Al Jazirah NewsPaper Monday  28/12/2009 G Issue 13605
الأثنين 11 محرم 1431   العدد  13605
حتى لا تغرق (الخَرْج)
بدر بن أحمد كريم

 

(الخرج) لمن لا يعرفها هي إحدى المحافظات السعودية، وهي في اللغة: الوادي الذي لا منفذ له، ويقع الجزء الأكبر منها على وادي السهباء، وتتبع إدارياً منطقة الرياض، ودلت المادة الأثرية التي عثر عليها في الخرج على قدم القبائل...

التي سكنتها منذ القدم، وتشهد الآن تطوراً ونمواً في المجالات كافة.

هذه المحافظة التي تكسوها طبقة من التكوينات الرسوبية دقت في أذنها (كارثة جدة) جرس إنذار، فالتأم مجلسها البلدي وأوصى بإزالة العوائق في مسار الأودية، وسرعة تنظيفها، وإنجاز العبَّارات التي تعترض السيول بعد أن اطلع المجلس على بعض صور مساراتها، واكتشف بعض العوائق في هذه المسارات، وكأني بمجلسها البلدي - الذي يرأسه الدكتور عبدالرحمن بن عبيد الرفدي- استفاد من الحكمة القائلة: (رب ضارة نافعة) والمهم أن تتحول التوصية إلى قرار سريع، حتى لا تغرق الخرج، وأن توضع آلية لاعتماد تقسيمات الأراضي المحاذية للأودية، وتطبيق الأوامر بعدم التملك في مجاريها، وإعادة النظر في تحويل الأراضي الزراعية إلى سكنية، فلم يعد بالمستطاع تقبل كارثة جديدة في الخرج، وكفى ما أصاب «جدة» من كوارث جراء الأمطار التي هطلت عليها ثلاث ساعات فقط، وما خلفته من قتلى، ومفقودين، وهدم منازل، ونزوح أسر، وجرف سيارات. لعل أساليب البحث العلمي الموضوعي والتاريخي، تُبعد (الخرج) من أن تكون منطقة تقليد لعرف قام على خطأ، إلى منظومة سكانية عامة، في المنهج السعودي المعاصر، فهي محافظة مبدعة، وقادرة على رفد الفكر السكاني السعودي بمنطق جديد قادر على مواجهة المعضلات؛ حيث تنتعش لغة جديدة ويصبح التقليد في خبر كان، فضلاً عن أن البحث العلمي قادر على ابتكار الوسائل التي تحد من خطورة الأودية أثناء الأمطار، والآثار التي تخلفها على البيئة السكانية في أشكالها المختلفة.

ولكي لا تغرق (الخرج) فإن من المهم أن يكون مسؤولوها على بينة من أن استيعاب مكاسب العصر تتجاوز التقليد، وهم مطالبون في الوقت نفسه بعدم الاكتفاء بهذا أو التوقف عنده، فمن تحصيل مكاسب التفكير العلمي أن مواجهة المعضلات الكبرى تضفي على المنجزات التنموية لهذه المحافظة طابع الإبداع المواكب لتغيرات العصر ومتطلباته، ولعل من بين عوامل استمرار التنمية القدرة على الحسم ووضوح المقاصد في النظر إلى علاقة منجزات التنمية السعودية؛ حيث الخلط في لحظة المواجهة بين المكاسب المعرفية والمواقف الإنقاذية، ومن ثم، فإن عدم التمييز يسقط الإنسان في إشكالات نظرية مغلوطة، ولا يدعه يتقدم في طريق التجديد التنموي، وهذا لا يقبله أي مواطن سعودي مخلص حتى لا تغرق الخرج، أو أية محافظة سعودية.

فاكس: 014543856
BADR8440@YAHOO.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد