وجَّه الأمير عبدالرحمن بن مساعد رسالة واضحة وصريحة، وكانت في محلها، وهي تلك التي يجب أن يعيها نجوم الهلال، ويكمن مضمونها في أن المستويات المميزة التي قدمها فريقهم في الدوري لن تسمن ولن تغني من جوع ما لم تتوج بالحصول على بطولته.. كما أن البلجيكي (جيريتس) هو الآخر لم يذكر سوى الحقيقة عندما قال: إن بطولة الدوري سيحددها نجوم الهلال متى أرادوا ذلك، وإن الأهم حاليا هو أن نكسب المزيد من النقاط بعيدا عن نوعية المستويات، ولاسيما أن كل فريق تبقى له تقريبا سبع مباريات، وكل الفرص ما زالت متاحة أمام جميع الفرق لإصلاح السلبيات التي اعترت مسيرتها خلال الفترة الماضية من الدوري. فهل تصل الرسالة إلى نجوم الهلال، ولاسيما أن الكثير من الظروف تسير لمصلحتهم؟
كان لا بد - بعد توفيق الله - أن يكسب الهلال نتيجة مباراته أمام نجران (وهذا ما حدث) لاعتبارات فنية، ومن جراء أفضليته الميدانية. نجران فريق مجتهد ومتطور ولعب يومها حسب إمكانياته ومؤهلاته.. لكن الذي عاب على بعض لاعبيه هو ذلك الشحن النفسي الذي انعكس على أدائهم وجعل الكثير من ألعابهم تتسم بالخشونة والاندفاعات العنيفة التي حدت من خطورة لاعبي الهلال خوفا على أنفسهم من الإصابات، خصوصا أن ذلك تزامن مع فشل تحكيمي تام في التصدي للمخاشنات والاندفاعات النجرانية العنيفة التي كاد يذهب ضحيتها رادوي والشلهوب..
بالمناسبة.. الاستقبال الرائع الذي حظي به الهلال في نجران لم يكن مستغرباً، وهو في النهاية تجسيد حقيقي لشهامة وأصالة وأخلاق أهالي نجران الطيبين وحرصهم أيضاً على الاحتفاء بالضيوف بقيادة الأمير الشاب مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز..
الهلال هو أول فريق في التاريخ يحقق ست بطولات خلال عام واحد، وحدث ذلك في عام 2000م. (4) بطولات خارجية واثنتان محلية، (نصفها كان في عهد إدارة الأمير بندر بن محمد، ونصفها الآخر في عهد إدارة الأمير سعود بن تركي)؛ مما يؤكد أن الهلال كان هو السباق في الحصول على هذا العدد من البطولات، قبل أن يحصل عليه فريق برشلونة الإسباني في عام 2009م، وعلى عكس ما يعتقده البعض..
أخيراً.. كان كل الحق مع إدارة الهلال عندما رفضت مشاركة ياسر القحطاني في احتفال كاظمة الكويتي أمام برشلونة الإسباني؛ لأن مصلحة الهلال أهم من تلك المشاركة..
كلام في الصميم
صحيح أن خسارة الاتحاد للبطولة الآسيوية كان لها انعكاساتها النفسية السلبية على أجوائه وداخل أروقته، وأن الخماسية الهلالية في الشباك الاتحادية أكملت أيضاً الناقص.. لكن علينا أن نضع في الحسبان أن أكثر لاعبي الاتحاد يعيشون حالياً آخر سنوات أعمارهم الكروية؛ مما أسهم في تراجع مستوياتهم وقلل من حجم مجهودهم داخل أرض الملعب.. وهذه إحدى أهم المشاكل التي بات الاتحاد يعاني بداياتها في الوقت الحالي، ومن جراء تلك السياسات الإدارية والفنية الخاطئة التي حدثت في السابق وكانت لا تخدم الاتحاد كفريق إلا وقتياً وعلى المدى القريب فقط (المواسم الأربعة الماضية).
