سلطان الخير قدومك زين الطرقات وملأ الساحات، وأضاء القاعات، سلطان أنت سلطان القلوب، وأنت الملاذ بعد الله عن الخطوب، الحمد لله الذي شفاك ومن الألم عافاك وبعد الغياب شاهدناك. كان يوم الجمعة 24-12-1430هـ يوماً مباركاً، فهو يوم يجتمع فيه المسلمون يبتهلون إلى الله فيه وينصتون إلى سماع خطب الجمع، يدعو الإمام وهم يؤمنون أن يحفظ الله هذه البلاد وقادتها من كل سوء، وعندما دنت شمس ذاك اليوم إلى المغيب وعندما أزف يومه إلى الرحيل، كانت عقارب تسير ببطء وساعاتها تمر بطيئة، لأن الغائب المنتظر سوف يصل بعد ساعات، ولكن هذه الساعات لم تمر سريعاً، كل العيون تترقب قدومك، وكل الأقدام تسير باتجاه المكان الذي سوف تطأه قدماك بعد غياب عام، بما فيهم خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني، حتى هبطت تلك الطائرة وترجلت منها ماشياً على أقدامك معافى مما أصابك، يستقبلك خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه، تستقبلك العيون وهي تغالب دموعها، يرافقك أخوك الوفي الذي لازمك فترة مرضك، الذي ضرب أروع الأمثلة وتجلت فيه معاني الأخوة، ورسم بريشته خريطة الوفاء، ولونها بألوان البهاء، وأبرزها ليشاهدها الملأ، أتى قادماً معك فرحاً بشفائك، ليثبت لنا من جديد معاني الإنسانية، ويتجلى في مرافقته الصبر عند البلية.لقد مرت ساعات الألم يا سلطان الخير وحاصرتها ساعات الأمل، كان الأمل الذي يرافقك في رحلتك جنباً لجنب مع سلمان الوفاء هو ثالثكم يضيء لكم دروب الرحلة المضنية، ويزيل عن طريقكم العوائق، ويختصر لكم أيامها الطويلة، كنا آملين نحن رغم بعدك عنا، كنا متفائلين بأنك سوف تعود معافى بإذن الله، وها أنت تعود ويعود معك الخير، تعود لتواصل رحلتك الإنسانية، تعود لتروي أشجارها بيدك، انطلقت لتتفقد بساتين الإنسانية، كيف لا وأنت تقوم بزيارة المصابين من جنودنا البواسل، وتوجه بمساعدة مالية سخية لأسر المتوفين والمفقودين والمصابين. كان همك أولئك، وهاجسك أسرهم، وراحتك زيارتهم. هكذا أنت كما عهدناك، وهكذا أنت كلما شاهدناك. فالحمد لله الذي شفاك، الحمد لله الذي عافاك، امتزجت آلامنا وآمالنا بقدومك حتى اختفت، وتجلت أفراحنا وتعالت أصواتنا، واتحدت كلماتنا لتسطر لك العبارات، التي لا تفيك حقك ولا تستطيع أن تعانق قامتك الشامخة.. فأنت سلطان الخير وسلطان القلوب وسلطان العطاء، أنت صاحب الأيادي البيضاء، أنت صاحب الأيادي السخية.تختلجني الكلمات، وتغيب عني العبارات، لأن فيك لا تفي المقالات. الحمد لله الذي جعل في بواطن المحن المنح، والحمد لله الذي إذا ابتلى عبده بالألم أجزل له الأجر إذا شكر. ودمت بخير يا سلطان الخير.
حمود حماد المحرول
مدير الشؤون الإدارية والمالية بمستشفى الأرطاوية العام