عقَّب الدكتور حمد الغماس، رئيس مجلس إدارة قنوات المجد، على ما سبق نشره في صحيفة الجزيرة عن قناة المجد، الخميس الماضي، بقلم الزميل فهد الشويعر، وجاء ذلك في رسالة منه إلى رئيس التحرير. وعملاً بحرية النشر، وحق قناة المجد في إظهار الحقيقة حول ما نُشر عن المستجدات في القناة، ها نحن ننشر تعقيب الدكتور الغماس، مؤكدين تقديرنا للخطوات والتطوُّرات الإعلامية والمستوى الجيد الذي تُدار به قناة المجد.
وإليكم التعقيب:
اطلعنا على ما كتبه الأستاذ فهد الشويعر أمس الخميس 7-1-1431 هـ في صحيفة الجزيرة الموقرة معلقا على بعض الإجراءات الإدارية التي اتخذتها قناة المجد الفضائية.. وما تبع ذلك من استطراد وحديث عن قضايا أخرى، كان فيها غير موفق ولا مصيب. وإننا بقدر مانحن مؤمنون بالشفافية والوضوح فإننا مستاءون من المغالطات والقفز غير المبرر على الحقائق، والكلام المرسل على عواهنه... ونسج مواقف ووقائع لا أساس لها. ونحن بهذا الصدد نود إيضاح الأمور التالية:
أولا: نحن لا نعترض على توقع الكاتب أن ما تقوم به قناة المجد من أمور إجرائية وإدارية وهيكلية هو من تداعيات الأزمة المالية العالمية.. فقد أصبحت هذه الأزمة مدخلا مناسبا لكل من أراد الحديث عن شئون الآخرين. والأستاذ فهد الشويعر قد لا يكون بدعا في هذا الاتجاه.
ثانيا: إن ما قامت به قناة المجد من قرارات سابقة وما ستقوم به من قرارات لاحقة؛ في الهيكلة والوظائف وغيرها، هي مما يخص قناة المجد، وهي تتخذها بصفة قانونية، وفقا لمصالحها. وكان يجب أن تشكر قناة المجد أنها لم تسرح أي موظف إلا بعد انتهاء مدة عمله أو برغبة منه، أو بتسوية مرضية لصالح موظفيها وليس لصالحها. وأنها لم تبخس أي موظف شيئا من حقوقه. ولسنا هنا بصدد بحث ما نتخذه من قرارات، فنحن أدرى بما نفعل، ولكننا نستغرب الإثارة والتهييج وتعمد الجلبة وتشويه الصورة تحت عباءة نشر المعلومة.
ثالثا: إن قول الكاتب: إنه اتصل (بالدكتور أحمد الصقر الرئيس التنفيذي لقنوات المجد الفضائية لسؤاله عن حقيقة ما وصل إلينا (وصل إلى الأستاذ الشويعر) لكن لم يرد على اتصالاتنا رغم دعمها برسائل نصية تبين هوية المتصل منذ أمس الأول وأمس وحتى (مثول العدد للطباعة)) وهذا كلام غير دقيق كما أنه أسلوب تنقصه اللياقة. فإن الدكتور أحمد الصقر أكد أنه لم يتلق أي اتصال بهذا الخصوص من الرقم الذي وصلت إليه من الرسالة. كما أن الرسالة التي وصلت إليه مبهمة، هذا نصها: (أنا فهد الشويعر من جريدة الجزيرة). ولم يشر إلى هدف محدد ، حتى يكون للرد عليه مبرر. وكأنه بمجرد ذكر اسمه وعلاقته بالجريدة قد أعطى المبرر الأخلاقي لنفسه ليقول ما قال بعد انتهاء المهلة التي حددها من طرفه !!
رابعا: وهذا كله رغم وضوح نَفَس الكاتب غير المنصف فيه، فإنه ليس هو الداعي للكتابة والرد. إن الذي دفعنا للكتابة هو ما ورد في ذيل المقال من مجازفة واستنتاج خاطئ لا عذر له فيه، كما أنه يفسر ما نبهنا إليه في الفقرات السابقة من استصحاب روح تشاؤمية حاول بها تغليف مقاله.