خصوصاً أن كل هذا الذي حدث في الاتحاد جاء متزامناً أيضاً مع تلك الحملة الإعلامية الشرسة التي أربكت عمل إدارة الدكتور خالد المرزوقي ونالت من شخصه؛ مما يؤكد أن التراجع الاتحادي في النتائج والمستويات تعود أسبابه إلى عدة عوامل سلبية متراكمة، وهي ليست وليدة هذا الموسم فحسب، وإنما حتى أيضاً المواسم السابقة الأخيرة..
كل اللاعبين الذين كنا (وما زلنا) لا نرى فيهم أي صفات للنجومية الحقيقية (محليين وأجانب)، كانوا وقتها (طايرين فيهم) هم أول من بات ينتقدهم في الوقت الحالي إلى درجة المطالبة بتسريحهم أو عدم الاعتماد عليهم، بل وكأنهم بذلك يؤكدون أن كل الحق كان معنا فيما كنا نراه في لاعبيهم، وعلى عكس ما كانوا يرونه.. شكراً للمنطق الذي أجبرهم على إنصافنا دون أن يشعروا..
عندما قال (خالد البلطان) إن عطيف أخوان (من حلالي) ولن أتركهما يرحلان عن الشباب فإن أبا الوليد وقتها كأنه أراد أن يقول (وهذا كلام منطقي): إن أحمد وعبده عطيف ما زالا تحت تصرف إدارتي، وإنها وحدها ودون غيرها هي من يملك قدرة استمرارهما شبابيين أو حتى انتقالهما إلى أي فريق آخر، وذلك في ظل عدم دخول فترة آخر ستة أشهر من عقدي احترافهما.. ولهذا لا أرى أي مبرر لتفسير كلمة (حلالي) بشكل خاطئ وحسب الهوى ومن أجل الإساءة للبلطان..
في أرض الملعب (خلال مباراة فريقهم أمام الاتفاق) كان لاعبو النصر يعتذرون لمدربهم ديسلفا عن تقصيرهم برغبة أن يستمر مدربا لهم.. في حين أن ماجد عبدالله في طرف آخر (داخل الاستوديو) كان يطالب وعلى وجه السرعة بإلغاء عقد هذا المدرب بحجة أنه لا يصلح للنصر على حد زعم ماجد.. (تناقض كبير)، لكن الأكيد أن لاعبي النصر هم الأبخص من ماجد بإمكانيات ومؤهلات ديسلفا.. (بالمناسبة) ماجد عبدالله سبق له أن تولى تدريب النصر في أكثر من مباراة (موسم 1413هـ) لكنه لم يوفق إطلاقا.. ومنها مباراة الرائد التي خسرها النصر (صفر-1) في بريدة.
فريق الوحدة تطور كثيراً في مستواه ونتائجه، وسيكون له بصمة قوية في هذا الموسم وعلى الطريقة القديمة (الوحدة ما يغلبها غلاب).. ويبقى اللافت للنظر وإعجابا به هو امتلاك الفريق ومن بين أغلب الفرق لأفضل معدل سن للاعبين الذين باتوا يمثلونه، مما ينبئ بمستقبل وحداوي مشرق في ظل وجود تلك الإدارة الواعية والمتحمسة التي تدير شؤونه..
بعض المعلقين في الغالب يجبروننا على (كتم الصوت) ومشاهدة المباريات دون تعليق.. إما بسبب مبالغتهم في الثناء والإطراء لهذا الفريق أو ذاك اللاعب إلى درجة مخالفة الواقع، أو من جراء تواضع مستوى تعليقهم وعدم قدرتهم على مواكبة الأحداث.. أو بفعل السببين معاً.. ويأتي على رأس هؤلاء المعلقين وبكل أسف ذاك المعلق المخضرم..
كل المؤشرات تؤكد أن مباراة اليوم بين الشباب والنصر ستكون ملتهبة.. لكن بالمنطق الفني والعناصري فإن الشباب هو الأقرب للفوز وبنسبة كبيرة حتى لو بفارق هدف واحد.. ويظل الأهم هو أن نشاهد مباراة لا تشوبها أي شائبة وألا تتأثر سلباً بالجدالات الإعلامية التي حدثت بين إدارتي الناديين خلال الفترة الأخيرة.
للتواصل salehh2001@yahoo.com