كالمزن أقبل يحمل الخير والسعد، وكالشمس أشرق وجهه الوضاء يطرد ظلمة الحزن والأسى.. برئ - بفضل الله - فبرئت قلوب تنبض له بالحب والوفاء.. عاد فعادت المسرات.. نعم فبولي عهدنا سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز نأنس ونسعد، لهجت الألسن شكراً لله أن شفاه وأعاده إلى أرض الأماجد سالماً معافى.. تفتقت قريحتي تصور مشاعر الفرحة والمسرة بعودة إلف القلوب وحبيبها.. فأقول:
|
بالعقد تزدان الحسان الغيدُ |
وبوجهك الزاهي البريَّةُ تسعدُ |
تيك الرياض تراقصت أغصانها |
نشوى.. بفيضك سحرُها متوردُ |
أنت الربيع لها ووجهك نورها |
إن المحاسن بالكرامِ تنضَّدُ |
والطير يشدو مرسلاً أنغامه |
فالكون كل الكون زاهٍ منشدُ |
تلكم بلادي قد تكامل عقدها |
نضِراً سناه به استضاء الفرقدُ |
أضحت عروساً بالبهاء تعطَّرت |
وطويقُ من وهج النضارة عسجدُ |
عزِّ تضافرت الجهود لصنعه |
بيد الأماجد شامخاً يتصعَّدُ |
ركب يقود زمامه ويسوسه |
بسياسةٍ مثلى كرامٌ مجَّدُ |
قد أعلمتنيه الهضاب وسهلها |
والروض يلهجُ مرْحباً ويرددُ |
الله أكبر فالشعاب تكلَّمت |
والجامدات من السعادة تشهدُ |
لا تعجبوا فربوعنا هي فرحةٌ |
فالغيث أقبل وافراً لا ينفدُ |
رجلٌ تجلَّى في البلاد نشاطه |
قولٌ وفعلٌ راشدٌ ومسدَّدُ |
كل المعالم في بلادي أشرقت |
صرحاً منيفا بالبهاء ممردُ |
سلطانُ عنك المكرمات تفتقت |
بالفضل خصَّك ربنا المتفردُ |
المجدُ يشدو فيك أنتَ مفاخراً |
العزُّ أنت.. بك العلا يتجسَّد |
فلتبقَ يا سلطانُ ذكراً خالداً |
إن الكريم به المحامدُ تخلدُ |
فالشمس إن يوماً تكسَّر ضؤوها |
فلها بزوغٌ مشرقٌ يتجددُ |
والسيف إن يوماً تقنع غمده |
فله الفعالُ إذا الفرائصُ تُرعدُ |
لا تعجبوا أن قد علتني فرحة |
فالكلُّ أوسمة الهنا يتقلَّدُ |
وتأملوا تلك الجبال فإنها |
لتكادُ من أنسٍ بهِ تتوقَّدُ |
لا تعجبوا أني أمجِّد مُجَّدا |
طابت فعالهمُ وطاب المحتدُ |
فالشعر إعجاباً تموج بحورهُ |
بحر المشاعر هادرُ لا يهمدُ |
محمد بن محمد عمر الشويعر - جلاجل |
|