المواقف السديدة، ووفقه لهذه الإنجازات العالمية، والمساهمات الفاعلة المؤثرة، ثم يشرفنا أن نرفع لمليكنا المفدى، وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التهنئة الخالصة، والشكر لله جل وعلا على توفيقه، والدعوات الصادقة، أن يتم الله سبحانه عليه نعمه، ويسبغ عليه فضله، ويكلأه برعايته، ويجعل هذا التقدير والاعتراف من عاجل بشراه في الدنيا، ويدخر له أجزل المثوبة، وأعظم الأجر في الآخرة، والله المسؤول أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، وقيادتنا، وأن يجعل أعمالهم زاداً لهم إلى رضوان الله وجنته، إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(*)مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية