عاشت مملكتنا الحبيبة أيام فرح وسرور بعد أن منّ الله بالشفاء على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعد رحلته العلاجية التي استمرت عاماً يرافقه فيها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كانت رحلة علاجية موفقة ولله الحمد، عاد إلينا بعدها سلطان الخير، وهو يرفل بثوب الصحة والعافية، كانت تلك الرحلة طويلة ولكن اختصر وقتها صبر سلطان الخير على ما أصابه وسهل صعوبتها تلك الأعمال الإنسانية التي كان يقوم بها قبل اصابته بالمرض، اشتد المرض عليه والزمه بالبعد عن أرض الوطن الذي كان يحن لترابه وثراه وجباله، والآن ولله الحمد يعود إليه ليضمه ويمشي فوق ترابه ويكمل رحلته الأبدية وهي أعماله الإنسانية التي لازمته فيما مضى وسوف تلازمه فيما هو آت، أنت يا سلطان الخير الذي ملكت القلوب بأعمالك الإنسانية، مما جعل الافئدة تشتاق لقربك والنفوس تشرئب بعد غيابك، والعيون تتلهف لرؤيتك، انت يا سلطان الخير عندما تعود يعود معك الخير، ويعود معك الأمل، أنت الإنسان الذي ينمي مبادئ الإنسانية ويرعاها ويحافظ عليها حتى تكبر وتنتقل من جيل إلى جيل آخر، أنت من يرسم لها الطريق ويفسح أمامها المجال لتنتشر فروعها أكثر، وتصل إلى كل إنسان يحتاج إليها، ليس هناك عمل يجعل صاحبه يشعر بالسعادة والتوافق الداخلي أكثر من العمل الإنساني، لأنك تعمله من أجل إنسان كرمه الله ويريد أن يعيش وهو امن بوضعه الإنساني، فأنت أمنت من احتاج إليك بالجانب الإنساني، وانت علمتنا كيف نتعلم منك تنمية هذا الجانب، وانت نشرت ثقافة العمل الإنساني بين مجتمعنا، حتى أصبح الجميع يجله ويقدره ويؤمن فيه، كان هذا العمل ذخراً لك في غيابك، حتى إذا غاب العمل الإنساني قلنا متى يعود سلطان الخير ليرعاه، ليس البشر فقدتك فحسب، بل هو أيضاً هذا العمل فقدك.. فيا له من غياب طال والآن تعود ايها الغائب.الحمد لله على ما أراد.. والحمد لله على قدومك.. والحمد لله على وجودك معنا.. وفي الختام وفقك الله يا سلطان الخير.