Al Jazirah NewsPaper Friday  25/12/2009 G Issue 13602
الجمعة 08 محرم 1431   العدد  13602
ليأخذوا الدرس من الملك

 

يوشك العام الميلادي على الرحيل وإن كان لنا نحن السعوديين أن نطلق تسمية أو صفة لهذا العام فلابد أن نسميه بكل أريحية عام شفافية الملك، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يترك أي مناسبة ليوجه رسائل إلى الأمة، وإشارة لمن يريد أن يفهم أو يتعظ أو يتعلم، وللشعب أن يعرف.

كثيرة هي المناسبات التي وجه خلالها خادم الحرمين الشريفين رسائل للأمة كزيارته المفاجئة لمنازل الفقراء في حي الشميسي القديم في الرياض، ومناسبات افتتاح أعمال مجلس الشورى، إلى أن حصلت كارثة سيول جدة لتأتي الرسالة مباشرة وموجهة بوضوح للفاسدين إضافة للمسؤولين وزراء ومدراء ومتنفذين مطالبين أن يكونوا مثالاً ونموذجاً يحتذى به، وأن المبدأ المطبق في هذه المرحلة أن كل شخص كائناً من كان معرض للمساءلة والتحقيق والمحاكمة حينما يخون الأمانة ويقصر في عمله مثلما يكرم عندما ينجح في عمله.

رسالة لفظية اقترنت بالفعل الذي تمثل في تشكيل لجنة التحقيق في مأساة سيول جدة، وقبل أن تظهر نتائج التحقيق يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حملة في محاربة الفساد وإشاعة الشفافية لجعلها ثقافة محسوسة في المجتمع السعودي، فيطلق في جلسة مجلس الوزراء -التي اعتمدت فيها ميزانية الدولة العامة- تحذيره الواضح والمباشر للوزراء عن ضرورة متابعة تنفيذ المشاريع المعتمدة في الميزانية، ناقلاً لهم شكوى المواطنين من تأخر -بل وحتى عدم تنفيذ- بعض المشاريع التي تضمنتها الموازنات السابقة.

الملك في تحذيره هذا ونقله شكوى المواطنين يقوم بواجبه بوصفه راعياً لحقوق الأمة ومؤتمناً حتى على التفاصيل الدقيقة، وتشمل هذه الحقوق أموال الأمة وشؤونها الحياتية والصحية والاجتماعية... وهو بهذا يوجه رسالة واضحة للوزراء بأنه شخصياً سيكون خصمهم عندما يقصرون في أداء الأمانة والواجب الذي من أجله اختيروا لمناصبهم.

عام الشفافية هذا وإن لم يبق منه سوى أيام قليلة إلا أن السعوديين يعرفون أن أيام الشفافية التي يقودها ويبشر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستستمر، لتصبح ثقافة يأخذ بها المجتمع وتطبع سلوك المسؤولين وأفعالهم.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد