Al Jazirah NewsPaper Monday  28/12/2009 G Issue 13605
الأثنين 11 محرم 1431   العدد  13605
مؤتمر اللغات .. وتحديات العولمة
د. عبدالله بن حمد الخلف(*)

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:

في بداية مقالتي المتواضعة هذه يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمناسبة العودة الميمونة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، إلى أرض الوطن الغالي سالماً معافى.

عزيزي القارئ الكريم: إن من أهم أهداف الجمعية السعودية للغات والترجمة التعريف بأوضاع المهنة وأساليب تنميتها، وفتح قنوات الحوار بين المهتمين بمهنة الترجمة من أكاديميين ومحترفين لطرح القضايا المستجدة، والتباحث حولها في ضوء أهميتها التي تمس المجتمع بكامله، وكذلك تيسير تبادل الإنتاج العلمي والفكري العلمية في مجالات اللغات والترجمة بين الهيئات والمؤسسات المعنية داخل المملكة وخارجها، إن من أهداف هذا المؤتمر مواجهة أي مشكلة بشجاعة والاعتراف بها، وتشخيصها، تشخيصاً تاماً بغية تقديم العلاج المناسب، وكذلك الوصول إلى تصور لإستراتيجية وطنية سعودية واضحة المعالم، تشكِّل منظومة تسير وفقها جميع الجهود في هذا الصدد، ولطي صفحة اتخاذ الترجمة ضرباً من ضروب الترف الفكري، وفتح صفحة جديدة تسير فيها جميع الخطوات في سبيل الوفاء بالحاجات المعرفية، لهذه الأمة الفتية.

وليس بغريب أن تستضيف الجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة مؤتمر اللغات والترجمة الثالث بعنوان: «الترجمة والتعريب في المملكة العربية السعودية»، وهو المؤتمر الثالث الذي تنظمه الجمعية، والذي يحظى برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة، فهذه الجمعية الفتية تخطو خطوات ناجحة تسير عليها، فبالأمس القريب عقدت الجمعية المؤتمرين الأول والثاني، وها هي اليوم تسعى لعقد المؤتمر الثالث الذي سيشتمل إن شاء الله على تسع جلسات، تناقش المحورين الرئيسيين للمؤتمر، وسيخصص المحور الأول للجانب التنظيري العام.. رؤية مستقبلية، وسيتضمن المحور عددا من الموضوعات، منها: دور الترجمة في تغيير الصورة وتحسينها، وأثر الترجمة في التفاعل الثقافي، وأوجه التعاون مع الآخرين من أجل النهوض بالترجمة في المملكة، وماذا نترجم، وكيف نترجم؟، وكيفية الإفادة من أطروحات دراسات الترجمة الحديثة حول العالم، دراسة وتحليل سياسات الترجمة في المؤسسات المختلفة، وكيف يمكن الإفادة من الإنترنت في توسيع آفاق الترجمة في السعودية؟ وما هي معوقات الترجمة في المملكة؟ والميزان بين ترجمة الآداب والعلوم، وغيرها من المواضيع. أما المحور الثاني فسيخصص للجانب الإجرائي.. التوصيف، وصياغة الحلول، وسيتضمن موضوعات مختلفة، منها: دراسة ترجمات معاني القرآن الكريم والسنة النبوية، ودراسة قوانين الترجمة التنظيمية الرسمية، وتدريب المترجمين: المؤسسات، المشكلات، الحلول، وتقويم جودة الترجمة، والتأكد من مطابقتها للمقاييس، وتقدير المترجم، وإنزاله منزلته، وحفظ حقوقه الفكرية، وطرق الرفع من كفاءة المترجم على رأس العمل، وقد وصل مجموع البحوث التي تم قبولها في المؤتمر لاثنين وأربعين بحثاً، سوف يقوم بعرضها نخبة من أمهر المختصين والمختصات بمجال الترجمة والتعريب من بريطانيا وأستراليا، وتونس، ومصر، والجزائر، والمغرب، وسوريا، بالإضافة إلى نخبة من أكفأ المهتمين والمختصين بمجال الترجمة والتعريب في الداخل.

ولا شك في أن الجهد الذي بذله سعادة رئيس الجمعية سعادة الدكتور أحمد البنيان، والإخوة أعضاء الجمعية في تنشيط وتفعيل أعمال وأهداف الجمعية مما يسعد الجميع، ولا يخفى على الجميع ما تحظى به الجمعية من دعم ورعاية من معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير الجامعة، من أجل تحقيق أهداف الجمعية، والوصول بها إلى الغاية من إنشائها، فدعمه حفظه الله يسطر بأحرف من نور سعياً منه للوصول إلى غايات وأهداف الجمعية، في ظل التحديات فاللغة الإنجليزية باتت لغة مُشتركة للبحوث العلمية في مُختلف المجالات العلمية والتقنية. فكثير من الجامعات الأوروبية على سبيل المثال تقدم دراساتها العليا حالياً باللغة الإنجليزية، وانتهت نغمة أن اللغة الإنجليزية لغة استعمارية، وأصبح ينظر إليها على أن وسيلة أفرزها التاريخ لعولمة التطور المعرفي عموماً، والبحث العلمي والتقني بصورة خاصة، وهذا بالطبع لا يمكن أن ينسينا لغة الضاد لغة القرآن العظيم، لغة ديننا الإسلامي الحنيف، ولا بد أن يكون في الوقت نفسه الاستجابة لهذا التحدي بين لغتنا العربية واللغة الإنجليزية، وربما تستخدم اللغة الإنجليزية للتواصل مع العولمة الحديثة للمعرفة، وإيصال لغتنا ومعارفنا إلى المتحدثين بالإنجليزية بدعم وتعزيز الترجمة والتعريب في نفس الوقت، وهذا يجعلنا نحتاج إلى اللغة الإنجليزية أو أي لغة تأتي إلينا بالمعرفة الحديثة.

وفي نهاية هذا المقال السريع لا يفوتني أن أتقدم بالشكر والتقدير لمجلس إدارة الجمعية وعلى رأسها أخي الدكتور: أحمد البنيان وإخوانه أعضاء مجلس الجمعية، وكذلك أعضاء اللجان العاملة في هذا المؤتمر العلمي الهام، والإعداد له خير إعداد.

أما معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير الجامعة، فإن الكلمات تعجز عن التعبير عما يكنه له جميع منسوبي الجمعية من رئس وأعضاء وعاملين من مكانة ومحبة وتقدير؛ فمواقفه المشرفة مع الجميع مشهودة معروفة ولا غرابة في ذلك فمن عرفه عرف سرّ هذا التقدير ومنبعه ومعينه الذي لا ينضب ولا ننسى هنا الإشادة بإشرافه المباشر - حفظه الله - ومتابعته الدقيقة لهذه الجمعية بعامة وهذا المؤتمر بخاصة، والمحافظة على الأمانة التي حمل إياها من قبل حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية حفظهم الله، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة ولصاحب المعالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي، كما أشكر جميع الإخوة المشاركين من داخل وخارج مملكتنا الغالية على حرصهم لحضور هذا المؤتمر، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد وحسن العاقبة والنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

(*) وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد