وليد العبدالهادي
ضحية الأسبوع هو اليورو والاتجاه الهابط المؤلم كان مصيره في الأيام الماضية بسبب سوء الأنباء القادمة من ألمانيا واليونان (المتعثر الجديد) في مسلسل الأزمة المالية العالمية، ومع بصيص أمل يلوح في أفق الاقتصاد البريطاني بشأن الناتج المحلي قد يحظى الجنيه بنشاط ملفت الأيام القادمة بعد خروج اليورو من قائمة العملات المفضلة لدى المخاطرين، وأفضل ما في هذا الأسبوع هو أداء أسواق النفط حيث تحررت من معظم قيودها وبدأت توسع من نطاق تذبذبها نحو الأعلى مع قرب نهاية عام التقلبات النفسية في أسواق المال، ولمزيد من التفصيل دعونا نحدق بضعة دقائق في أرقام هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي:
افتتح الدولار تداولات الأسبوع بنبأ تعثر اليونان مما زاد من زخم صفقات الشراء عليه وامتدت إلى 78.5 تلى ذلك تراجعات سعرية أوصلته إلى مستوى 77.5 أمام سلة عملاته، بسبب تقرير وكالة الطاقة الأمريكية الذي أظهر انخفاضاً في المخزونات بحوالي 4.9 ملايين برميل خصوصاً مع تثبيت من أوبك لمعدلات الإنتاج عند 24.8 مليون برميل، وسبق أن أعلنت أن متوسط أسعار خاماتهم 71.5 دولاراً للبرميل أيضاً ساهمت أحوال الطقس في أمريكا في شد عزوم أسواق النفط وصولا إلى 76.5 دولاراً للبرميل لخام نايمكس.
أما بشأن أهم ما صدر من بيانات اقتصادية كان من نصيب القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي للأسعار الجارية للربع الثالث حيث كان النمو بحوالي 0.4% مقارنة بنمو سابق 0.5% وهذا التراجع ساهم فيه القطاع السلعي بشكل أكبر لكن مع سياسة خفض التكاليف كان هناك انخفاض في حجم الإنتاج دليل تحفظ الصناعيين في الزج بمنتجاتهم بالسوق الأمريكي، أيضا ارتفع مؤشر الاستهلاك الشخصي للربع الثالث 2.8% والسابق 2.9% وهذا دليل صحة توقعات المنتجين لكن الإيجابية متواجدة في هذه الأرقام كحد أدنى، من ناحية أخرى ارتفع مستوى الدخل الشخصي لشهر نوفمبر 0.4% والرقم السابق كان 0.2% بسبب نمو دخل القطاع العائلي، ومع منتصف الأسبوع ظهرت مبيعات المنازل القائمة لشهر نوفمبر مرتفعة بنسبة 7.4% أقل من النمو السابق 10.1% أما الجديدة منها وصلت مبيعاتها 355 ألفاً مقارنة بالرقم السابق 430 ألفاً مما يعطي انطباعاً بأن رغبة الشراء والاستهلاك خفت هذه الأيام وبإمكان البائعين خفض الأسعار للتمكن من تصريفها على المدى القصير، والمحصلة لهذه الأرقام هو أنها متوازنة بين الإيجابية والسلبية والترقب يسود أسواق المال هناك بشأن نتائج الموسم الرابع والحاسم.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي:
هجرة جماعية لتجار هذا الزوج من الاتجاه الصاعد دخل بسببها في اتجاه هابط أليم من مستوى 1.51 إلى 1.42 في موجة ذئب من صنع البائعين استغرقت ستة أشهر، والعودة لاختبار منطقة الكسر شاقة وتتطلب مساراً جانبياً طويلاً قد يمتد إلى نهاية يناير القادم، ومستوى 1.43 أعلى درجات التفاؤل السعري للأسبوع القادم.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:
مستوى 1.57 يرجح أن يكون آخر دعم ممكن زيارته في مرحلة المسار الجانبي بعدها قد يبدأ رحلة صعود على المدى القصير (خلال بضعة أيام) إلى مستوى 1.64 وما ينقص الزوج هو الزخم فقط لكن مع سوء الحركة الفنية في اليورو فإن فرص تنشيط هذا الزوج ممكنة وقريبة.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني:
المسار الجانبي تشكل مع نهاية نمط سلوكي شرائي وهو الوتد المتسع ومقاوماته (92.3 - 93.8) في ظل ولادة اتجاه صاعد مؤقت وحديث على المدى القصير يرجح أن يستمر إلى مستوى 92.3 للأسبوع القادم طبعا على حساب الين.
