Al Jazirah NewsPaper Monday  28/12/2009 G Issue 13605
الأثنين 11 محرم 1431   العدد  13605
الشبكة لم تدفع 15 مليون جنيه بسبب الأزمة وتراكم الديون
مبارك تدخل لتأجيل إغلاق استديوهات أوربت السعودية في مصر

 

القاهرة - (د. ب. أ) :

تعاني كثير من الفضائيات العربية أزمة مالية واضحة تهدد بإغلاقها أو تقليص عدد قنوات الشبكات الكبرى ومكاتبها في العواصم المختلفة وأحدثها أوروبت التي أصدرت مدينة الإنتاج الإعلامي بمصر السبت قراراً بإغلاق مكاتبها والاستديو الخاص بها نظراً لتراكم الديون عليها. وقالت مدينة الإنتاج إن الشبكة السعودية مدينة بمبالغ تتجاوز 15 مليون جنيه مصري «أقل من ثلاثة ملايين دولار» وأنها قامت بتوجيه العديد من المطالبات لإدارة القناة لدفع المستحقات المتأخرة لكنها لم تستجب ما اضطرها للتهديد بإغلاق الاستديو الخاص بالشبكة الذي يبث منه يومياً برنامجي «القاهرة اليوم» و»على الهواء». لكن البرنامجين الشهيرين ظهرا على الهواء السبت بعد تدخل الرئيس المصري حسني مبارك شخصياً حسب قول الإعلامي عمرو أديب على الهواء، مضيفاً أن الرئيس طلب من مدينة الإنتاج منح مهلة لأوروبت لتوفيق أوضاعها ودفع المستحقات المتأخرة عليها ولولا ذلك ما ظهر برنامجه المعروف الذي يتم بثه منذ 10 سنوات بشكل متواصل ويشهد هجوماً واسعاً على السياسات الحكومية المصرية. بينما أكدت أوروبت على لسان عدد من العاملين فيها أمس أنه تمت تسوية الأزمة وتحويل المستحقات المالية الخاصة بمدينة الإنتاج والتي تأخرت فقط بسبب الإجازات بين مصر والسعودية، مؤكدين أن البرامج التي تبث من مصر لن تتوقف أو يجري على مواعيدها أو تفاصيلها أية تعديلات. في المقابل بات واضحاً أن الأزمة المالية العالمية أثرت بشكل واسع على فضائيات عدة حتى حذّر كثيرون بينهم وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله الجاسر من خطورة الوضع، مطالباً الشبكات السعودية مؤخراً بالتكتل لضمان بقائها. كما أكد مشاركون في المنتدى السنوي الخامس لجمعية الإعلام والاتصال السعودية الذي اختتم الخميس أن نصف القنوات الفضائية العربية العاملة مهددة بالتوقف عن البث بفعل غياب الضوابط الناظمة وقلة الكفاءات الإعلامية ونقص البرامج، داعياً إلى إنشاء هيئة عربية متخصصة تعنى بشؤون الإعلام العربي تفرض قانوناً يتيح للاستثمارات الإعلامية العربية الاستمرار والقدرة على الموازنة بين الاستمرارية وضبط المحتوى. وكانت شبكة راديو وتليفزيون العرب «إيه أر تي» السعودية باعت مؤخراً ستاً من قنواتها الرياضية لقناة الجزيرة القطرية فيما وصفه مراقبون بمحاولة للخروج من الأزمة المالية التي تعاني منها الشبكة. كما تعيش شبكة قنوات روتانا أزمة مماثلة دعتها إلى إعادة هيكلة الكيان بالكامل وإغلاق قناتين مؤخراً لعدم جدواهما اقتصادياً، كما نقلت الكثير من برامجها إلى القاهرة باعتبارها أقل تكلفة من عواصم عربية أخرى بينها بيروت ودبي. وقال الزميل عبد الله الهاجري المحرر في جريدة الجزيرة السعودية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إنه من المعروف أن العقل والمال السعوديين هما المسيطران على الإعلام العربي وهذه مفخرة لكل سعودي ولا يوجد لديها أي أزمات مالية؛ فشبكة تليفزيون الشرق الأوسط «إم بي سي» حققت نفس دخل عام 2008 دون حساب الشهر الحالي و»إيه أر تي» لم تبع سوى ست قنوات رياضية في صفقة تغري فعلاً بالتوقيع. ورفض الهاجري الدعوة للمطالبة بالتدخل الحكومي السعودي قائلاً إن الدولة السعودية تسعى لأي عقل سعودي وتساعده ولكن المطالبة بالتدخل هنا غريبة وليست لها أي تبرير مالي والمجموعات الإعلامية لا تزال قوية مالياً وإنتاجياً. وقالت الإعلامية اللبنانية ندى سعيد إن انعكاسات الأزمة المالية العالمية لم تصب فقط الفضائيات السعودية، بل كل وسائل الإعلام الخليجية والعربية دون استثناء لكن بنسب مختلفة وعمدت كل مؤسسة على انتهاج سياسة تقليص النفقات والاستغناء عن العناصر غير الفاعلة ووضع خطط طويلة المدى للوقاية من أية أزمة مقبلة، مشيرة إلى أن هذا كان أمراً حتمياً نظراً لظهور لاعبين أقوياء جدد في سوق التلفزيون المدفوع. وأضافت أنه يتوجب على كل الدول العربية التدخل في حال عانت أي قنوات ضخمة من خطر الانهيار لأن القطاع الإعلامي يعد اليوم من أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأية دولة في العالم. ولفت الإعلامي المصري محمد عبد الرحمن إلى أهمية أن يفكر أصحاب القنوات الخاصة في المرحلة المقبلة في إعادة النظر بدقة لما قاموا به من سياسات في السنوات الخمس الأخيرة، فمواجهة الأزمة تحتاج إلى تنظيم البيت من الداخل وهو ما تفعله روتانا حالياً، حيث قامت بدمج عدة قنوات وإلغاء البعض الآخر وكأنه لم تكن هناك دراسات حقيقية قبل إطلاقها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد