غاير الله جلَّ علاه بين الأمكنة والأزمنة والمخلوقات وشخصيات البشر حتى التوائم لحكمة يعقلها اللبيب؟ ولذلك علينا أن نعمل على تجديد حياتنا وتطوير شخصيتنا من غير تبعية عمياء وذوبان في رغبات الآخرين, والتجديد في منهج العقلاء يعني تغيير السلبيات إلى إيجابيات وتحويل الإيجابيات إلى درر, إما أن يعدّل طريقة تفكيره أو أسلوب تعامله أو مكان وجوده فالحياة ملكك أنت من يتحكم فيها وأنت من يديرها وأنت الذي تسيرها كما تريد..
أنت نسيج وحدك ولا لغيرك شأن فيك, أنت المتأمل في نفسه مراراً وتكراراً ووحدك من بيده أن يخطو متقدماً ويكون سعيداً وإن أردت عشت بائساً تعيساً متململاً ثقيلاً فاعقد العزم على التجديد واملأ حياتك بالتألق والرخاء وإليك الخطوات:
1 - أحضر دفتراً وقلماً - تجنب أن تسوّف وتقول غداً - واجلس وحدك في مكان هادئ واسترخِ ولا تشغل بالك بشيء آخر أبداً واجعل الكلمات والأسئلة تنساب من لسانك لقلبك صارح نفسك وتعرّف إليها وما تريد تغييره وتجديده ابحث عن كل ما علق في جوفك وفكرك, شاهده واكتبه فوراً لا تتجاهل أي شيء مهما كان صغيرا.
2 - تأمل كل ما كتبت وحدد أولوياتك في ورقة أخرى مرتباً الأهم فالمهم وأدرك كم أنت بحاجة إليها وتذكر أن التجديد كما هو نفض لغبار السلبيات, هو أيضاً أن تضيف لحياتك من وقت لآخر بعض اللمسات حتى تصبح أجمل مثلاً تحدٍّ جديد أو مهارة جديدة تتعلمها.
3 - ضع خطتك واكتبها ووزعها على الزمن (الأيام - الأسابيع - الشهور - السنوات.... وهكذا).
4 - ابدأ من اليوم وكن حليماً وانشد الإتقان والصبر في رحلة تجديدك كي تقطف حلو الثمر.
5 - اشكر الله على حالك واسأله العون والتوفيق أولاً وأخيراً.
6 - اعمل على كل ما من شأنه أن يحقق ذاتك ويسعدها دنيا وآخرة فإنك تستحق ذلك وتذكر دوماً هذه الجملة التي تعتبر من أجمل ما كتب:
«لن تدخل الراحة والسعادة إلى قلوبنا إلا إذا انشغل كل منا بنفسه ثم بأهله ثم بمن حوله، فللأسف أن سبب تعاستنا هو التفكير في الغير قبل التفكير بأنفسنا».