وما نقصده ها هنا أمران:
الأول: قوله: (.. وتم ترشيح الصقر لهذا المنصب عقب اجتماعٍ عقده الشيخ حمد الغماس وحضره العودة الذي تمت فيه عملية بيع حصة قناة المجد لصالح الغماس) فمن أين للكاتب أن هذا الترشيح قد تم في تلك المناسبة ؟. وأقول: يعلم الجميع أن المناسبة التي يشير إليها الكاتب هي مناسبة احتفالية تم فيها التوقيع على عقد البيع، ولم يحضرها الشيخ الدكتور سلمان العودة وحده، بل شرفها معالي الشيخ صالح الحصين رئيس شئون الحرمين رئيس الهيئة الشرعية لقنوات المجد، وكوكبة من طلاب العلم والمثقفين والإعلاميين. وأعيد إلى الأذهان بهذه المناسبة أن محاولة إقحامنا وإقحام الشيخ سلمان العودة في شراكة وتعاون مالي وإعلامي في قناة المجد.. أن ذلك، بل ما هو أكثر منه قد قيل - كذبا وبهتانا - في الأيام الأولى لتعيين الدكتور أحمد الصقر مديرا تنفيذيا. ولكنه كان ينشر في مواقع الإنترنت، ونحن نترفع أن نتتبع أهواء الناس ونرد عليها، لأن الإنترنت باب مشرع لكل محق ومبطل. ومن يكتب فيه لا يساءل أو يحاسب. أما أن يتبنى الأستاذ الشويعر نشر هذه المغالطة على صفحات جريدة محترمة كالجزيرة، دون أن يكلف نفسه أن يستوثق من صاحب الشأن عن هذه الكذبة المقصودة. فإن ذلك ما لا نقبله منه أو من غيره، وهو ينافي أبجديات العمل الإعلامي المسؤول.
ونحن من جهتنا لا غضاضة علينا أن نستشير من نشاء في شؤوننا، لكن الذي يعنينا هنا أن نؤكد على كذب هذا الاستنتاج جملة وتفصيلا ، وأن إثارته أولا، وتجديد نشره في مثل هذا المقال.. قد يكون لأغراض ليست بريئة، تعبر عن مكنون أنفس المتحدثين والمروجين لهذه المغالطات.
وواضح أن أمثال هؤلاء لا يريدون أن يعرفوا الحقائق كما هي عليه.
الأمر الثاني هو قوله: (ويرى بعضهم أن استحواذ الغماس على الحصة الأكبر في أسهم المجد ستجعل للقناة توجهاً جديداً يختلف من النواحي الفكرية والمهنية عما كانت عليه سابقاً). ونتوقف حصريا عند قوله: (..ستجعل للقناة توجهاً جديداً يختلف من النواحي الفكرية والمهنية عما كانت عليه سابقاً).
أي توجه فكري جديد؟ وما هي مؤشرات هذا التوجه عند الشويعر ومن معه من هذا البعض المزعوم. فإن كان توجه القناة سابقا جيدا ومرضيا للشويعر فلم لا يصبر حتى يرى هذا التوجه الجديد غير الجيد حقيقة لا وهما؟ وإن كان التوجه السابق غير جيد فهو محسوب علينا؛ لأن الغماس الذي استحوذ (على الحصة الأكبر في أسهم المجد) هو أحد أكبر الملاك منذ أن كانت قناة المجد فكرة، وهو مشارك رئيس في صنع سياساتها وضبط مسيرتها، فهل سيتغير على نفسه؟.
إنني أربأ بالأستاذ الشويعر وغيره من الإعلاميين والكتاب أن يجعلوا من ذواتهم سلما لمآرب صغار النفوس.. وأدعو إخواني جميعا أن نتوجه صوب الأهداف السامية البناءة، وأن نحسن الظن في أنفسنا وإخواننا، وأن نكون عوامل بناء، نجمع القلوب وندفع بالجهود الخيرة نحو الأمام ، بدل أن نكون معاول هدم وتشويش، لأن من كان هذا الأخير دأبه صغرت نفسه، وصدق الشبهات والأراجيف، وتعامى عن الحقائق.
ونؤكد مرة أخرى على:
- كذب ما روج من تفاهم بين الدكتور الشيخ حمد الغماس والشيخ الدكتور سلمان العودة بخصوص تعيين الدكتور أحمد الصقر مديرا تنفيذيا لقنوات المجد، أو أية تفاهمات أخرى مالية أو غيرها بهذا الخصوص. وأنه محض تخرص وافتئات.
وأن قناة المجد مستمرة في توجهاتها الفكرية وأهدافها المعلنة المعروفة وثابتة عليها.
وأنا شخصيا وأسرة قناة المجد نكن لجريدة الجزيرة ولرئيس تحريرها كل احترام وتقدير، ونرى أن هذا المقال بالنسبة للجزيرة هو كبوة جواد، وليس إساءة مقصودة.
نسأل الله للجميع التوفيق والسداد في الأقوال والأعمال والنيات.
د. حمد بن محمد الغماس
رئيس مجلس إدارة قنوات المجد