تمرّ بلادنا بأيام بهيجة، وتجتاح البلاد موجة من الفرح العارم تعم البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.. يشترك الرئيس والمرؤوس، والمسؤول وغير المسؤول، والمواطن والمقيم، والصغير والكبير، في التعبير عن شعور الفرح. ترسم هذه الصورة شعاراً وطنياً، يرمز إلى الوحدة والتلاحم، والاندماج بين القيادة والشعب بجميع فئاته، لم تكن الوحدة نتيجة الصدفة، ولم يتحقق الاندماج بضربة لازب. لكنّ الشجرة الطيبة المباركة ستثمر حتماً، حينما تحظى بطيب الرعاية وحسن الاهتمام. لقد زرع سمو الأمير سلطان بذرة الفرح في قلوب شعبه، وطالت يده الحانية المحتاجين في كل مكان، وضمد بقلبه العطوف جراحات كثير من المعوزين، فلا تكاد تخلو مدينة ولا قرية ولا بيت من عين ترف، وقلب يهفو، ولسان يلهج بالدعاء، لهذا الأمير الإنسان. جميل يحفظه الشعب الوفي لهذا القائد المحنك والأب الرحيم.. لا عجب أن نجد كل هذا الفرح بعودة سموه، ولا غرابة في أن يهنئ الناس بعضهم بعضاً بسلامة سموه. لقد عاش أهل هذه البلاد، مواطنون ومقيمون، أياماً عصيبة مشحونة بالترقب والانتظار، منذ أن غادر سموه البلاد في رحلة علاجية. لم تهدأ خلالها مشاعرهم، ولم يملوا من كثرة السؤال والاطمئنان على صحة سموه، ومتابعة مراحلها العلاجية، خطوة بخطوة، ولحظة بلحظة. قلما ينفض مجلس من المجالس -طيلة فترة غياب سموه- دون أن يعرج فيه الحديث عن رحلة سموه العلاجية، والدعاء له بالعودة سالماً معافى. إلى أن جاء يوم الجمعة المرتقب، الذي عاشت فيه البلاد مناسبة مشهودة لقد أثبتت هذه البلاد بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي أنها كيان متماسك اجتماعياً وعاطفياً، قبل أي شيء وأهم من أي شيء. مما يجعله وطناً عصياً على الطامعين والحاقدين. نهنئ أنفسنا بهذه العودة الميمونة، سائلين المولى القدير أن يحفظ لهذه البلاد قادتها، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان.
عبدالعزيز بن محمد المفلح
مديرعام مكتب وزير العدل