كثيراً ما تسهم الحوارات الصحفية التي ينجح كبار الصحفيين في إجرائها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إثارة وتحريك العديد من القضايا المحلية والعربية والدولية. وكالعادة فقد تناول الحديث الذي أجراه الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية الكثير من هذه القضايا وبخاصة تلك التي تتناول المسائل المحلية.

وقد لاحظ محللو الحديث الذين قرؤوا الحوار بتمعن أن خادم الحرمين الشريفين تكلم بوضوح تام في موضوعين استأثرا باهتمام المواطنين السعوديين ولا يزالون يتابعون كل ما له علاقة بهذين الحدثين، أولهما انتهاك سيادة وأرض من قبل المتسللين المستأجرين من جهات لا تريد الخير للأمة العربية والإسلامية، وقد أكد - حفظه الله - أن المملكة أرض المقدسات وأرض الإصلاح والإيمان ستظل محمية بمشيئة الله ثم برجال من أبناء القوات المسلحة الذين أدوا واجبهم باقتدار وأثبتوا أن أرض الإسلام مصانة ومحمية وأن رجالها يفدونها بكل غال مما عجَّل في إلحاق الهزيمة والخسران للمتسللين الذين باعوا دينهم وأوطانهم من أجل حفنة مال أو لتحقيق أوهام أوحت بها عقول المرضى الذين قادوهم إلى مصير مذل.

أما الموضوع الآخر الذي حظي باهتمام خادم الحرمين الشريفين ووجد صدى لدى المواطنين هو مسألة سيول جدة فقد أظهرت إجابات الملك أن الدولة وبتوجيه مباشر ومتابعة من لدن خادم الحرمين الشريفين لن تتراخى في محاسبة المتسببين في كارثة جدة، موضحاً - حفظه الله - أن الكارثة كشفت ما يجب أن نفعله، وقد فهم القارئ المتمعن للحوار أن الملك يتبنى وبنفسه متابعة ومراقبة أداء الأجهزة الحكومية مع مساءلة وتحميل الوزراء كل فيما يخصه وما يجري في وزارته، وأن الإجراءات التي اتخذها - حفظه الله - سواء بتشكيل لجنة التحقيق لكارثة سيول جدة أو التوجيهات والتعليمات المباشرة التي يوجهها ويطلقها في كل المناسبات تؤكد أن خادم الحرمين الشريفين يقود حملة قوية للقضاء على الفساد والإهمال وأنه يدشن مرحلة تاريخية سيسجلها تاريخ هذا الرجل الذي يعيد صياغة مفاصل عديدة من حياة الإنسان السعودي نحو الأفضل.

***