Al Jazirah NewsPaper Friday  25/12/2009 G Issue 13602
الجمعة 08 محرم 1431   العدد  13602
أخطأتُ بعاطفتي..!!
محمد العيدروس

 

أخطأتُ كثيراً.. حينما تركت العنان للعاطفة والعشق يقوداني إلى مقولة أن النصر سيخطف أربع بطولات هذا الموسم!.. ويبدو أنني راهنت على فرسانٍ ومدربٍ مخيبين للآمال.

بطولة كأس فيصل التي انطلقت بتوهج نصراوي قوي كانت في متناول اليد، لولا تخبطات التعيس ديسلفا.

وبطولة الخليج التي نراهن عليها كحلم قادم في طريقها للزوال أيضاً طالما استمرت العقلية المتبلدة لهذا المدرب.. وسيخرج منها النصر في النهائي (وسترون)!.

أما بطولة الدوري (الأقوى).. فالقضية شبه منتهية تماماً وعلى النصراويين مواصلة سيناريو التعادلات مع فرق المؤخرة والوسط لضمان موقع دافئ فقط في سلم الترتيب!!.

وعلى صعيد بطولات ولي العهد وكأس الأبطال القادمتين فلا أعتقد أن الفريق النصراوي مؤهلٌ أساساً لتجاوز الدور 16 منها في أحسن الأحوال.

ملك التعادلات

بما أن إدارة دوري زين منحت جوائز لأحسن لاعب وأفضل جمهور وأفضل بطل جولة، حبذا لو منحت جائزة لأفضل فريق تعادلات ليحصده النصر باقتدار.

إذا كان أقصى غاية مدرب النصر ديسلفا هو التعادل مع فرق نجران والحزم والرائد والاتفاق ما الذي يمكن أن نرجوه منه؟!.

وإذا كان مدرب يحذّر لاعبيه من اقتحام منطقة الـ18 للفريق الخصم ويلعب بشعار طريقة 4-5-1.

ماذا يمكن لنا أن نتوقع منه؟!.

هل شاهدتم الفريق النصراوي وهو يلعب أمام أضعف هجومين في الدوري الرائد ونجران.. (بستة مدافعين)؟!.

وأتساءل هنا: إذا كانت هذه هي أوضاع النصر أمام تلك الفرق.. فماذا سيفعل أمام الهوامير الكبار الذين لا يرحمون؟!.

حساسية حتى الجنون..!

قبل عدة أشهر شعرت بمرارة عندما تدهور مستوى الفريق النصراوي وكتبت موضوعاً نقدياً بحتاً أشخص فيه الواقع. وتفاجأت (وقتها) بكم هائل ومخيف من الردود على موقع الجزيرة الإلكتروني.

أحدهم رأى الصورة بثوب كحلي (مصادفة) وكتب هذا دخيل هلالي يبث السم، وآخر دعا إلى هشم جمجمتي، أما ألطفهم رداً فاكتفى بوصفي بالأفعى وبقايا الخشاش.

تساءلت وقتها: أيعقل أن نصل نحن معشر النصراويين لهذه الدرجة البشعة من الحساسية وسوء الظن (بيننا)؟!.

وهل يعني أن ننقد بعضنا البعض أن نصبح أعداء ودخلاء؟!.

وسألت نفسي أيضاً: إذا كانت اختلافات وجهات النظر تكشف واقعنا لهذه الدرجة.. فما هي معايير علاقاتنا بالآخرين إذاً..؟!.

خالد البلطان والأربعة الكبار

أحترم عقلية وفكر وأخلاقيات الأستاذ خالد البلطان كرجل أعمال أولاً ورياضياً ناجحاً ثانياً.

إلا أنني أختلف معه تماماً في قضية الأربعة الكبار (تلك) وأرى أن التاريخ والشمس لا يمكن تغطيتهما بغربال.

لا أحد ينكر بطولات الشباب وقوته. ولكن لا يجب أن نظلمه بوضعه في الكبار (الهلال - الاتحاد - النصر - الأهلي) فهؤلاء عرفناهم منذ أن كان التلفاز أبيض وأسود ومنذ أن كنا صغاراً نحبو.

الشباب فريق الأحلام.. وفريق اللعب الراقي والمنافس الشرس لكل من حوله، ولا يجب ظلمه بوضعه على خط واحد مع الجبهة الهلالية - النصراوية.. سواء كبطولات أو جماهير.

الشباب في تصوري يحتاج إلى قاعدة جماهيرية أولاً وهذه لا تبني ببطولة أو أربع أو خمس لأن من يعشق فريقاً بصدق لن يتخلى عنه. وعلى الشبابيين التخلص من عقدة الجماهير النصراوية والهلالية والمراهنة على من ينسلخون منهما.

الشباب بمثل ما نجح في صناعة عطيف أخوان وشهيل والمهلل وأنور والسعران وآخرين.. قادر على بناء جماهيريته من المدارس الابتدائية ومن الجيل الصاعد الذي مازال لا يعرف مَنْ نصراً ومَن هلالاً.

أما التغني بالبطولات والدخول في صراعات مع الأربعة الكبار لإزاحة أحدهم أو التقليل من قيمته فلن يشبع أو يغني من جوع ولن يفيد الشبابيين في شيء.

وها هو النصر بعيداً عن البطولات ومن خسارة إلى تعادل ومع ذلك يتمسك محبوه به لدرجة الجنون.

وها هو الهلال يزداد أرقاماً بشكل لا يصدق.

أعتقد أن الأستاذ البلطان بما يملكه من فكر رياضي قادر على تحويل الشباب إلى برشلونة آخر في الشرق الأوسط شريطة الابتعاد وعدم الاستماع إلى الطابور الخامس الذي يهمس في الآذان ويوسوس.

هوامش باللون الأصفر

- طارق التايب.. كان فرصة ثمينة أمام النصراويين للظفر به وبأرخص الأسعار.

ولكن المكابرة والبحث عن الأصعب أضاعه منهم..!.

- قارنوا مستوى المبدع السابق (إلتون) بالمزاجي حسام غالي واحكموا..!.

إلتون كان عاشقاً حتى الجنون وكان ملكاً للنصر.. ولكنهم فرطوا فيه لدواعي التغيير..!.

- (أندوني) مدرب الاتفاق السابق فشل بامتياز مع فريقه ولم يمض أسابيع. وغادر إلى الإمارات ولم يفلح والآن يفاوض النصراويون بقوة..!.

قديماً.. كان النصر أنموذجاً يقتدى به في الظفر بمدربين على مستوى عالٍ.. والآن أصبح يعتمد على المتهالكين المنتهية صلاحياتهم..!.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد