Al Jazirah NewsPaper Monday  28/12/2009 G Issue 13605
الأثنين 11 محرم 1431   العدد  13605
بعد عام من الحرب الإسرائيلية .. غزة تعيش وسط الحصار وتعذر الإعمار

 

غزة - د.ب.أ

صادف أمس الأحد الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت 22 يوما، وخلَّفت ذكريات دامية لسكانه؛ حيث لا يزال القطاع يعاني في ظل الحصار المشدد وتعذر إعادة الإعمار.

وحسب مصادر حقوقية فلسطينية فقد أسفرت الحرب التي حملت اسم عملية (الرصاص المصبوب) عن استشهاد 1420 فلسطينيا وجرح نحو 4500 آخرين، غالبيتهم من المدنيين والأطفال.

وقتل في اليوم الأول من الحرب وحده 290 فلسطينياً إثر عشرات الغارات التي شنَّها الطيران الإسرائيلي بشكل مباغت واستهدفت المواقع الأمنية التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة.

وبعد ثمانية أيام من القصف الجوي المركَّز الذي طال منازل سكنية ومراكز أمنية ومساجد ومؤسسات ومنشآت اقتصادية وتجارية وبيئية وأراضي زراعية ومحطات المياه، بدأت الحرب البرية التي تواصلت حتى التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2009م.

وتوصف الحرب على غزة بأنها الأكثر دموية حتى الآن خلال أربعة عقود على الأقل من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وبررت إسرائيل حربها بإطلاق فصائل مسلحة على رأسها حركة حماس صواريخ محلية على بلداتها ومستوطناتها الجنوبية.

وخلال حرب غزة قتل النشطاء الفلسطينيون تسعة إسرائيليين ثلاثة منهم مدنيون وعضو من القوات الأمنية في هجمات بصواريخ أطلقت على جنوب إسرائيل وخمسة جنود في قطاع غزة.

وتقول منظمات حقوقية فلسطينية وأخرى دولية إن الجيش الإسرائيلي استخدم مدنيين فلسطينيين (كدروع بشرية) خلال العملية بإجبارهم على تفتيش منازل المسلحين تحت تهديد السلاح أحياناً.

وطبقاً للأمم المتحدة لحق الدمار الكامل بأكثر من 3530 منزلاً في غزة، وتعرض أكثر من 2850 منزلاً لدمار شديد و52900 لدمار طفيف، ودمرت أيضا وزارات ومقار أمنية ومراكز شرطة لحركة حماس التي تحكم غزة.

لكن، وبعد عام من الحرب على غزة، لم تجد عملية إعادة الإعمار طريقها رغم الوعود الدولية بجمع أكثر من خمسة مليارات دولار لبناء القطاع الذي يعاني من حصار إسرائيلي منذ عامين ونصف العام.

وشهد قطاع غزة عقب الحرب هدوءا غير مسبوق مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أن الهدوء لم يسفر عن رفع أو تخفيف الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر التجارية أو حتى وقف التوغلات الميدانية أو الغارات الجوية ضد أهداف متفرقة في القطاع.

كما أسفرت الحرب عن إلحاق أضرار بالغة بالبيئة الفلسطينية بسبب الأسلحة الفتاكة التي استخدمتها إسرائيل وأدت، بحسب منظمات حقوقية، إلى ارتفاع قياسي في تشوهات المواليد.

وتضيف هذه المنظمات أن الحرب أدت إلى تلويث واستنزاف إضافي لمياه الخزان الجوفي والأراضي الزراعية والهواء والبيئة البحرية، بعدما تم تجريف 17 في المئة من الأراضي المزروعة واقتلاع 410 آلاف شجرة.

وقدرت خسائر الاقتصاد الفلسطيني بسبب الحرب بنحو أربعة مليارات دولار، كما اتضح استخدام الجيش الإسرائيلي قذائف الفوسفور الأبيض في أماكن مكتظة بالسكان في القطاع.

وبعد شهور من انتهاء الحرب أدان تقرير لجنة تحقيق أممية برئاسة القاضي ريتشارد جولدستون كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة بشكل نسبي مختلف بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، وهو التقرير الذي أقره لاحقا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دون أن يفلح ذلك في إخراج فلسطينيي القطاع من أزماتهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد