عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل سليمان، المشهور بعبدالله بن حلوان، ولد في الرياض عام 1299هـ من أسرة عرفت بخدمة الدولة منذ أيام الدولة السعودية الأولى، وهو أحد رجال الملك عبدالعزيز المميزين، والده عبدالعزيز كان من رجال الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي، وهو الذي لقبه الإمام عبدالله بن فيصل بـ(حلوان)؛ لأنه كلما أمره بأداء شيء أتمه على أحسن ما يرام.
ذكر العلامة عبدالله بن خميس في تاريخ اليمامة: آل حلوان هم من أهل الرياض، وهم رجال حرب ورياسة وإمارة، وأما عبدالعزيز فهو من كبار رجال عبدالله بن فيصل، ويعتمد عليه في المهمات، وأما ابنه عبدالله فهو من أبرز رجال الملك عبدالعزيز وأشجعهم، وهو قائد موفق له مواقف مشرفة من أهمها قيادته للجيش الموجه إلى حامد بن رفادة، وكذلك مواقفه في احتلال الأحساء وحصار جدة وحصار اليمن وغير ذلك. انتهى كلام ابن خميس. وقد جرى اللقب على ابنه عبدالله بعد وفاة والده، وقد أطلقة الملك عبدالعزيز تيمنا بوالده عبدالعزيز.
نشأ عبدالله بن حلوان في أحضان والده، حيث علمه فنون الحرب والقتال والفروسية، وقبل ذلك تعلم العلوم الشرعية، وحفظ القرآن ولم يتجاوز عمره اثني عشر عاماً، وتعلم الكتابة.
رحل مع والده والإمام عبدالرحمن بن فيصل إلى الكويت، واستقر فيها فترة، ثم أخذ ينتقل بين الكويت والأحساء والبحرين ونجد في تجارة، وينقل إلى الإمام آخر الأخبار وما يحدث في وسط الجزيرة.
ولما بدأت مسيرة التوحيد للمملكة في عهد الملك عبدالعزيز وجد فيه قوة في القتال وإخلاصاً في العمل وعمق تفكير ومعرفة وسعة فهم وقوة إرادة؛ لذلك حمّله الملك عبدالعزيز ثقته في قيادة الجيوش والسرايا.. ولحرص عبدالله بن حلوان ولحبه قائده الملك عبدالعزيز لم يجرؤ أن يخيب ظن قائده ولو للحظة واحدة، ولا أدل على ذلك من جراب والأحساء وكنزان وجدة وحرب ابن رفادة وحرب اليمن.. وعلى الرغم من التعب وكبر السن الذي أصابه أصر الملك عبدالعزيز على أن يكون قائد الحرس الذي يحيط به والقصر فلم يرفض.
وقد بدأ عبدالله بن حلوان حياته بدخوله مع والده حلقات العلم وحفظ القرآن في سن مبكرة، وتعلم العلوم الشرعية من حديث وتفسير وفقه وفرائض وغير ذلك، وأخذ في مجالس أبيه التاريخ والحوادث والعبر والمناقب الحسنة وسير الرجال، واحتوت مكتبته ما تجاوز الألف عنوان من أمهات الكتب في علوم القرآن والسنة وباقي العلوم، وكان طلاب الشيخ علي بن داود يأتون ليستفيدوا من مكتبته التي خصص لها ثلاث غرف في منزله، وكان يحث طلبة العلم ويشجعهم، وإذا أحس منهم حاجة قضاها لهم ويعيرهم شيئاً من مكتبته إذا احتاجوا إليه، وبعد وفاته وزعت مكتبته على طلاب الشيخ علي بن داود.
كان لعبدالله بن حلوان مكانة في قلوب الناس الذين تعاملوا معه؛ وذلك لحسن خلقه وتقواه وورعه وكرمه وحكمته ومعرفته بالناس.. ولقد فتح الله أمامه قلوب كل من عرفة وعاصره، وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز الذي يعتبره ابن حلوان قدوته ومثله الأعلى؛ حيث كان عبدالله بن حلوان جندياً من جنوده، يأمره في أي وقت وعليه السمع والطاعة، وكذلك أبناء الملك والأسرة المالكة والعلماء والمشايخ، منهم محمد بن عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ ابن عتيق.
بعد أن ضم الملك عبدالعزيز الأحساء، وبعد أن أمن الجناح الشرقي لبلاده انطلق بعدها إلى الجانب الغربي، فأرسل الملك عبدالعزيز عبدالله بن حلوان ليضم العقير الميناء الوحيد على الخليج العربي ويكون أميراً عليها إلى أن تأتيه الأوامر.
وقد لقبه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بعدة ألقاب منها:
صاحب المهمات الصعبة، في معركة عنيزة سنة 1322هـ، وقد أمره الملك عبدالعزيز بمحاصرة رئيس الحامية في بريدة إلى أن استسلم.
وكذلك (أبو السرايا) في حرب ابن رفادة بعد أن قمع تلك الفتنة وذلك سنة 1351هـ، حيث كان القائد الأول والأكبر لسرايا الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وشارك عبدالله ابن حلوان مع الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في معركة: 1- الصريف. 2- الدلم. 3-ضم الوشم. 4- معركة السر. 5- معركة عنيزة. 6- معركة البكيرية. 7-معركة الشنانة. 8- معركة روضة مهنا. 9-معركة الطرفية.10- معركة الأشعلي. 11-فتنة الهزازنة. 12- معركة حومان. 13- معركة المجصة. 14- معركة استرداد الأحساء. 15 - معركة جراب. 16- معركة كنزان. 17- معركة تربه. 18- ضم حائل. 19- معركة حصار جدة. 20- معركة السبلة. معركة أم رضمة، وكان عبدالله بن حلوان قائد إحدى السرايا في هذه المعارك التي وفق الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فيها للقضاء على الخارجين والمتمردين.
تزوج عبدالله بن حلوان من هيا بنت ناصر بن شهيوين، وهذه الأسرة من أسر الرياض المعروفة، وأنجبت منه ثلاثة أولاد، ذكرين وأنثى، هم عبدالعزيز وعبدالرحمن ونورة.
مرض عبدالله بن حلوان وساءت حالته وأصبح لا يستطيع الحركة؛ فأرسله الملك سعود - رحمه الله - على نفقته إلى لبنان للعلاج، ولم تتحسن حالته، وبعد ذلك استضافه الملك فيصل (ولي العهد في ذلك الوقت) في الطائف عدة سنوات إلى أن وافته المنية وهو في بيته في الرياض في حي السويلم في 12- 5- 1382هـ عن عمر يناهز 83 عاماً رحمه الله.