في بطون وثنايا الحِكم والأمثال الشعبية المتوارثة والدارجة عبر الأجيال ما يكون بمثابة الدمغة التي عادة ما يتم وضعها لتحديد عيار الذهب.. والمثل أو الحكمة التي تقول: (غلطة الشاطر بعشر) لا تخرج عن هذا الإطار.
ذلك أن الحكم المساعد (محمد حامد الغامدي) ظل يتميز على مدى تواجده في الملاعب بالدقة في اتخاذ القرارات السليمة حيال مجمل الحالات التي تحدث في محيط تخصصه وصلاحياته كحكم مساعد.. ما أهّله لنيل العديد من الألقاب والجوائز نظير تميزه ذاك.
غير أنه بإصراره العجيب على عدم احتساب الهدف الشرعي للهلال أمام الوحدة يوم الخميس من تسديدة (ولهامسون).
قد وقع تحت طائلة (غلطة الشاطر).. إذ كاد يتسبب في حرمان الهلال من تفوق مستحق دون أي مبرر، لو أن الفريق الوحداوي تمكن من تسجيل التعادل، ولم يفرض الواقع نفسه باحتساب جزائية (ويلي) (؟!!).
يعني بالعربي: (الغامدي) الذي شاهدناه يوم الخميس لم يكن الغامدي الذي نعرفه.. ففضلاً عن واقعة الهدف غير المحتسب.. هناك الابتسامة العريضة التي أعقبت القرار وما كنهها إذا لم تكن ابتسامة الرضا، والله وحده أعلم بنوع ذلك الرضا (؟!!).
هذا عدا قتل هجمة نواف العابد بحجة لمس الكرة.. حيث شاهدنا الحالة من خلال العديد من الإعادات التي أثبتت (وهمية) القرار، وأن حكمنا الدولي المتميز كان في جو آخر غير جو المباراة (؟!).
وأياً كانت الأسباب والمبررات.. يظل المؤكد أن مثل هذه الكوارث كفيلة بأن تعصف بآمال وحقوق أندية لحساب أخرى بدون وجه حق.. ثم نتفاجأ على إثرها بخروج رئيس اللجنة ليذكرنا بأحد الأهداف المحتسبة بالخطأ عام الفيل (!!).
الكبار لا يحتاجون للدعاية ؟!
المهنة والانتماء للوسط الإعلامي الرياضي هما من يفرضان حتمية متابعة الممكن والمتيسر مما ينشر أو يبث عبر الشاشات من برامج تُعنى بالشؤون الرياضية.. هذا بالنسبة لي، ولا أعلم كيف يتعامل غيري في هذا الجانب.
ومن خلال متابعتي التي أصنفها بدرجة جيد إلى جيد جداً.. لاحظت أن الغالبية العظمى من منسوبي أحد الأندية تحديداً سواء بصفاتهم الرسمية أو الشرفية أو الإعلامية، أو حتى الجماهيرية.
وسواء كان من خلال استضافتهم ضمن ضيوف البرامج التلفازية، أو كان من خلال سيل تداخلاتهم الهاتفية.
وجدتهم أكثر حرصاً على التواجد والتداخل الدائم إلى درجة السماجة المملة.. كذلك لاحظت كما لاحظ غيري بأن جُل طرحهم وأحاديثهم، إنما تتمحور حول معنى واحد يتمثل في الحرص على ترديد عبارة (نادينا كبير) بمناسبة وبدون مناسبة (؟!).
وهنا أتساءل: هل يحتاج الكبار إلى تزكية ذاتية مدعمة بدعاية من هذا النوع كي يقتنع الغير بأنهم من صنف الكبار (؟!!).
وبصرف النظر عن وجاهة قولهم من عدمه.. فإن المتعارف عليه لدى كل الناس.. هو أن الكبير يظل كبيراً بإنجازاته التي يفرض على الآخرين من خلالها القناعة بكينونته ومكانته التصنيفية بين أقرانه دون الحاجة إلى أية دعاية من أي نوع.
أما محاولات فرض القناعات بالقوة أو من خلال الادعاءات الدعائية وكثافة التواجد الإعلامي الممل.. فهي محاولات بائسة ويائسة.
وقبل هذا وبعده يبقى الكبير الأكبر هو (الله جل جلاله).