اليورو:
ثقة المستهلك الألماني وفقا لمؤشر GFK انخفضت في ديسمبر إلى 3.3% بعد أن كانت مرتفعة بنسبة 3.7% وذلك بعد أرقام الأسبوع الماضي بخصوص الإنتاج الصناعي المنكمش مما يدل على أن المنتجين هناك في ورطة على المدى القصير، أما أسعار الواردات الألمانية لشهر نوفمبر تراجع نموها ليصبح نمو 0.4% مقارنة بنمو سابق 0.5% يظهر ارتفاع تكلفتها خارج أسوار الاقتصاد وتشير لتضخم في أسعار السلع المستوردة وهي قراءة أولية لما يمكن أن يحدث بشأن أرقام الميزان التجاري القادمة، وفي أسواق الأسهم لا يزال (DAX) المؤشر الأهم لأسواق الأسهم هناك يعاني من صعوبة في رفع شهية المخاطرين والترقب سيد الموقف مع نهاية العام وانشغال الجميع بموسم الأعياد وما زال أيضا اليورو يعاني من إغلاق معظم الصفقات من قبل المضاربين والاتجاه الهابط مؤلم في هذه العملة.
الجنيه الإسترليني:
بعد تثبيت بنك إنجلترا سعر الفائدة عند 0.50% والإبقاء على سقف برنامج شراء الأصول عند 200 مليار جنيه عندما رأى بأن التضخم يرافق الانكماش وهي أسوأ ما يمكن أن يواجهه البنك هذه الأيام وأكبر مأزق يواجهه الفريق الاقتصادي هناك انعكس ذلك في المزيد من التشتت والتشويش على أداء العملة البريطانية، لكن على النقيض جاءت أرقام من الاقتصاد البريطاني بشأن أسعار التجزئة تظهر نمو 0.3% وحلحلة جزئية للانكماش نحو الانتعاش لكن بشكل متواضع لذا رأينا المركزي يجمع على تثبيت سعر الفائدة وإعلان عن تضخم بنسبة 2% وهم يعلمون بأن أسعار المنتجين والمستهلكين مرشحة للمزيد من الارتفاع حيث ارتفع إنفاق المستهلك 0.1% وإنفاق أعمال التشييد والبناء 1.9% بعد تراجعها 1.1% وهذه الارتفاعات البسيطة تعتبر كبيرة للظروف الصعبة التي تمر بها بريطانيا، ولا ننسى القراءة النهائية للناتج المحلي للربع الثالث حيث قلص انكماشه إلى 0.2% بعد انكماش سابق 0.3% تظهر ارتفاعا لقيمة السلع والخدمات المنتجة داخل الاقتصاد، أما الحساب الجاري للربع الثالث فقد انكمش بقيمة 4.7 مليارات مقارنة بانكماش سابق 11.4 مليارات دليل تحسن أداء الاقتصاد مع الحركة التجارية العالمية في الآونة الأخيرة، لذا رأينا العملة الملكية تهبط خصوصا أمام الدولار الأمريكي.
الين:
المركزي الياباني أعطى تقييما للاقتصاد بمرتبة (متعافي) ويعول السبب إلى نجاعة خطط الإنقاذ التي اعتمدها، من جهة أخرى أعلن عن الميزان التجاري المعدل الذي يستثنى منه الخدمات لشهر نوفمبر بقيمة 492.4 مليار ين، والقراءة السابقة كانت عند 419.1 مليار ين دليل ارتفاع حجم الطلب على السلع، انعكس ذلك على ارتفاع العملة مؤخراً حيث استبق المضاربين هذه الأرقام لكن الآن تظهر الصورة تفوقاً للعملات الرئيسية بالمجمل على العملة اليابانية ولا زالت شهية المخاطرة منخفضة مع قرب النتائج المالية لكبرى الشركات هناك وانتظاراً لتخطي فترة الأعياد.
ملاحظة: (تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 4 صباحا بتوقيت جرينتش)
محلل أسواق المال
waleed.alabdulhadi@gmail.com