Al Jazirah NewsPaper Friday  25/12/2009 G Issue 13602
الجمعة 08 محرم 1431   العدد  13602
صندوق الحكايات
مدرسة النسر للتغير

 

اشتهر النسر بقوته وحدة بصره ورهبته، إلا أنه بعد أن يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، تبدأ قوة مخالبه تضعف، وأجنحته الكبيرة تبدأ تلتصق بصدره فيما يصعب عليه الطيران لارتفاعات عالية والتحليق طويلاً، ومنقاره المدبب القوي يضعف كذلك، وإن استمرار هذا يعني هلاكه لا محالة، فلا يستطيع أبداً باستمرار تلك المظاهر عليه من الصيد. فهو يعتمد على مخالبه القوية في الانقضاض على الفرائس، إضافة إلى قوة الإبصار عنده من ارتفاعات عالية.. فيكون ها هنا النسر أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام لقدره فيموت أو يعيد تقوية بدنه ونشاطه ليعيش، إلا أن الخيار الثاني ضريبته عالية وليس خياراً سهلاً..

يبدأ النسر من بعد أن اختار الطريقة الثانية في دخول مرحلة صعبة في حياته، وعليه أن يتحمّل آلامها من أجل البقاء حياً. يذهب النسر إلى قمة الجبل حيث عشّه، ويعيش هناك فترة لا تقل عن مائة وخمسين يوماً، يقوم بداية بكسر مخالبه بالضرب على الصخور حتى تنمو مخالب جديدة، حتى إذا ظهرت ونمت قام بكسرها مرة أخرى، وينتظر بعدها نمو المخالب من جديد التي ستكون أقوى مما كانت قبل عملية الكسر الأولى, وبالمثل يكون الحال مع منقاره.

المرحلة الأخيرة ضمن المائة وخمسين يوماً الصعبة، يقوم النسر بنتف ريشه حتى ينمو له ريش جديد. وينتظر أياماً وليالي ريثما ينبت له ريش جديد كما لو أنه في شبابه. هذا الريش الجديد يعمل على تقوية جناحه الذي لن يلتصق بصدره بعد الآن، ليبدأ النسر حياة جديدة ويعيش بإذن الله ثلاثين سنة أخرى، ويعود صياداً ماهراً ينقض على فرائسه من علِ، ويمزقها إرباً بفعل مخالب حادة وقوية..

«تأمل حياة النسر إنها معجزة ربانية تدعوك وتؤكد لك أهمية أن يجدد الإنسان منا حياته وأن يستمر مهما كان عمره لكي يكون مفعماً بالقوة والنشاط والحياة معنوياً وجسدياً».




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد